دليل الشاب المجتهد 4: أكذوبة الثواني السحرية السبعة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دليل الشاب المجتهد 4: أكذوبة الثواني السحرية السبعة

نشر فى : السبت 9 يونيو 2018 - 9:30 م | آخر تحديث : السبت 9 يونيو 2018 - 9:30 م

فيض كبير من المقالات يؤكد لك أن سبع ثوان هي التي ستقرر مستقبلك لو كان لك حظ لقاء لجنة توظيف في شركة كبرى في مراحل الاختيار الأخيرة. يقولون إن هذه هي الفترة الزمنية المطلوبة لتكوين انطباع عنك، وأن هذا الرقم السحري بني على دراسات ولقاءات واستطلاعات لا يمكن لها أن تكذب لأنها.. علمية..
أما أنا فأقول لك إن هذا كله كلام فارغ لا يستحق أن تضيع وقتك في قراءته، وأن الأجدى بك في أن تفكر فيما سيعقب هذه الثواني السبعة، وفيما ينبغي عمله لتترك انطباعا جيد خلال وعقب المقابلة وليس في الوهلة الأولى فحسب.
انس موضوع الثواني السبعة التي تكاد مئات المقالات التي كتبت فيها تشعرك بالعجز وترغمك على التسليم بأن الأمر كله مقدر ومكتوب. فما الذي يمكن لإنسان أن يفعله في ثوان سبعة؟!
صحيح أنه من المهم أن تعطي انطباعا مبدئيا جيدا بأن تدخل مبتسما، أن تنظر في عيني من تتحدث معه، أن تصافح بثقة، وأن تحاول أن تكون نفسك لا شخصا آخر.. هذا يكفي للثواني الأولى أما ما بعدها فهو الأهم والأبقى.
في ذاكرتي كثيرون كانوا يتمتعون "بطلة" جذابة، وأناقة ملفتة ولكنهم لم يتركوا انطباعا جيدا في مقابلات التوظيف. وفي المقابل عديدون تغيرت انطباعات اللجان التي شاركت فيها عنهم، كلما استمعنا إلى إجاباتهم على الإسئلة وتعقيباتهم في أثناء الدردشة في عمليات التصفية والاختيار.

إنس قصة الانطباع الأول ولا ترتبك لو تسرب لديك إحساس بأنك لم تترك ذلك الانطباع السحري في الوهلة الأولى، ركز في حقيقة أن كل شيء يتغير وأن هذا هو ما ستفعله الآن.
تذكر حقيقتين أساسيتين: الأولى أن هذه اللجنة تبحث عن الشخص المناسب للانضمام إلى فريق العمل، ومصلحتها هي أن تعثر عليه. أما الثانية فهي أن هذا الشخص الذي هو أنت ولا أحد غيرك!

هناك عوامل هامة وجدت من خبرتي أنها تترك انطباعا قويا عند لجان التوظيف وأولها أن تظهر بوضوح أنك بذلت مجهودا في التعرف على الشركة التي ستعمل فيها.

لا تبحث فقط عن المعلومات العامة الأساسية. استخدم محركات الإنترنت في البحث عن آخر الآخبار التي صدرت مؤخرا عن الشركة والتي ربما جاء فيها إعلان عن خطط جديدة، نوايا، مشروعات، أو تغير في التوجه العام، أو تأكيد على الاستمرار في توجه حديث نسبيا. ابحث عن اللقاءات التي أجراها مسؤولو الشركة واقرأ جيدا تصوراتهم عنها وخططهم للتوسع أو لمواجهة المنافسة، أو للتميز الشركات المماثلة. بعد أن تستوعب هذا جيدا ابحث عن وسيلة لتضمين هذا في إجاباتك.
كن واضحا في أنك تستند في إجابتك هذه لما أعلنته الشركة أو مسؤولوها أو النشرات الصحفية الصادرة عنها. لابد أن يكون واضحا أنك مهتم وأن اهتمامك بمكان عملك المحتمل حقيقي وعميق.

مهم أيضا أن تبحث عن أسماء أعضاء اللجنة التي ستلتقي معك. محركات البحث ستأتيك بتاريخهم وخلفياتهم ولقاءاتهم الإعلامية. اقرأها وكن حريصا على أن يبدو واضحا من إجاباتك وتعليقاتك أنك تعرف من هم وما هي الخطوط التي سيوجهون من خلالها العمل. لا يوجد ما هو أسوأ من أن يصدر عنك سؤال يبدو منه جهلك بمن تتحدث معهم في شركة سعيت أنت للالتحاق بها. حاول أن تبين في إجاباتك أنك تعرف من هم وأن تشير ربما إلى التوجهات التي أعلنوها في سياق لقاءاتهم الإعلامية.
أحيانا ترغب لجان التوظيف في اختبار قدرتك على التفكير النقدي، وقد يطلب منك أن تنتقد توجها للشركة. ليس المطلوب هنا (لو كان هذا رأيك) أن تصارحهم بأن الشركة فاشلة وأن التوجه الأخير المعلن هو أسوأ ما فعلته في تاريخها. الأفضل أن تفكر في الترجمة الأمثل للنوايا والتوجهات الجديدة وأن تفكر في الطريقة المثلى التي يمكن أن يتحقق بها ذلك.
لو كانت الشركة قد أعلنت عن رغبتها في التوجه لقطاع أوسع من الشباب مثلا، هل تحقق منتجات الشركة الحالية هذا الغرض؟ هل يمكن تعديل هذه المنتجات أو البرامج لتخدم هذا الغرض بشكل أفضل؟ هل لديك اقتراح بمنتجات بديلة أو برامج جديدة؟

لجان التوظيف وأفرادها لا يبحثون في الأغلب عن انطباعات، وإنما يعنيهم أن يجدوا زميلا لديه القدرة على التطور وعلى مساعدة الشركة في النمو، وهذا يحتاج وقتا أطول بكثير من هذه الثواني السبعة المشهورة.. الكاذبة!

اقرأ أيضا:

الجزء الأول من دليل الشاب المجتهد

الجزء الثاني من دليل الشاب المجتهد

الجزء الثالث من دليل الشاب المجتهد

التعليقات