صلاح «زائد» 90 «يساوي» انتصار جميل..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صلاح «زائد» 90 «يساوي» انتصار جميل..!

نشر فى : السبت 17 نوفمبر 2018 - 10:00 م | آخر تحديث : السبت 17 نوفمبر 2018 - 10:00 م

** خلع محمد صلاح فانلته فرحا حين سجل هدف الفوز للمنتخب على تونس. والفرحة كانت عامرة من جانب صلاح بقدر ما كانت عاصفة من جانب الجمهور والجميع، لأنه هدف الفوز المستحق بالسيطرة والاستحواذ والفرص، ولأنه كان هدفا جميلا، بدأ بلعبة هات وخد بين صلاح محسن ومحمد صلاح ثم لعبة هات وخد بين قدم صلاح اليسرى وقدم صلاح اليمنى، وهى اللعبة التى يمارسها محمد صلاح كثيرا ويعبر بها عن مهارته الفائقة وسرعته وسرعة قدميه التى باتت تذكرنى بسرعة قدمى أسطورة الملاكمة محمد على..!
** فى الدقيقة 70 كاد محمد صلاح أن يضيف الهدف الثالث للمنتخب، وقد كانت النتيجة فى لحظتها 2/1.. وذلك حين قدم فاصلا من المراوغة السريعة والخاطفة التى أربكت مدافعى منتخب تونس وهم يبحثون عن الكرة، وسدد فى القائم.. وهكذا فرحة محمد صلاح كانت عارمة لأنه سجل الهدف الذى كاد أن يسجله فى الدقيقة 70 ويقتل به المباراة.. وكانت فرحته عارمة لأنه أسعدنا.. فهو يدرك أن شارع الكرة المصرية يعلق عليه الأمال والأحلام. وهى مسئولية كبيرة يحملها فوق كتفه بقدر ما يحملها فى قدميه.. وكانت فرحته عارمة لأنه قاد المنتخب إلى فوز مستحق على تونس وهو الأول منذ عام 2002.. وكانت فرحته عارمة لأنه خيب ظن بعض الإعلام التونسى الذى ظل يربط بين تلك المباراة وبين فوز الترجى على الأهلى..!
** على عكس سير اللعب سجل منتخب تونس هدفين.. (الاستحواذ لمصر بنسبة 57 % والتسديدات عددها 20 مقابل 10 لتونس، والضربات الركنية 5 لمصر وواحدة لتونس ).. ومن الطبيعى أن تأتى الأهداف من الأخطاء فى التغطية والرقابة والمتابعة.. لكنها ليست مسئولية خط الظهر وحده.. وإنما الدفاع عملية مركبة يشترك بها الوسط مع خط الظهر وكذلك يشارك أيضا أحد لاعبى الهجوم.. والمنتخب عليه أن يحسن كثيرا من أسلوب الضغط بالدفاع الثلاثى، بحيث يضغط ثلاثة لاعبين على اللاعب المنافس الذى يمتلك الكرة، فلم يعد لاعب ضد لاعب كافيا. لكن من الإنصاف أن نشير إلى مهارة وقوة منتخب تونس وبعض لاعبيه، فنعيم السليتى تحرك جيدا فى مرتين وسجل. والتحرك جزء مهم من المهارات.. بجانب أن المدرب اختار تشكيلة فيها حذر دفاعى، فلم يدفع مثلا بحمدى النقاز فى الظهير الأيمن لأنه مهاجم بينما أشرك رامى البدوى..
** تغييرات أجييرى أتت بنتيجة، حين لعب صلاح محسن ومحمد محمود وطاهر محمد طاهر.. ثلاثة شباب أضافوا بعض الحيوية على الأداء.. كما أن الرجل له فلسفة هجومية واضحة، بعكس كوبر الذى كان مدافعا حتى آخر حبة عرق ينزفها لاعب.. فهناك حرية لترزيجيه وصلاح وحتى الننى يتقدم حتى منطقة جزاء المنافس.. فيما يتقدم كثيرا ويلعب كجناح المحمدى من الناحية اليمنى، مع تأخر أيمن أشرف أحيانا فى الجهة الأخرى حتى لا يختل الموقف الدفاعى للفريق.. إلا أنه من الضرورى أن يكون الوسط المصرى أفضل دفاعيا من الناحيةالجماعية، وأفضل فى استخدام مهارات التسديد والمساندة..
** لعب منتخب مصر أفضل مباراة له منذ عام 2015.. فقد ظل الفريق يلعب مدافعا ويصل بالدعاء والابتهال وبمعجزة إلى مرمى المنافس.. وكل من دافع عن كوبر واعتبره ناجحا لمجرد أن الفريق وصل كأس العالم أو نهائى إفريقيا عليه أن يراجع كيف تحقق ذلك وهل كان عدلا أم نضالا من اللاعبين؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.