هذه معلومات غريبة قرأناها فى الصفحات الفنية فى المجلات والصحف، ومفادها أن وزير الثقافة السابق الدكتور ثروت عكاشة كان فى زيارة لباريس فى عام ١٩٦٦ وسأل معارفه عن عرض مسرحى يشاهده جمهور مدينة باريس فى تلك الفترة، وجاءته الإجابة بأن عليه متابعة المسرحية التجارية «زهرة الصبار»، وهى أمريكية التأليف كتبها اثنان من الإخوة هما بيير بارييه وجان بيير جريدى، وعندما عاد إلى القاهرة جمع رجال المسرح وأعطاهم اسم المسرحية واختاروا المخرج الموهوب كمال ياسين لإخراج المسرحية فى طبعتها العربية، وعكس الأمر أن وزير الثقافة مؤيد بشدة لاقتباس النصوص الأجنبية وترجمتها وتمصيرها، فقد تألقت كل من سناء جميل وماجدة الخطيب وصلاح السعدنى وعبد الرحمن أبو زهرة.يمكن القول إن المسرحية من الناحية الفكرية أو الفنية لم تكن العمل الخارق أمثال نصوص كثيرة تم اقتباسها فى تاريخنا المسرحى، المهم فى هذه النقطة أن السينما فى كل من مصر وأمريكا قد قامتا بإخراج الرواية باسمين مختلفين، الأول هو «زهرة الصبار» إخراج جين ساكس وتمثيل والتر ماتاو وإنجريد بيرجمان وجولدى هاون. وفى نفس الشهر تقريبا عرض الفيلم فى مصر باسم «نص ساعة جواز»، بطولة كل من رشدى أباظة وشادية وماجدة الخطيب وعادل إمام وسمير صبرى، من إخراج فطين عبدالوهاب الذى تألق فى الستينيات بالتعامل مع الكوميديا، فهو صاحب فيلم «الزوجة ١٣» قبل سنوات الذى قام ببطولته رشدى أباظة وشادية، ولا أعرف ما الذى شجع السيد الدكتور الوزير للتعامل مع نص بسيط بمثل هذه السذاجة، فنحن أمام طبيب أسنان (حسنى)، وهو رجل متعدد العلاقات تحبه ممرضته من طرف واحد، وتنتظر أن يتوب عن علاقاته المتعددة الأخرى، كما أنها تواجه معاملات المرضى المتباينة، وفى النهاية يحاول حسنى أن يستخدم الممرضة فى أعمال غير طيبة، كى يوهم حبيبته أنه يعيش حياة زوجية بائسة للغاية وأنها ستمثل بالنسبة له قارب الإنقاذ، خاصة أن تلك الفتاة بريئة للغاية ولا تحب الكذب، لذا فإنها تخرج من حياة حسنى عندما تكتشف أنه كاذب، وتكون تلك فرصة ليكتشف حبه للممرضة ويطلبها للزواج، وعلى طريقة الاقتباس المصرى، فإن هناك المزيد من الإضافات نجدها فى النص المصرى مثل أن تحاول الفتاة الانتحار إلا أن جارها الممثل المبتدئ يشاهدها من النافذة فيكسر الزجاج ويدخل لإنقاذها ويحاول دخول حياتها لكنها مثل زهرة الصبار تبدو شامخة تتحمل بصبر ملحوظ عيوب الآخرين، لكن المهم فى الفيلم المصرى أن تتزوج شادية من رشدى أباظة فى آخر عمل فنى يجمعهما معا بعد ابتعادها عنه بسبب زواجها من صلاح ذو الفقار.أهم ما نؤكده هنا أنه فى فترة ما من تاريخ وزارة الثقافة أن الوزير نفسه اختار للمخرجين موضوعات أجنبية لاقتباسها وتغيير ملامحها. إذا كان فطين عبدالوهاب قد أخرج فيلما ضعيفا فإن المخرج الأمريكى جين ساكس قدم فى الشاشة الأمريكية مجموعة من أفلام السينما الكوميدية الضعيفة جدا منها فيلم «أقدام حافية فى الحديقة»، الذى أخرجناه باسم «خلى بالك من جيرانك».
مقالات اليوم عماد الدين حسين قانون الغاب الأمريكي الإسرائيلي ناجح إبراهيم نتنياهو.. وإسرائيل الكبرى عمرو حمزاوي كيف تقاوم الولايات المتحدة تراجع هيمنتها العالمية؟ ليلى إبراهيم شلبي العلم يسألك: هل تصل رحمك؟ محمد زهران التكنولوجيا.. رفاهية للبشر وخطر جسيم أسامة غريب شبح الموت في أغسطس بسمة عبد العزيز المَجرَى صحافة عربية لغة لا تساوى وزنها علفًا العالم يفكر مستقبل الدور الفرنسي في إفريقيا بين الشراكة والقطيعة
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك