لم يكن فقدان البصر عائقًا أمام استكمال الزوجين سمير جابر وزوجته هبة حياتهما العملية، فبعد أن تعرضت عين الزوج لمادة كاوية تسببت فى فقدان بصره وهو فى عامه الواحد والعشرين أثناء عمله فى أحد المسابك الجلدية، قبل أن تصاب الزوجة أيضا بحمى شوكية فى العين، لتتشارك مع زوجها فى محنة فقد البصر، وانعدام دخل الأسرة التى تقيم فى عزبة خير الله.
المحنة التى تعرض لها الزوجان كانت سببا فى تحويل إجبارى لمسار حياتهما، من الروتينية والاعتيادية إلى مسار ملىء بالإرداة والأمل والرغبة فى تغيير الوضع الاقتصادى السيئ الذى حل بهما، وبأسرتهما، لتعمل الزوجة فى تصنيع بعض قطع الأثاث المنزلى العملية، من سيقان البامبو، بعد تعلمها لـ«الصنعة» فى جمعية خيرية فى مدينة نصر، بعدها عين الزوج فى إحدى الشركات بموجب القانون الخاص بتعيين نسبة من ذوى الاحتياجات الخاصة فى المؤسسات.
وقبل أن يلتقط الزوجان أنفاسهما داهمتهما الأزمات الاقتصادية، ليلتحق الزوج بزوجته فى صناعة البامبو، بعد أن تعلم منها سر الصنعة، خصوصا أنهما أنجبا طفلين «محمود وفاطمة»، منعتهما ظروف الوالدين الاقتصادية من الالتحاق بالحضانة لعدم القدرة على دفع المصروفات الخاصة بالحضانة.
الأزمات الاقتصادية تسببت فى بيع الزوجة للذهب الخاص بها، قبل أن تبيع غرفة النوم أيضا، ومحاولة تمويل مشروع لصناعة البامبو خاص بالزوجين، للمساعدة على توفير مصاريف البيت والطفلين خصوصا وأنهما أصبحا الآن فى عمر الخامسة و4 شهور، ومن المفترض دخولهما المدرسة الابتدائية العام المقبل، دون أن يدرك الأبوان من أين سيتم توفير احتياجات ومصاريف الطفلين الدراسية.
لا يرغب الزوجان فى أكثر من منزل تكون جدرانه قادرة على احتواء الأسرة ورد برد الشتاء وحرارة الصيف، وورشة صغيرة تدر عليهما دخلا يساعدهما على مصاريف وأعباء الحياة، خصوصا أن صناعة البامبو هى الحرفة الوحيدة التى يجيدانها وهى كل رأس مالهما فى الحياة.