هل الرياضة أخلاق حقا؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل الرياضة أخلاق حقا؟!

نشر فى : الثلاثاء 6 نوفمبر 2018 - 10:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 6 نوفمبر 2018 - 10:50 م

** قالت صحفية شابة إن تعليقى على إيقاف أزارو كان صادما، وبحثت عن الصدمة فى التعليق فلم أجد سوى رفضى للخروج عن الروح الرياضية والأخلاق.. وأن أزارو لو تم إيقافه لأنه مزق فانلته، فهو بذلك خرج عن السلوك الرياضى. وفى نفس التعليق «الصادم» طالبت الاتحاد الإفريقى بمعاقبة كل من أخطأ فى تلك المباراة، ولاسيما من اعتدى على مدرب الأهلى، ثم طالبت أيضا بتغريم الترجى تكلفة تحطيم جماهيره لمقاعد استاد برج العرب وألا يتحملها الأهلى.. فهذا هو العدل.. فأين هو التعليق الصادم؟

** أه.. هل تريدين منى الموافقة على سلوك أزارو؟ لا أستطيع تبريره.. علما بأننى أراه لاعبا رائعا، ودافعت عنه منذ ظهوره.. وبالمناسبة بوضوح أتمنى فوز الأهلى بكأس إفريقيا لأنه فريق مصرى، وهذا أمر طبيعى، لكننى أخلع الأمنية، عند تحليل المستوى، وللأسف هناك من يتمنى انتصار الترجى، بدعوى أن الأهلى غريم ناديه، وفى ذلك نختلف كثيرا.

** المهم أن الإعلامى والصحفى عليه النظر إلى المباريات وإلى الرياضة ومنافستها بموضوعية وعمق فيرى الفريقين ويرى المنافسين، فلم يحدث أن نافقت جمهورا أو فريقا أو مسئولا، وأفصل تماما بين دورى المهنى وبين مشاعرى الوطنية.. فالبعض من الإعلاميين يرى الوطنية والانتماء أن يكون مشجعا، ويفاخر بذلك. وأمثال هؤلاء المدعون بأن الصراخ والهتاف لفريق مصرى هو وطنية، لا يدركون أنهم هواة.. وأنهم يفسدون جلال الرياضة، ويسيئون لفرق وإلى دول، وأرجو حضراتهم أن يراجعوا ما يقولون حين يلعب فريق عربى ضد فريق غير عربى. سوف يتعرفون على أصوات العنصرية وهو أمر لا تجده فى إعلام العالم الأول!

** لم أسمع معلقا إنجليزيا يحرض لاعبى منتخب بلاده ضد الألمان، وصور التحريض قد تكون مباشرة أو غير مباشرة لكنها تصل إلى المتلقى. ولم أعرف أن معلقا إنجليزيا يشجع ويصرخ ويوجه لاعبى منتخب إنجلترا وهم يلعبون ضد فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا بطريقة (حاسب، شوط، سجل،.. ياحكم يا أعمى؟) حضراتكم فاهمين الانتماء والوطنية غلط، والمصيبة أنكم فاهمين عملكم وواجبكم ومسئوليتكم المهنية غلط كمان!

** التغيير لن يتحقق إذا كان صحفيا شابا أو صحفية شابة تستخدم عنوانا بعيدا عن المضمون من أجل الفوز بقارئ.. والتغيير لن يتحقق أبدا فى مجالنا الرياضى، ما دام الصالح العام ليس هدفا.. ومن أجل المصلحة العامة لابد من التضحية، وأول من يضحى هو صاحب القرار. بمعنى أن إلغاء تطبيق بند الـ 8 سنوات يكون فى حالة لا تنطبق على بعض أعضاء الاتحاد الآن، فلماذا لا تترك لمرحلة قادمة؟

** كذلك لا شك أن قرار تغيير شكل مسابقة الدرجة الثانية خطوة مهمة بحيث تكون من 18 ناديا. فهل هذا التغيير من متطلبات تنفيذ دورى المحترفين الذى كان يجب أن يطبق من سنوات؟ إذا لم يكن ذلك من شروط دورى المحترفين فإن تطبيق هذا القرار فى الموسم المقبل خطأ، فلماذا لا يعلن أن التعديل سوف يطبق بدءا من موسم 2020 / 2021 حتى ترتب الأندية أوضاعها خاصة أن المسابقة تمضى بهذا الحال منذ ربع قرن؟!

** عندما تسقط المصلحة العامة أمام عناصر كرة القدم.. تطل المساومات للأسف ولو سقطت اللعبة.. هل الرياضة أخلاق حقا؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.