x قد يعجبك أيضا

ولماذا لا يفوز المغرب بكأس العالم؟!

الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 7:05 م

** ألف مبروك للمغرب.. ألف مبروك لمنتخب الشباب المغربى الفوز بكأس العالم، ليكون أول فريق عربى يحرز هذا اللقب ويصنع تاريخا حقيقيا و«بجد» دون مجاملة ودون إفراط، ودون مبالغة. بعد أن أصبح محيطنا العربى مستهلكا بارعا لكلمة التاريخ، حتى أصبح التأهل لأى بطولة تاريخا، والتأهل إلى كأس العالم ضمن تسعة منتخبات تاريخا. والفوز على فريق كبير وديا تاريخا.. وبعد هذا كله وأكثر منه بماذا نصف إنجاز منتخب المغرب؟ هل فى اللغة العربية شيئا أكبر من صناعة التاريخ؟!
** الجامعة المغربية تعطى الدروس. المنتخب الأول تأهل إلى قبل النهائى مونديال 2022 بمدرب وطنى لكنه متصل بالعالم. ومنتخب الشباب توج بطلا لكأس العالم وقبلها كان بطلا لكأس إفريقيا. وفاز منتخب المحليين بكأس إفريقيا وفاز المنتخب الأوليمبى المغربى فى دورة باريس بالميدالية البرونزية فى إنجاز غير مسبوق للكرة المغربية، بقيادة أشرف حكيمى وسفيان رحيمى ومنير المحمدى. وتوج منتخب تحت 17 توج بكأس الأمم الإفريقية. وأحرز منتخب الصالات كأس أمم إفريقيا ولقب بطولة العرب، وكأس القارات. وشارك منتخب السيدات فى كاس العالم وتأهل إلى دور الستة عشر وكان أول منتخب نسائى عربى يشارك فى نهائيات المونديال.
** الطموح المغربى فى كرة القدم بلاسقف الآن.. إذ يستعد المنتخب الأول لكسر عقدة كأس الأمم الإفريقية التى أحرزها مرة احدة عام 1976، ويدخل البطولة القادمة التى ينظمها على أرضه بتصميم الفوز باللقب. وبعد أن دخل المغرب شريكا فى تنظيم كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. والحلم أصبح الفوز بكأس العالم.. حسنا لماذا لا يفوز المغرب بكأس العالم؟.. وهو تساؤل أقتبسه من الأستاذ والكاتب الكبير الدكتور عبد المنعم سعيد الذى كتب مقالا منذ سنوات بعنوان: لماذا لا تفوز مصر بكأس العالم وقد عقبت عليه فى حينه.
** كل تلك الإنجازات لا يمكن إسنادها إلى التوفيق أو الجنرال حظ، أو الصدفة. وهى من مظاهر الإسناد البليدة لمن لا يلعبون بجد ولا يعملون بجد، ويبررون تفوق الآخر بما لا يمكن أن ينسب إليه خاصة مع تكرار الإنجازات وتنوعها لمختلف الفئات العمرية. فمن المعروف أن التجربة المغربية التى بدأت عام 2017 قامت كمشروع لاتحاد كرة القدم ووجد الدعم من الدولة فتأسس مجمع محمد السادس الذى يضم أحدث ملاعب التدريب وبات مؤسسة عالية المستوى فى إعداد لاعبى فرق كرة القدم لمختلف المراحل السنية. ويضم المجمع أو أكاديمية محمد السادس تسعة ملاعب تدريب وقاعات تدريس وصالات تدريب وإعداد وعلاج طبيعى وأطباء. وكان هذا المشروع فى إطار وعى الدولة بأهمية الرياضة وكرة القدم وكيف أنها قوة ناعمة تصدر إلى العالم التفوق والتميز وقصص النجاح، خاصة أن صناعة منتخبات رفيعة المستوى فى كرة القدم تساوى أفضل صناعة تكنولوجية وتمثل انتصاراتها كبرياء الأمة وكل الأمم.
** فى المغرب الاتحاد أقوى من الأندية ورئيس الاتحاد أقوى من رؤساء الأندية. وجماهير المنتخبات أكثر حماسا وانتماء ومن حماس وانتماءات جماهير الأندية. اهتمام الإعلام بالمنتخبات أكثر اتساعا من الاهتمام بالأندية والإنجازات الكروية أدخلت البهجة فى قلوب المغاربة، وحسنت من المزاج العام. وليس فى كل هذا وأكثر منه أى جديد، ففى أوراق صحفنا تقارير ومقالات عن كيفية صياغة مشروع لكرة القدم المصرية، وشرح لأهمية الاحتراف كعمل وكصناعة باعتبار أنه ليس اشتهاء للمال بقدر ما هو إعلاء للإبداع والابتكار والتفرد والتفرغ. وحين تخلط أندية ويخلط لاعبوها بين قيمة صفقات بين نادٍ ونادٍ وبين مرتبات توزع على اللاعبين بلا معايير علمية ورقمية تحدث فوضى لغياب الاحتراف رغم راية الاحتراف المرفوعة عاليا.
** أما أكاديميات الناشئين التى يفترض أنها تصنع منتخبات ومواهب المستقبل. فهى تستحق وقفة وحسابا وسؤالا وأسئلة.. حتى لا نعتبر التأهل إلى كأس العالم تاريخا ضمن 48 منتخبا فالأهم كيف نلعب فى كأس العالم وماذا نحقق فى كأس العالم.. يا عالم؟!!

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة