نشر موقع عروبة 22 مقالا للكاتبة آية أمان، تدعو فيه إلى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى (AI) - كأداة ضرورية وحاسمة - لتحقيق الإدارة المائية الذكية والمستدامة فى المنطقة العربية، وذلك لمواجهة التحدى الملّح لندرة المياه الناتجة عن التغيرات المناخية والتزايد السكانى وسوء الإدارة التقليدية.. نعرض من المقال ما يلى: تتصاعد أزمة ندرة المياه لتصبح التحدّى الأكثر إلحاحًا فى المنطقة العربية. فى مواجهة هذا الواقع، لم يعد الذكاء الاصطناعى خيارًا، بل أصبح أداةً أساسيةً بدأت الحكومات والقطاعات المعنية بالمياه فى العالم العربى الاعتماد عليها لتحقيق الإدارة المائية الذكية والمستدامة. وذلك عبر دمج تطبيقاته المبتكرة فى محطات تحلية المياه، والتوسّع فى مشروعات الزراعة الدقيقة، وإرساء قواعد الحوكمة المائية الذكية، وهى التجارب التى لا تزال قيد الاختبار فى عددٍ من الدول العربية فى إطار الحلول لتعظيم الاستفادة من الموارد المحدودة وتقليل الضغوط البيئية على المنطقة.لسنواتٍ ماضيةٍ، بدأت الدول العربية بتبنّى حلول غير تقليدية لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، عبر رفع كفاءة استخدام المياه وإعادة التدوير، حيث حققت مصر على سبيل المثال أعلى معدّل لكفاءة استخدام المياه وصل إلى 21 مليار مترٍ مكعّبٍ سنويّا. فضلًا عن التوسّع فى مشروعات تحلية المياه، حيث حققت السعودية إنتاجًا وصل إلى 11.1 مليون متر مكعّب من المياه المُحلّاة يوميًّا، بينما تنتج دولة الإمارات ما يقرب من 8.4 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة يوميًّا، وهو ما يبرز إمكانيات التوسّع فى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحويل الإدارة المائية التقليدية إلى نظام ذكى وفعّال.إلى جانب ندرة الموارد المائية المتاحة، تظل مشكلة إدارة المياه وتعزيز قدرات الإدارات المحلّية فى الدول العربية هى التحدى الأكبر فى إدارة الموارد المحدودة ورفع كفاءة الاستخدام والتوسع فى سياسات الترشيد وتقليل الهدر. وفقًا للمعهد الدولى للمياه (IWMI)، فإنّ الذكاء الاصطناعى يمكن أن يكون الأداة المحورية لإدارة المياه عبر القدرة الفائقة على تحليل البيانات الضخمة لأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية ومحطات الأرصاد الجوية، وشبكات توزيع المياه، حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعى بمعالجة ملايين المدخلات فى لحظات، وكشف الأنماط المخفية، وتقديم تنبؤات دقيقة للغاية حول استهلاك المياه، ومستويات الخزانات، ومواقع التسريبات، وحتى التنبؤ بحدوث الجفاف. هذا التحليل المعمق يمكِّن صانعى القرار من اتخاذ إجراءات استباقية ومحكمة، مما يضمن الاستخدام الأمثل لكل قطرة ماء فى المنطقة.فى مصر، بدأت وزارة الموارد المائية والرى التوسع فى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لإدارة توزيع المياه وتدقيق الحصص المائية المنصرفة، بما يُمكّن متخذى القرار الاستجابة بسرعة لتحقيق اتّزان شبكة المياه على مدار الساعة ووصول المياه فى مواعيدها إلى المستخدمين كافّة. ففى مارس الماضى، أطلقت الحكومة نموذجًا رياضيًا متطورًا يعمل بالذكاء الاصطناعى ويعتمد على تحليل البيانات كافة المتعلقة بالمياه، بدءًا من معدلات التدفق ورصد وتقييم جودة ونوعية المياه، وصولًا إلى استخدامات الأراضى الزراعية والاحتياجات المائية لمختلف القطاعات.تشير بعض الدراسات إلى تحديات مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعى لكونه مستهلكًا للمياه فى الكثير من الأحيان، وهو ما تظهره البصمة المائية للذكاء الاصطناعى، حيث تستهلك مراكز البيانات التى تدعم التعلم الآلى كميات كبيرة من المياه للتبريد. فى الخليج، قد يصل استهلاك المياه السنوى المرتبط بالذكاء الاصطناعى فى مراكز البيانات إلى 426 مليار لتر بحلول عام 2030. إلّا أن هناك أفكارًا لا تزال قيد الدراسة حول استخدام تصاميم حديثة للتبريد بالهواء، واستخدام الطاقة الحرارية الأرضية، أو استخدام مياه الصرف الصحى المعالَجة بدلًا من المياه العذبة، إذ تعدّ هذه الحلول ضرورةً حتى لا يتحول الذكاء الاصطناعى إلى تكنولوجيا مُستهلِكة للمياه.وتُظهر التطبيقات السابقة قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى كأحد الحلول الذكية التى يمكن تبنيها فى استراتيجيات إدارة المياه الوطنية، ودعم صناع السياسات لاتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وتعزيز الحوكمة، ودعم الأمن المائى على المدى الطويل، وكذلك حلّ أزمات المياه وتقليل الخسائر فى شبكات التوزيع. لكن على الرغم من التقدم الملحوظ فى التوسع فى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى على مدى زمنى قصير، إلّا أن هذه التكنولوجيا لا تزال بحاجة إلى زيادة الاستثمار فى البنية التحتية الرقمية، وتدريب الخبرات المحلية ورفع مستوى التعاون بين قطاعات المياه والطاقة والغذاء والبيئة.
النص الأصلى: https://tinyurl.com/4pt2nw64
مقالات اليوم حسن المستكاوي «ديلى إكسبريس»: لا يوجد صلاح.. لا توجد مشكلة! نيفين مسعد الكتابة فى الذاكرة محمد المنشاوي ترامب والمليارديرات! من أنتم؟ محمد بصل صراع الإرادات.. وإدارة الصفقات إبراهيم العريس ما قاله شكسبير قبل نصف ألفية.. إنما الدنيا مسرح كبير! محمد سالم استخدام النماذج اللغوية الكبيرة.. بين إتاحة التقنية وحماية النزاهة العلمية إريك شوفالييه الدبلوماسية النسوية: هيا نحشد جهودنا معًا من أجل حقوق المرأة والفتيات
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك