** أرجو أن نلعب اليوم بنفس الأداء الرائع الذى قدمناه فى الشوط الأول أمام جنوب إفريقيا؛ لأن مباراة اليوم مع أنجولا مهمة جدا للمنتخب الوطنى، شأن كل عمل يومى فى الحياة، وشأن كل مباراة كرة قدم، فلا يوجد ما يبرر التعالى على أى لقاء، لأن المطلوب اليوم ترسيخ قوة شخصية المنتخب، وترسيخ هيبة المنتخب، وترسيخ ثقة اللاعبين فى أنفسهم. وترسيخ ثقة الجمهور فى الفريق، وترسيخ حالة الفرحة العامة بأداء المنتخب والفوز على جنوب إفريقيا والتأهل لدور الستة عشر، فلا يوجد شىء اسمه «تحصيل حاصل» فى اللعبة، وهى جملة تبدو اعتذارا مسبقا لما قد يحدث، كما أنها «جملة الموظفين» الذين تعلموا أن أيام العمل هى بعض الأيام وليست كل الأيام. وللأسف أن هناك من يجيدون تصدير مثل هذا الوهم البليد إلى أيامنا وحياتنا. ومن هنا أرجو أن نلعب بمنتهى الجدية، بالتشكيل الذى يراه المدير الفنى، ونحن معه فى التدوير، طالما أنه حسب تصريحاته: «تضم القائمة 28 لاعبا وجميعهم أثق فى قدراتهم».
** بعد الفوز على جنوب إفريقيا سئلت: هل تشعر برائحة الثامنة؟
وكان السؤال انعكاسا لحالة جماهيرية متقلبة، سريعة التحول والاشتعال، والغضب والفرح، ومن أسف أن يصاب الخبراء بتلك الحالة، وسط موجات إعلامية متنوعة تعاملت مع الفوز على جنوب إفريقيا فوزا بالبطولة، وهو ما ترتب عليه فى «التو واللحظة» سؤال آخر: «هل يستمر حسام حسن فى تدريب المنتخب حتى بطولة كأس العالم بغض النظر عن نتيجة كأس الأمم الإفريقية فى النهاية فائزا بها أو ليس عائدا بها؟».
** تلك النوعية من الأسئلة هى «الحالة العاطفية» التى تحكم تقييمنا لكل أمور حياتنا، ومنها كرة القدم بالطبع. فهناك عقد مع اتحاد كرة القدم يلزم حسام حسن بالتأهل إلى الدور قبل النهائى، كأحد شروط الاستمرار مع المنتخب، ومع ذلك لست الآن وفى هذه اللحظة، ضد استمرار حسام حسن أو عدم استمراره لكن الشهادة الوحيدة التى يمكن الإشارة إليها أولا هى أن المنتخب تأهل إلى دور الستة عشر وكان الفريق الأول الذى يذهب إلى هذا الدور فى كأس الأمم. وهى نتيجة جيدة جدا هزمت الذين توقعوا خروج المنتخب من دور المجموعات. وثانيا قدم منتخب مصر شوطا أراه رائعا من الناحية التكتيكية أمام جنوب إفريقيا، وهو واحد من أفضل أشواط حسام حسن لأنه كان فى مواجهة فريق قوى.. فماذا فعل المدير الفنى لمنتخب مصر؟ وماذا فعل اللاعبون؟
** 1- حرمان جنوب إفريقيا من المساحات، وهى سر قوة الفريق وتفوقه إذا وجدت تلك المساحات أمام أى منافس.
** 2- نجح المنتخب فى تحييد هجوم ومفاتيح لعب الأولاد، فهل كانت هناك فرص حقيقية لهم فى الشوط الأول؟ الإجابة: لا.
** 3- تحرك المنتخب مثل «كتلة واحدة» مع حركة الكرة فى الملعب، وطبق هذا الأمر الصعب بتقارب المسافات بين اللاعبين، وبجهد بدنى جماعى كبير ترتب عليه إغلاق جميع بوابات المرور إلى ملعبنا.
** 4- اعتمد حسام حسن فى تكوين الفريق على وجود جبهتين فى الطرفين، بكل منهما لاعبان. بجانب تشكيل مجموعة هجوم من أصحاب المهارات الفردية والأقدام السريعة، صلاح ومرموش، وتريزيجيه، وزيزو.
** 5- دعم خط الظهر بمدافع ماهر يتقدم الخط وهو حمدى فتحى، فكان أول مدافع فى الخط، وآخر مدافع فى الوسط حين نفقد الكرة. لكن عندما نمتلك الكرة يكون حمدى فتحى ثانى مهاجمى الوسط مع زيزو. وهكذا كان الشوط الأول ملكا لمنتخب مصر أمام أحد أقوى فرق البطولة.
** 6- الشوط الثانى كان نضالا «للعشرة الطيبة». واللياقة لم تسعف العشرة لمقابلة غزوات الأولاد مبكرا وبعيدا عن منطقة مرمانا التى بدت فعلا كأنها حصن يدافع عنه مناضلون، وفى فنون الحرب، قد تتبدل الخطط، ويخرج المناضلون إلى خارج الحصن لمواجهة الغزو. ومن نتائج الدفاع عند منطقتنا أن الشناوى أنقذ مرمانا من عدة أهداف محققة، وواحد منها كان سيبدل الرأى فى الشوط الأول الرائع تكتيكيا، وفى الإدارة الفنية الممتازة لحسام حسن فى تلك المواجهة لاسيما فى شوطها الأول؛ لأن حسابنا بالقطعة، «والقطعة ساعة تروح وساعة تيجى»!.