لى صديقة تعيش فى كندا كثيرا ما نتحدث فى الشئون الصحية للأطفال والأسرة عامة. حينما علمت بحملى نصحتنى أن أتوقف عن تناول الأسماك التى أفضلها على اللحوم والدواجن لأنها تختزن الزئبق تحت جلودها الأمر الذى يجعلها خطرا على الحوامل. فهل هذا بالفعل صحيح.
نشوى على زاهر ــ القاهرة
يشكل الزئبق بالفعل خطرا حقيقيا على الحامل وجنينها. يؤثر الزئبق بشكل ضار على الجهاز العصبى للجنين الذى ينمو بصورة سريعة وبالتالى فالأثر الضار يتضاعف. لذا تحذر الحامل دائما من الزئبق كمعدن يمكن أن يدخل فى حشوات الأسنان أيضا يستعمل فى مستحضرات التجميل. وجود الزئبق فى الأسماك مرتبط بنوعياتها وبتلوث البيئة التى تعيش فيها على سبيل المثال فى مياه الأنهار فى المدن الصناعية التى قد تتلوث مياهها بصرف بعض منتجاتها الكيميائية.
الزئبق قادر على اختراق المشيمة والانتقال إلى دورة الجنين الدموية لذا يجب بالفعل الانتباه لخطورة أمره.
لكن فى ذات الوقت وفى مواجهة تلك الخطورة التى ترتبط بعوامل مختلفة فإن ما تحمله لحوم الأسماك من بروتينات وحمض الأوميجا له أيضا أهمية كبيرة فى فترة الحمل وبناء أنسجة الجنين. لذا ينبغى على السيدات الحوامل عدم مقاطعة الأسماك أثناء فترة الحمل وان كان مطلوبا منهن مرعاة وجود الزئبق واختيار الأسماك التى يقل فيها.
ومن المعتاد أن تصدر الوكالة الأمريكية للغذاء والدواء إرشادات دورية تتعلق بالأدوية والأطعمة المختلفة. آخر ما صدر فيما يتعلق بتناول الحوامل للأسماك كانت رسالة تشجعهن على الإقبال على تناوله؛ حيث إن تسعين بالمائة من الأسماك المتعارف على تناولها لا تحتوى على قدر مؤذٍ من الزئبق بينما الذى تحويه بصورة مضرة هى الأسماك الضخمة منها التونة أيضا ذات الأعمار الكبيرة. أما أفضل الأسماك للتناول فتلك التى تحتوى الدهون الجيدة مثل أنواع السلمون والسردين والتروت. هذا وتوصى الوكالة بضرورة تنوع أنواع السمك حتى تخف احتمالات تراكم الزئبق فى لحوم الأسماك على اختلافها.
لا خطر من تناول الأسماك على الأقل مرتين فى الأسبوع للسيدة الحامل بل الواقع أن فى ذلك فائدة عظيمة. الأسماك عالية القيمة فى البروتينات والأحماض الدهنية الجيدة التى تحمى القلب والشرايين.