•كشف نتنياهو عن وجه إسرائيل القبيح وأثار جدلا واسعا بعد تلميحاته بمشروع «إسرائيل الكبرى» وأعاد إلى الأذهان ما كنا نردده ونحن فى عهد عبدالناصر والسادات من رغبة إسرائيل فى التوسع من النيل إلى الفرات. • ويستند مفهوم «إسرائيل الكبرى» الذى يريد نتنياهو إحياءه حسب المختصين فى الدراسات الاستراتيجية إلى نص توراتى ينص على أرض الميعاد فى الديانة اليهودية، وهو من سفر التكوين الإصحاح الـ ١٥ «فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام (يقصد إبراهيم) عهدا فقال: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر (نهر النيل) إلى النهر الكبير، (أى) نهر الفرات» والغريب أن هذا الوعد لم يعط عندهم لإسماعيل أكبر أبناء إبراهيم بل لإسحق باعتبار أولاده شعب الله المختار. •وهذه الأسطورة يرددها المتطرفون الصهاينة، ولكن هذه أول مرة يصرح بها رأس الدولة الإسرائيلية علانية بذلك، وهو فى ذلك يتقمص شخصية الإمام الروحى العالمى لبنى إسرائيل الذى سيحكم معظم بلاد العرب، ويحيى أمجاد بنى صهيون. •وقد ظهرت مثل هذه الأفكار بعد نكسة ٥ يونيو حيث شعرت إسرائيل بالفخر والخيلاء ولكن نصر أكتوبر أعادها إلى حجمها مرة أخرى، فرغبت فى السلام ومقايضة بالأرض بالسلام ولكن العرب فوتوا هذه الفرصة الثمينة التى دعا إليها الرئيس السادات وكان يمكن أن تضمن تحرير الجولان وإقامة دولة فلسطين على حدود ١٩٦٧. •وكانت مجموعات بيريز ورابين ويوسى بيلين وغيرهم يميلون لصنع سلام مع العرب، وكما حكى الرئيس مبارك فى خطاب معروف له أن رابين حدّثه أنه يريد صنع سلام مع سوريا فى عهد حافظ الأسد وسحب قواته عن الجولان مقابل تبادل السفراء وقد حدّث مبارك الأسد ووافق الأخير وبدأت المفاوضات السرية بينهما ولكن يبدو أن طرفا ثالثا فى إسرائيل لم يكن يرغب فى صناعة السلام وزرع عملاء قاموا بقتل رابين وإضاعة فرصة السلام مع سوريا وتحرير الجولان للأبد. •نتنياهو وفريقه سموتريتش وبن غفير وأشباههم يسيرون مسيرة هتلر وموسولينى، باعتبار أبناء صهيون هم أبناء الله وشعب الله المختار الذى يحق لهم استلاب أرض وأموال وبلاد ودماء الآخرين، وسيؤدى هذا الفريق لتدمير إسرائيل. • قد تكون هذه الأفكار موجودة فى العقل الباطن لبعض قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين ولكن لم يفصح أحدهم عن مكنونات نفسه سوى نتنياهو الذى أقنع ترامب بأفكاره ويريد أن يقود المنطقة العربية كلها احتلالا لأرضهم وسيطرة اقتصادية وسياسية عليهم، وهيهات أن يقبل العرب بذلك. •وقد أحسن مفتى الجمهورية حينما قال «إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد أحياؤها». •وقد أصدر الأزهر بقيادة شيخه العظيم د.أحمد الطيب بيانا جاء فيه «الأزهر الشريف يدين بأشد العبارات التصريحات الاستفزازية المرفوضة مؤكدا أنها تعكس عقلية احتلالية متجذرة وتفضح أطماعا ونيات متطرفة تسعى للاستيلاء على ثروات دول المنطقة وابتلاع ما تبقى من الأراضى الفلسطينية»، كما أصدرت الخارجية المصرية بيانا شديد اللهجة ضد هذا المشروع. •لقد انتفضت مصر كلها رافضة لدعاوى نتنياهو الذى وجد فرصة سانحة فى عهد ترامب القريب من هذا الفكر. •أفكار نتنياهو تعنى نسف كل معاهدات السلام العربية الإسرائيلية، وتعنى أن المنطقة العربية لن تهنأ بالسلام والأمان طالما ظل أمثال نتنياهو فى السلطة.
مقالات اليوم عماد الدين حسين قانون الغاب الأمريكي الإسرائيلي عمرو حمزاوي كيف تقاوم الولايات المتحدة تراجع هيمنتها العالمية؟ ليلى إبراهيم شلبي العلم يسألك: هل تصل رحمك؟ محمد زهران التكنولوجيا.. رفاهية للبشر وخطر جسيم أسامة غريب شبح الموت في أغسطس محمود قاسم نص ساعة جواز بسمة عبد العزيز المَجرَى صحافة عربية لغة لا تساوى وزنها علفًا العالم يفكر مستقبل الدور الفرنسي في إفريقيا بين الشراكة والقطيعة
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك