الخيار الأردنى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخيار الأردنى

نشر فى : الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 9:25 م

نشرت صحيفة الغد الأردنية مقالا للكاتب «صبرى الربيحات» جاء فيه، بالرغم من قدم فكرة «الوطن البديل» وتجذرها فى الفكر الصهيونى المتطرف إلا أن الساسة الإسرائيليين من خارج هذا التيار لم يكونوا متحمسين للفكرة ولم ير العديد منهم أى جدوى من المجاهرة بها أو دعمها فى العلن لأسباب تتعلق برفض القوى العظمى لها وللتعاطف الواسع الذى حظى به الشعب والقضية الفلسطينية من قبل الحركات والتنظيمات والشعوب على امتداد مساحة العالم، إضافة إلى ما تمثله الفكرة من تهديد للأمن والسلام الدوليين من خلال ما تتضمنه من عبث بأمن واستقرار دولة مجاورة والسعى للتملص من تنفيذ القرارات الأممية التى تطالب بالانسحاب من الأراضى المحتلة وحصول اللاجئين على حق العودة والالتزام بحل الدولتين.
الجديد فيما يحصل اليوم هو اعتقاد أصحاب فكرة الوطن البديل ورعاتها أن الوقت أصبح مناسبا لإحياء الفكرة والمجاهرة بها وعرضها على مؤتمر يدعى له أشخاص باعتبارهم يمثلون نواة الداعمين للفكرة وتحويلها إلى صيغة مشروع تجرى مناقشته وتغطيته بشكل واسع. من هنا فإن الطرح الجديد مختلف عن ما اعتدنا عليه فى السابق والفكرة لم تعد تصريحا عابرا على لسان بعض المتطرفين من الساسة والناشطين أو تبريرا يلجأ له اليمين الإسرائيلى وجموع المتطرفين كلما جوبهوا بانتقادات الإعلام والمنظمات الحقوقية لعدوانهم وتعدياتهم وتنكيلهم بالشعب الفلسطينى.
السؤال الأهم الذى يخطر ببال كل من يراقب الأحداث والتغيرات فى الإقليم والعالم يتعلق بالعوامل التى شجعت الصهاينة المتطرفين على الانتقال من حالة التلميح لفكرة الوطن البديل إلى وضع التصريح بها والتخطيط لإخراجها وبحثها وتداولها من خلال مؤتمر يبحث فى أهداف وشكل وآلية تطبيق مشروع الوطن البديل. وهل يشكل ذلك تطورا فى العلاقة الأردنية الإسرائيلية التى بقيت مستقرة عبر أكثر من خمسة عقود وتوجت بمعاهدة سلام قال رئيس وزرائنا بعد توقيعها آنذاك «لقد دفنا اليوم فكرة الوطن البديل».
فيما تسرب عن أعمال المؤتمر الكثير من الغطرسة والعداء والاستخفاف بالأردن والقيم والمعايير والاتفاقيات الدولية وفيه تعد على سيادة الأردن والتدخل بشئونه والتآمر عليه بمباركة رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى ترتبط بلاده بمعاهدة سلام حرص الأردن على إدامتها لأكثر من عقدين بالرغم من تعرض العلاقة لعشرات الأزمات.
فكرة الوطن البديل التى يظن الصهاينة بأنها جائزة للشعب الفلسطينى لا تروق لأحد، فالفلسطينيون الذين هاموا جيلا بعد جيل وهم يحلمون ببيارات يافا وشواطئ حيفا ويحدثون أبناءهم عن خصوبة مرج ابن عامر وينابيع عمواس وعنب الخليل لا ولن يقبلوا بديلا عن حلمهم يرشدهم له الأعداء فهم فى الأردن أردنيون لكن عيونهم كانت وستبقى على الأرض التى شكلت خيراتها جينات الآباء والأمهات فارتبطوا بها برباط أبدى لا يحدده الصهاينة.
بالرغم من محاولة اليمين الصهيونى استغلال الظروف الصعبة التى يمر بها الأردن والمتمثلة فى انحسار الدعم المالى العربى له والجدل المحلى حول الأوضاع الاقتصادية والتوتر فى العلاقة الأردنية الإسرائيلية، إلا أن الشارع الأردنى ومعه الفلسطينى استقبلا الفكرة بالكثير من السخرية والازدراء واعتبرا أنها محاولة يائسة للتملص من الالتزامات والاستحقاقات التى أصبح لا مفر منها لا سيما مع ظهور بيانات تشير إلى تجاوز نسبة الفلسطينيين لحاجز الـ 50 % وما يعنيه ذلك من إحراج أخلاقى للكيان الذى يقدم نفسه للعالم على أنه الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الاوسط.
فكرة اليمين الإسرائيلى ستبقى حية ولن يتم الوقوف فى وجهها ووأدها إلا بإجراءات تصحيحية عميقة تجذّر العدالة وتقضى على الفساد وتعطى للجميع المبرر والدافع لحماية المكتسبات والدفاع عنها. فلا يكفى دعوة الناس للوقوف فى وجه المخططات إذا لم يشعروا بكرامتهم وقيمتهم وإمكانية الوصول إلى حقوقهم.

التعليقات