الاستثمار الخاص فى كرة القدم - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاستثمار الخاص فى كرة القدم

نشر فى : الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 - 11:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 - 11:20 م

** فى مطلع الستينيات بدأت «الأهرام» حملة لزيادة عدد الفرق التى تنافس على بطولة الدورى، وكسر احتكار الأهلى والزمالك للألقاب المحلية، وأسفرت الحملة عن فوز الترسانة بالدورى 1963 ثم الأوليمبى 1965 ثم الإسماعيلى 1967، وبعد ذلك المحلة فى 1973. فالفكرة أنه كلما زاد عدد الفرق التى تنافس على البطولة يرتفع المستوى.
** يتصدر الزمالك جدول المسابقة الآن، وهو المرشح الأول للبطولة حتى تاريخه، وعلى الرغم من تأخر ترتيب الأهلى فى جدول المسابقة فإنه قد يكون المنافس للزمالك على اللقب. وبينهما يدخل بيراميدز مرشحا هو الآخر للمنافسة، وهذا يثرى البطولة، لاسيما مع ابتعاد الإسماعيلى والمصرى والاتحاد كأندية جماهيرية وكبيرة عن المنافسة.. فهل من مصلحة كرة القدم فى مصر أن ينافس بيراميدز فريقى الأهلى والزمالك على بطولة الدورى؟
** الإجابة: بالقطع نعم هذا فى مصلحة كرة القدم فى مصر.. ومن هنا خان التوفيق كرم كردى حين تمنى عدم فوز بيراميدز بالبطولة، لسببين، الأول أنه عضو فى مجلس إدارة الاتحاد ويسجل عليه هذا الكلام حتى لو كان فرديا معبرا عن وجهة نظر شخصية. والسبب الثانى لأنه ليس صحيحا من الناحية الفنية باعتبار أن دخول بيراميدز فى دائرة المنافسة يرفع من مستوى المسابقة، كما أنه حق مشروع للفريق السعى للقب.. ولذلك كان رئيس النادى حسام البدرى محقا فى تعليقه ورفضه لتصريح كرم كردى.
** لاشك أن فريق بيراميدز ولد قويا بقوة المال، وعزز صفوفه بنجوم اللعبة فى مصر بجانب صفقة اللاعبين البرازيلين.. وسوف يظل المعيار الحقيقى هو كيفية إدارة هؤلاء النجوم، وكيفية وضع إستراتيجية للفريق. ولكن لاشك أن فكرة المال الخاص فى عالم كرة القدم هى صيحة الزمن والمستقبل فى مصر فهناك تجربة مهمة بدأت عام 2003، بفكرة شجاعة من مجموعة شباب أعمارهم لم تكن تتجاوز الخامسة والثلاثين، وهى تجربة وادى دجلة وإن كانت تتعلق بنادى وليس بفريق وهناك أيضا تجربة لا يلتفت إليها أحد وهى تجربة فريق النجوم التى بدأت من الصفر وكبرت حتى ارتقت إلى الدورى الممتاز.
** المال الخاص والاستثمار فى كرة القدم وفى الرياضة هى فى الواقع صيحة من الماضى فى أوروبا يتابعها الجميع بإعجاب وانبهار بينما يراها هذا الجميع أو نفس الجميع تجربة دخيلة على الكرة المصرية بدلا من الدعوة إلى زيادتها وانتشارها، لأنه فى النهاية استثمار لا يختلف عن شراء أجانب لمصانع وجامعات ومستشفيات ومدارس أو شراء أراض وبناء مصانع وجامعات ومستشفيات ومدارس.. ففى النهاية تلك أموال تضخ فى السوق المصرية وفى بنوك مصر.
** استثمارات الأجانب من أهم أسرار قوة البريميرليج وهى وراء زيادة عدد المنافسين على البطولة، وهم أحيانا يكونون ستة فرق.. ويمتلك 13 ناديا من 20 فى الدورى الإنجليزى أجانب، من جنسيات مختلفة، كما أن المسابقة تضم 290 لاعبا أجنبيا يمثلون 56 دولة. وحين أعلن الاتحاد الإنجليزى هذا العام عن رغبته فى تخفيض عدد للاعبين الأجانب بكل فريق بحيث لا يزيد على 12 لاعبا رفضت رابطة الأندية المحترفة التى تدير المسابقة، باعتبار أن ذلك يضعف البريميرليج الذى يحقق إيرادات وصلت إلى 4 مليارات يورو فى ثلاثة مواسم.. وهنا تظهر أهمية الرابطة وقوتها، لعل ذلك يفتح شهية الجمعية العمومية لاتحادنا، ولعل تجربة المال الخاص فى الكرة تفتح شهية المستثمرين الأجانب، وتفتح عقول الرافضين لهذا النوع من الاستثمار.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.