x قد يعجبك أيضا

نبيل فهمي.. «في قلب الأحداث»

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 6:15 م


من هو نبيل فهمى المرشح ليكون الأمين العام الجديد للجامعة العربية، بعد أن رشحته مصر للمنصب، خلفا للأمين العام الحالى السفير أحمد أبوالغيط الذى تنتهى فترة ولايته نهاية يونيو المقبل؟
المهتمون بالشئون العربية والدولية يعرفون السفير نبيل فهمى جيدا ويعرفون سيرته منذ دخوله وزارة الخارجية، مرورا بتعيينه سفيرا فى واشنطن وبعدها تعيينه عميدا لكلية العلاقات العامة فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة عام 2009، نهاية بتوليه منصب وزير الخارجية، بعد ثورة يونيو ٢٠١٣.
وسيذكر تاريخ وزارة الخارجية المصرية أن نبيل فهمى تولى منصب وزير الخارجية الذى سبق لوالده أن تولاه فى عهد الرئيس الأسبق أنور السادات عام ١٩٧٣، لكنه استقال احتجاجا على طريقة تفاوض السادات مع الإسرائيليين بعد زيارة السادات للقدس فى نوفمبر ١٩٧٧، ثم بدء مفاوضات كامب ديفيد، وصولا لاتفاق السلام فى مارس ١٩٧٩.
تقديرى أن من يريد معرفة نبيل فهمى بصورة جيدة فعليه بقراءة سيرته الشخصية ومذكراته التى صدرت عن دار الشروق فى فبراير ٢٠٢٢ تحت عنوان «فى قلب الأحداث» والذى قام بترجمته وتحريره زميلى أشرف البربرى مدير تحرير «الشروق».
حينما صدر الكتاب ذهبت أنا وأشرف البربرى لمحاورة الوزير نبيل فهمى فى شقته فى الزمالك. يومها لم تكن المنطقة قد وصلت للحالة التى وصلت إليها الآن، كنا نظن وقتها أن إسرائيل متعنتة ومراوغة وتتهرب من عملية السلام.
فى هذا الحوار قال نبيل فهمى: «ادخل المفاوضات بحسن نية، لكن لا تفترض حسن النية عند الآخرين حتى تتأكد من وجوده».
اليوم ونبيل فهمى يتهيأ لتسلم منصبه المرشح له أمينا عاما للجامعة العربية صارت إسرائيل أكثر توحشا، هى لم تكتف بتدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة، أو حتى تسريع تهويد الضفة، أو حتى المساهمة فى إسقاط نظام بشار الأسد بل واحتلال المزيد من الأرض السورية وتدمير جنوب لبنان واغتيال معظم قادة حزب الله، بل وشن هجوم كاسح ضد إيران بدعم أمريكى سافر.
نبيل فهمى سوف يتسلم منصبه المرتقب، وبنيامين نتنياهو يقول إنه ملتزم برؤية إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وهو ما يعنى أن فهمى سيدخل معركة من اللحظة الأولى لأن هذه الخريطة تعنى الحلم بالسيطرة على أراضى العديد من الدول العربية.
فهمى قال أيضا إن اعتماد العرب على الغير لتوفير الحماية أتاح لجيرانهم التفوق عليهم والسعى لفرض نفوذهم على المنطقة.
حينما صدر كتاب فهمى عن دار الشروق عام ٢٠٢٢ كانت نذر الأزمة الروسية الأوكرانية تتجمع وهى اندلعت بالفعل بعدها بايام قليلة، وهى الآن ماتزال مستمرة وتلقى بظلال قاتمة على مناطق كثيرة فى العالم. لكنه تنبأ يومها أيضا بأن سيناريو الحرب الشاملة بين روسيا والغرب مستبعد.
وحينما صدر الكتاب لم تكن الحرب الأهلية فى السودان قد بدأت، لكن الأزمة الليبية كانت كما هى، وكذلك الحرب فى اليمن.
فى حوارنا مع الوزير فهمى بمناسبة صدور الكتاب قال وقتها إنه يمكن تحويل التغيرات الإقليمية إلى فرص للنجاح إذا تم التفاعل معها وليس التنازع حولها.
هو قال أيضا: «إن مصر تحتاج إلى مصارحة جميع الأطراف المعنية بالسد الإثيوبى بالمخاطر التفصيلية لتجاوز حقوقها المائية، وأن الخلاف ليس فى كمية المياه، بل على من له حق إدارتها».
ولا أعرف إذا كان هذا المنطق ما يزال صالحا الآن فى ظل هذا التوحش الإسرائيلى والبلطجة الإثيوبية والتمدد التركى فى المنطقة؟!
حينما صدر الكتاب عن دار الشروق قال نبيل فهمى فى حوار مهم على فضائية سكاى نيوز عربية إن العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد بوش كانت باردة، وأن مشكلتنا أن معظم قضايا الشرق الأوسط تتم من دون مشاركة عربية.
وعن علاقته بمبارك قال إنها كانت إنسانية، وأنه قبل منصب وزير الخارجية عام ٢٠١٣ بعد أن رفضه مرتين، لأن البلد عام ٢٠١٣ كانت فى خطر.
وهو يرى أن ثورة ٢٥ يناير كانت ثورة حقيقية، لكنها لم تنجز ما سعت إليه. مرة أخرى، من يريد معرفة نبيل فهمى وسيرته وآراءه وحياته الشخصية، عليه أن يقرأ كتاب «فى قلب الأحداث» لأنه يلخص مسيرة حياته حتى الآن.
كل التمنيات الطيبة لنبيل فهمى، وكان الله فى عونه فى هذه المهمة شديدة الصعوبة.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة