ما الذى تغير فى انتخابات المرحلة الثانية لمجلس النواب التى جرت، أمس الأول وأمس، مقارنة بانتخابات المرحلة الأولى، التى جرت قبل أسبوعين؟!
الملاحظات التالية أسجلها، ظهر أمس الثلاثاء، وقبل نهاية اليوم الثانى نقلًا عن مشاهدات عينية فى بعض اللجان، ومشاهدات وتقارير مراسلى «الشروق» فى المحافظات التى جرت فيها الانتخابات، وكذلك تقارير وفيديوهات زملاء صحفيين ومرشحين على وسائل التواصل الاجتماعى.
انتخابات المرحلة الثانية جرت فى محافظات القاهرة وجنوب ووسط وشرق الدلتا، فى حين أن المرحلة الأولى جرت فى محافظات الجيزة والصعيد وغرب الدلتا.
الملاحظة الأولى: إن غالبية المتغيرات الأساسية جرت بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم الأحد قبل الماضى، والتى طالب فيها الهيئة الوطنية للانتخابات بفحص كل ما أثير من مخالفات فى المرحلة الأولى، حتى إذا وصل الأمر إلى إلغاء العملية الانتخابية جزئيًا أو كليًا، حال تعذر معرفة صوت الشعب.
ونعلم أن الهيئة قررت فى اليوم التالى لهذه التصريحات إبطال الانتخابات فى ١٩ دائرة معظمها فى الصعيد. ونتيجة هذا الإلغاء فإن انتخابات المرحلة الأولى شاملة دوائر الإعادة ستصل إلى ٧٠٪.
الملاحظة الثانية: أهم تداعيات تصريحات الرئيس وإجراءات الهيئة أنها انعكست على أعمال المرحلة الثانية إلى حد كبير، خصوصًا فى الدعاية وفى المناخ العام والانضباط وضبط العديد من التجاوزات التى ظن أصحابها أنها صارت حقوقًا مكتسبة.
الملاحظة الثالثة: اختفاء كل المظاهر الاحتفالية التى أثارت غضب الكثيرين فى السنوات الماضية، خصوصًا الدى جى والرقص.
هذه المظاهر كانت طبيعية وتلقائية فى السنوات الأولى لثورة ٣٠ يونيو ومقبولة من كثيرين، لكنها لم تعد كذلك فى السنوات الأخيرة.
الملاحظة الرابعة: ما تزال هناك الطوابير الثابتة التى لا تتحرك أمام بعض اللجان.
الملاحظة الخامسة: اختفاء الدعاية الانتخابية خصوصًا للأحزاب فى محيط اللجان الفرعية، وهى ظاهرة كانت منتشرة بكثرة فى انتخابات الشيوخ والمرحلة الأولى من النواب.
الملاحظة السادسة: استجابة الهيئة الوطنية السريعة للشكاوى التى وصلت إليها من مصادر مختلفة خصوصًا من وسائل الإعلام بشأن دخول المراسلين والمصورين إلى اللجان المختلفة لممارسة عملهم، وكذلك للشكاوى التى تم رصدها من وسائل التواصل الاجتماعى.
الملاحظة السابعة: زيادة نسبة مقاطع الفيديو التى تتحدث عن تجاوزات مختلفة خصوصًا الرشاوى الانتخابية، ما دفع الهيئة الوطنية للانتخابات إلى التدخل والتحقيق فى هذه الشكاوى.
الملاحظة الثامنة: التحرك السريع لوزارة الداخلية للتحقيق فى واقعة المحلة التى أثارها المرشح أحمد بلال بخصوص قيام بعض أنصار المرشحين بتقديم رشاوى إلى الناخبين، والقبض على أحد المهتمين والتحقيق معه. وكذلك القبض على العديد ممن يوزعون الأموال فى الشوارع لشراء الأصوات.
ويحسب للداخلية أيضًا التواجد الأمنى غير المسبوق لحماية اللجان الانتخابية، وهذه الملاحظة سمعتها من المستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى مداخلة هاتفية مع برنامج لميس الحديدى على فضائية النهار، مساء الإثنين الماضى.
الملاحظة التاسعة: حديث غرف عمليات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى بكثرة عن المخالفات التى تم رصدها خصوصًا الرشاوى والحشد و«البونات»، والنتيجة أن الهيئة الوطنية الانتخابات تمكنت من التحقيق فيها واتخاذ إجراءات سريعة.
الملاحظة العاشرة: فى اليوم الأول ونصف اليوم الثانى كان هناك تباين واضح فى نسب المشاركة. وظلت القاعدة الأساسية ثابتة، وهى ارتفاع نسبة الإقبال النسبى فى الريف أكثر من المدن، وزيادة المشاركة فى اللجان التى ينتمى إليها المرشحون.
الملاحظة الحادية عشرة: معظم ما سبق ملاحظات مبدئية إيجابية، لكن من المهم الانتظار حتى نرى ذلك منعكسًا على النتائج النهائية، ونسبة الرضا العام للناس.
والأهم عودة ثقة غالبية المصريين فى الانتخابات، وهو أمر مهم جدًا، ويحتاج إلى وقت وممارسات مستمرة على الأرض، وهو موضوع يستحق تضافر جهود كثيرين حتى يتحقق على أرض الواقع.