مواهب كوكب اليابان
السبت 9 أغسطس 2025 - 6:40 م
** فى عام 2003 نظم الاتحاد الآسيوى لكرة القدم «سيمنار» لمدربى القارة، وضمن فعاليات المؤتمر تحدث مدير الاتحاد اليابانى لكرة القدم عن خطة بلاده للفوز بكأس العالم عام 2050. وأتخيل رد فعل بعض المدربين العرب ما بين الدهشة والابتسام والإعجاب فهذا الرجل الذى يتحدث عن إنجاز فى الخطة لعام 2050 لن يكون موجودا فى موقعه والله أعلم هل يكون موجودا فى الحياة أم لا ثم ما هى تلك الخطة التى تطرح قبل 47 عاما من تحقيقها؟
** السنون مرت، وتطورت كرة القدم فى اليابان بصورة كبيرة، وواصل منتخب اليابان التأهل لكأس العالم وقد كان أول منتخب يتأهل لمونديال 2026. وحين نظمت اليابان مع كوريا كأس العالم 2002، ازدهرت متاجر المليونير اليابانى هيروكى ميياجى، وحقق مبيعات هائلة لصور وقمصان دافيد بيكهام والتى بيعت باسم «ديديدو بيكامو» أى دافيد بيكهام كما باع شعارات وهدايا تحمل علامة مانشستر يونايتد وهذه الشعبية للاعب ولفريق إنجليزى فى أقصى الشرق البعيد سببها التليفزيون، وبالفعل يحظى مانشستر يونايتد بشعبية كبيرة فى اليابان، لأنه منذ انفجار النقل التليفزيونى بات من الممكن نقل مباريات من أقصى مكان فى الأرض إلى أبعد مكان، فأناس فى شنياينج بالصين أو فى أى سواتينى قد لا يعرفون أن مانشستر مدينة إنجليزية لكنهم يشجعون مانشستر يونايتد، وكثيرون لا يعرفون اسم رئيس جمهورية فرنسا لكن ملايين البشر كانوا يعرفون اسم زين الدين زيدان!
** آسيا من وجهة نظر الأندية الأوروبية هى قارة المستقبل منذ الماضى القريب، فهى قارة غنية وشعوبها تعشق كرة القدم، وتأتى زيارات الأندية الأوروبية إلى الشرق الأقصى فى سياق التسويق لفرقها، واهتمت الفرق الكبرى بتأسيس مواقع لها باللغة الصينية ولم تعد حملة الأندية الأوروبية تتجه إلى آسيا شرقا وإنما امتدت إلى الولايات المتحدة أيضا.
** الاتجاه الآن بات إلى اللاعبين الآسيوين فهم أرخص سعرا وعندهم مهارات مميزة، وأولها مهارة حياة الاحتراف، وثانيها اللعب المباشر وعدم المظهرية والسرعات واللياقة البدنية الفائقة، وهم لا يملكون مهارات البرازيليين لكن مهاراتهم جزء مهم من مهارات الكرة الجديدة.
** وفى تقرير لصحيفة الجارديان جاء أن الفرنسى أرسين فينجر، أشار فى عام 2013 إلى أن آسيا ستكون أسرع القارات فى ظهور اللاعبين الموهبين. وخلال الصيف الحالى، انضم اليابانى كوتا تاكاى إلى توتنهام تحت قيادة المدير الفنى الجديد توماس فرنك، بينما تعاقد برمنجهام مع لاعبَين يابانيَّين آخرَين ليرتفع عدد اللاعبين اليابانيين لديه إلى ثلاثة. كما يضم برمنجهام أيضا لاعب خط الوسط الكورى الجنوبى بايك سونج هو، بينما انضم مواطنه بارك سونج سو إلى نيوكاسل وهناك 5 لاعبين يابانيين فى الدورى الإنجليزى الممتاز و9 لاعبين فى دورى الدرجة الأولى.
** الاتجاه للتعاقد مع لاعبى آسيا يرجع إلى مواهبهم وإلى صناعة أجيال من اللاعبين الجدد الموهوبين صغار السن بجانب التنظيم الجيد للبطولات الآسيوية، وتكرار تأهل اليابان وكوريا الجنوبية لكأس العالم وتقديم عروض قوية. والآن يرى اليابانيون أنهم يستحقون التأهل إلى دور الثمانية فى 2026 وإلى قبل النهائى فى 2030، وربما إلى اللقب فيما بعد حسب خطة وضعت قبل نصف قرن تقريبا. لأنهم من كوكب اليابان.
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا