ستبذل بعض القوى الإعلامية والمالية والكنسيّة المتصهينة الأمريكية فى الأيام المقبلة كل ما لديها من قدرات مالية واستخباراتية وعلاقات دولية ومراكز أبحاث ودراسات انتهازية، وذلك من أجل إعادة تجميل صورة الكيان الصهيونى التى انكشفت قبائحها، وقبائح أمها الحنون المرضعة الأمريكية، الأخلاقية والسياسية والعسكرية فى ساحات غزة وسائر فلسطين والجنوب اللبنانى واليمن وفى العديد من الأقطار العربية الأخرى.سنرى وسنسمع حملات وأكاذيب وتزوير وفبركات روبوتات الذكاء الاصطناعى ليل نهار. وحتى الوجوه الإجرامية والأجساد الملطخة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء العرب ستخضع للمكياج وللغسل ولعمليات التجميل من أجل نقل أصحابها إلى مراتب البطولة والقداسة المزورة الشيطانية اللاإنسانية.أمريكا، التى عرفت عبر تاريخها كله بالكذب والتلفيق واستعمال عشرات الأنواع من الخدع النفسية والإدعاءات الدينية وأقنعة الوجه السياسية ستحاول للمرة الألف أن تقلب الحقائق فتجعل الفلسطينى الجائع المريض العريان المستغيث من تحت أنقاض الدمار التى أوجدته الآلة الصهيونية التى لا ترحم هو المعتدى المجرم الإرهابى، وتجعل الجيش الصهيونى المعتدى الغازى الخارج على أعراف وقوانين كل حروب الدنيا والمستوطن الصهيونى المدجّج بالسلاح والمحمى من قبل أفراد وآلات ذلك الجيش، تجعلهما هما الضحية المسكينة المتعرضة لأباطيل وكراهية المشاعر اللاسامية النازية التى يحملها العرب ضد «ساكنى» فلسطين من اليهود.وكما نجحت الأبواق من قبل فى أن تجعل أصحاب الأرض من قبائل الهنود الحمر من ساكنى الأرض الأمريكية وحوشا قاتلة معتدية على المساكين المسيحيين المسالمين القادمين من أوروبا المسالمة المتحضرة، فأصبح صاحب الأرض التى عاش عليها هو وأجداده عبر ألوف السنين المدافع عن نفسه وعرضه وأرضه بالقوس هو المعتدى، وأصبح الغزاة من خرّيجى السجون المجرمين الحاملين للبنادق القاتلة هم ضحايا التوحّش البدائى المجرم هم الضحية المظلومة التى لها الحق أن تقتل مئات الألوف من أجل أن تعيش بسلام فى أرض الأحلام الجديدة.هكذا مثلما صدق العالم أكذوبة ذلك العصر عن طريق كل وسائل التجهيل والكذب ستحاول أمريكا أن تفعل الأمر نفسه ليصدق العالم أكذوبة الغزو الصهيونى لفلسطين وتسميه بالهجرة المسالمة والرجوع للأرض التى منحها الرب لليهود وقريبًا غزو الجنوب اللبنانى والسورى تمهيدا لبناء مشروع «إسرائيل الكبرى» التى يولول يومياً نتنياهو وأعوانه وأمثاله بقرب الوصول إليها حتى ولو تطلب الأمر محو الوجود العربى من أى بقعة يريدها قادة الصهيونية، مثلما تم من قبل محو وجود قبائل الهنود الحمر من كل بقعة فى الأرض الأمريكية التى أرادها الغزاة الأنجلوسكسونيين وأعوانهم.بالطبع سيكمل بعض العرب ويباركوا تلك الأكاذيب، إما جهلا وإما تعمدا، عندما سيتبنون تلك الحملة ويصبوا اللعنات على كل قوى المقاومة والمقاومين التى تثير المشاكل فى وجه مشروع السلام الأمريكى التطبيعى العربى الذى يتعامل حاملوه من الصهاينة بكل محبة وحنان.تظن الحركة الصهيونية، وعلى الأخص قيادات يمينها المتطرف المجنون، أن ذاكرة العالم وضمير الأحرار سينسون ما جرى عبر الثمانين سنة الماضية على أرض فلسطين.ما لا يدركونه، هم وداعموهم، أن بكاء أطفال غزة ونجيب أمهاتهم وهم يودعون أولئك الأطفال، ووقوف الآباء وهم يحملون جثث أطفالهم الملفوفة الدامية، وهم جميعا يجلسون على أنقاض ما دمره الصهاينة بمساعدة مجرمة من المال والسلاح الأمريكى، من بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم التى قضوا العمر وهم يبنونها... أن كل ذلك سيبقى إلى الأبد فى ذاكرة العالم وضميره الحاضر والمستقبلى ليصبح من الكوابيس التى ستلاحق أحلام الذين شاهدوا وسكتوا والمجرمين الذين مكّنوا الكيان الصهيونى من أن يوقد الجحيم فى كل مكان دون عقاب ولا مساءلة. لكن الله إله الحق والقسط والميزان، يمهل ولكنه لا يهمل.
مقالات اليوم حسن المستكاوي من كرواتيا إلى الأردن مسافة زمن قصيرة ومسافة مستوى بعيدة! أشرف البربرى النازيون عائدون وليد محمود عبد الناصر الطبيعة المتغيرة للحروب فى عالم اليوم خالد عزب الإنسان والمعرفة.. كيف يرى الإنسان ذاته وقدراته ؟ معتمر أمين التنافس على البحر الأحمر! صحافة عربية جيل «زد».. وكراسى الإعلام التقليدية من الصحافة الإسرائيلية لماذا لا يزال التطبيع مع لبنان حلمًا بعيدًا؟ قضايا اقتصادية الهند وتخصيص القطاع النووى لتوليد الكهرباء
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك