يبعثُ لبنان فى الآونة الأخيرة إشاراتٍ تدل على قدر من المرونة السياسية، وخصوصًا فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل ودمج مدنيين فى لجنة المراقبة، غير أن هذه المؤشرات، على الرغم من أهميتها، لا تعكس اقترابًا حقيقيًا من التطبيع؛ فلبنان، وفق تقديرات جهات أمنية رفيعة، لا يزال أسيرًا للهيمنة الفعلية لحزب الله، ولشروط الإجماع العربى، وعلى رأسها مطلب إقامة دولة فلسطينية، كشرط مسبق لأى تطبيع.خلال الأيام الماضية، تم تعيين سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبنانى فى المحادثات، وهو ما اعتبره بعض الأطراف السياسية تعبيرًا عن انفتاح معيّن. لكن ردّ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، كشف عُمق الرفض داخل المعسكر الموالى لإيران لأى خطوة قد تُفهم أنها تنازُل. فمن منظور حزب الله، كل تغيير فى تركيبة الوفد، أو أى نقاش فى قضايا اقتصادية، ليس سوى «سقطة» إضافية ضمن سلسلة أخطاء، فى رأيه.وترى التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن لبنان يقف فعليًا أمام خيارين فقط: الحرب، أو الحرب، ويكمن الاختلاف فى توقيت اندلاعها؛ لقد ضعُف حزب الله بشكل كبير بعد أن حوّل لبنان إلى "جبهة إسناد" لغزة، بعد السابع من أكتوبر، وهو يخوض اليوم سباقًا مع الزمن؛ يعتمد الحزب على أمل أن تُفضى التغييرات السياسية فى إسرائيل والولايات المتحدة إلى تحسين موقعه، وفى الوقت نفسه، يحاول نسج علاقات إقليمية جديدة، مع تركيا، ومع سوريا تحت قيادتها الموقتة.فى المقابل، يُعدّ انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيسًا للجمهورية - الانتخاب الذى حاول حزب الله منع حصوله طوال فترة - مؤشرًا إلى رغبة فئات لبنانية فى تعزيز مؤسسات الدولة والمطالبة بـ«حصر السلاح فى يد الدولة»، لكن هذا الشعار يصطدم مباشرة بالواقع: فحزب الله، بدعم إيرانى، يرفض تفكيك جيشه الخاص.والمشكلات الأساسية التى تمنع لبنان من التقدم نحو التطبيع واضحة:• سيطرة حزب الله الذى يهدد بحرب أهلية، إذا مورِس عليه ضغط لنزع سلاحه.• التزام الإجماع العربى الذى ينص على أن التطبيع لا يمكن أن يتم إلّا بعد قيام دولة فلسطينية.وعلى الرغم من الحاجة العميقة إلى الاستقرار وإعادة الإعمار، ومن الخطوات التقنية المهمة، مثل توسيع صلاحيات لجنة المراقبة، فإن لبنان لا يزال بعيدًا جدًا عن أى مسارٍ سياسى مع إسرائيل. فالضغوط الأمريكية والإسرائيلية من أجل نزع سلاح حزب الله تزداد، ولبنان يفقد هامش المناورة الذى كان لديه سابقًا. وما دام حزب الله يحتفظ بقوته العسكرية والسياسية، فإن التطبيع غير ممكن، حتى لو كان بعض القوى السياسية راغبًا فى ذلك.
مقالات اليوم حسن المستكاوي من كرواتيا إلى الأردن مسافة زمن قصيرة ومسافة مستوى بعيدة! أشرف البربرى النازيون عائدون وليد محمود عبد الناصر الطبيعة المتغيرة للحروب فى عالم اليوم خالد عزب الإنسان والمعرفة.. كيف يرى الإنسان ذاته وقدراته ؟ معتمر أمين التنافس على البحر الأحمر! علي محمد فخرو حملات تجميل الصورة القبيحة صحافة عربية جيل «زد».. وكراسى الإعلام التقليدية قضايا اقتصادية الهند وتخصيص القطاع النووى لتوليد الكهرباء
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك