باريس سان جيرمان آلة مذهلة وممتعة

الخميس 10 يوليه 2025 - 8:40 م

** فى نهاية الموسم الأخير لكليان مبابى فى فرنسا، استدعاه لويس إنريكى إلى مكتبه وأوضح له أنه إذا سارت الأمور على طريقته، فقد يصبح باريس سان جيرمان «آلةً مُذهلة».
** نعم آلة مذهلة، فلا يمكن أن أفسر كلام لويس إنريكى للنجم الذى كان ظاهرة فرنسية أن باريس سان جيرمان فريق سيلعب على أخطاء الآخرين فقط. ولا أستطيع أن أفسر فوز باريس على إنتر ميلان بخمسة أهداف فى نهائى أبطال أوروبا أنه كان استغلالا للأخطاء، ولا يمكن أن أفسر فوز باريس على ريال مدريد أشهر فريق فى العالم بأنه كان استغلالا لأخطاء دفاعية. نعم كان هناك خطآن فادحان مبكران؛ حيث تقدم بطل أوروبا فى الدقيقة السادسة عندما انطلق ديزريه دوى من الناحية اليمنى ولعب تمريرة عرضية منخفضة وأخفق راءول أسينسيو فى إبعادها ليقطعها عثمان ديمبلى لكن تيبو كورتوا حارس مرمى ريال تدخل ليبعد الكرة التى وصلت إلى فابيان رويز الذى وضعها فى الشباك الفارغة. وبعد ثلاث دقائق فقط، سجل ديمبلى الهدف الثانى عندما مرت الكرة من تحت قدم أنطونيو روديجر مدافع ريال أثناء محاولة التمرير ليستغل ديمبلى الهفوة ويتقدم لينفرد بالحارس ويضعها فى الشباك.
** خطآن نعم. لكن باريس سان جيرمان بدأ المباراة بمنتهى القوة، والقوة ولدت الأخطاء. القوة والسرعة والتحرك فى المساحات والضغط العالى المحكم، والدفاع الصارم فى الوقت نفسه. هذا أداء فريق يصنع الفارق. هذا أداء فريق يبادر ويلعب على الفوز ويستطيع أن يفوز. إنهم فريق مذهل، هذه هى كلمة السر إنهم فريق. لا يقتصر الأمر على القدرات الفردية فحسب. إنهم فريق ظل يضغط، ويهاجم، ويركض، ولا يتوقف أمام أشهر فريق فى العالم. لم يمنحه فرصة طوال 30 دقيقة. فهل هذا الأداء وهذا النضال وهذا الجرى وهذا التكتيك يترجم على أنه فوز ولد من بطن خطأين فقط؟
** إن أسلوب اللعب الذى طوره لويس إنريكى فى باريس سان جيرمان يستحق الإعجاب، إنهم لا يعتمدون فقط على الجانب التكتيكى أو القدرات الفردية؛ بل يعتمدون على مبادئ الفريق. إذا نظرت إلى أى مباراة، تجد أن التكتيكات قابلة للتغيير طوال الوقت. انظر مثلا إلى دور عثمان ديمبلى فى الضغط وفى التحرك وهو أول المدافعين وأول المهاجمين. تجده على حافة منطقة الجزاء، مستعدا للجرى، يطارد حارس المرمى. وضاغطا كمدافع. وانظر إلى دور أشرف حكيمى حكيمى ونونو مينديز. إن وصفهما بالظهيرين غير دقيق وكل منهما يلعب دورا مختلفا، وهما ملزمان بالهجوم وبالدفاع. وأشرف حكيمى تحديدا هو الظهير الجناح أو العكس الجناح الظهر. وهو من أسرع لاعبى العالم بالمناسبة. ويمكنه أن يكون لاعب وسط أو ظهيرا أو جناحا، وقد استولى وسط باريس سان جيرمان على الملعب فابيان رويز، ونيفيز، وفيتينيا، وحيَّد هؤلاء نجوم ريال مدريد، بيلينجهام، وتشاومينى، وجولر. وحاصر دفاع باريس حين يفقد الفريق الكرة، كليان مبابى وفينيسوس جونيور وجونزالو أين كانوا فى الشوط الأول تحديدا؟
** لاعبو باريس سان جيرمان لم يمنحوا الريال فرصة كان ينتظرها، أظنها فرصة «جس النبض». كأحد التكتيكات البليدة القديمة حين يلعب فريق مع منافس يدرك قوته وسرعاته. فضغط باريس، وهاجم وركض بلا فرامل. لم يتوقف. وحين أوقف الحكم المباراة للراحة قبل موعدها بست دقائق بسبب الحرارة الحارقة كان باريس متقدما بثلاثة أهداف، وكان الريال فى أشد الحاجة لتلك الراحة.
** لاعبو باريس سان جيرمان يعملون جميعًا من أجل الفريق وقد منحهم لويس إنريكى مزيجا مدهشا. منحهم الحرية وفرض عليهم النضال. والحرية تصنع الإبداع، والنضال من أجل الفريق. وهذا أفضل مزيج تكيتيكى. أن يبذل اللاعب أقصى جهد وأن يلعب من أجل زميله وفريقه وأن يستمتع الجميع باللعب. وهكذا نجد أنفسنا أمام مجموعة من اللاعبين لا يريدون الفوز فحسب، بل تقديم أداءٍ ممتع يجذب الجماهير.
** قال لويس إنريكى: «هذا هو جوهر كل شىء. إن كرة القدم احتفالٌ ممتع، مهما بلغت جديتها أحيانًا. وأضاف: «إنها بسيطة جدًا، وصعبة جدًا والاستمتاع باللعب جزء مهم من رؤيتى لكرة القدم. ومع كل فريق أقول للاعبين إن هدفنا هو تقديم عرضٍ ترفيهى. لا يذهب الناس إلى المسرح أو السينما ليشعروا بالملل. وثقوا أنه مع الاستمتاع. سيحلق بكم المستوى إلى أعلى».

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة