ريبيرو: أسلوبى هو الاستحواذ على الكرة
الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:30 م
** قبل أن تقرأ، هذا ليس تقييمًا مسبقًا أو حكمًا على مدرب الأهلى الجديد خوسيه ريبيرو، ولكنه مجرد اجتهاد بناء على طبيعة المدرسة الإسبانية فى التدريب وفى أسلوب اللعب، واستنادًا على تصريحات أدلى بها ريبيرو مؤخرًا.
** مدارس التدريب لم تنتهِ، ووجودها واضح، وتنتقل مع مدرب إلى بلد وإلى نادٍ. فقد حملها جوارديولا إلى الكرة الألمانية إلى بايرن ميونيخ ثم حملها إلى مانشستر سيتى. وسوف تجدها فى الكرة الإيطالية وفى جذورها، ولن تجدها ظاهرة واضحة فى الكرة الإنجليزية لأنها تأثرت جدا بالمدربين واللاعبين الأجانب. وسوف تجدها فى الكرة البرازيلية، ولذلك تعاقد الاتحاد البرازيلى مع أنشيلوتى الإيطالى ليمزج جذور كرة السامبا بمهاراتها الفريدة بالكرة الجديدة ومهاراتها الضرورية. دفاعا وهجوما وسرعات وقوة ولياقة بلاعبين صغار السن.. وحين وصف خبراء ومدربون الكرة اللاتينية الأوروبية، تحدثوا عن وجودها فى إيطاليا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.
** تلك مقدمة لإعادة الحديث عن مدرب الأهلى الجديد خوسيه ريبيرو الذى صرح مؤخرًا بكلام فى غاية الأهمية: «أنا أحب أسلوب لعب وليس طريقة لعب، الطريقة عبارة عن التشكيل الذى يلعب المباراة، لكن أسلوب اللعب من خلال اللاعبين نخلق طريقة معينة مثل كيف ندافع وكيف نخرج بالكرة ونهاجم».
** وأضاف ريبيرو: «الأسلوب الذى أحبه هو الاستحواذ على الكرة فى منطقة الخصم واللعب بشكل سريع والارتداد للهجوم بشكل سريع، وإبعاد الكرة عن منطقة الجزاء الخاصة بنا، ونعمل الآن مع الفريق على تدريبهم على التحرك بشكل سريع والتواجد فى منطقة المنافس بشكل سريع ومرن وبطريقة لا يتوقعها الخصم لكى نحرز أهدافًا».
** خوسيه ريبيرو اختصر ما سبق وتحدثنا عنه فى مقال سابق هنا عن مدرسة التدريب الإسبانية، التى تقوم على الاستحواذ والتمرير والسرعات. ومن أداء الأندية الإسبانية والمنتخبات سوف نرى نفس الأسلوب فى قمة هرم مدرسة الأندية لاسيما برشلونة، وفى المنتخب الأول. والفارق بين أرولاندو بايريتس الذى دربه ريبيرو وبين الأهلى، هو قوة لاعبى أورلاندو البدنية وسرعاتهم، بينما تكمن قوة لاعبى الأهلى فى مهاراتهم الفردية وخبراتهم التكتيكية مع توالى المشاركات القارية والدولية وإلا فكيف يفوز الفريق بـ 12 بطولة إفريقية، ويظل مشاركًا أساسيًا فى كأس العالم للأندية وقد جمع فى تاريخه 155 بطولة؟
** ترتبط أفكار ريبيرو بعدة عوامل أساسية شأن أى مدرب صاحب خبرات حقيقية وذلك فى إدارة مهارات ونجوم الفريق، كما أن المدرب ليس شهادات خبرة فقط، وليس تجربته السابقة، ولذلك يمكن أن يبنى المدرب أفكاره على مهارات لاعبيه الأساسية مبدئيا، بجانب فلسفته فى ممارسة الكرة، ومركز الفريق الذى دربه، فأورلاندو ليس مماثلا لفريق صن داونز، والأهلى فريق بطولة، وهو ما يفرض عقلية وفلسفة هجومية، ودفاعية خاصة، وتحقيق ذلك يبدأ بمستوى لياقة وجهد بدنى ، خاصة أن التحرك المستمر للاعبين يضمن تنفيذ أسلوب مدربهم الإسبانى، الاستحواذ وتبادل الكرة وتبادل المراكز والبناء من الخلف. وهذا ما عبر عنه خوسيه ريبيرو فى تصريحاته عن الطريقة التى يمكن أن يلعب بها وفقا للأسلوب الذى يعتنقه، ووفقا للمهارات المتاحة بالفريق.
** إن مدرسة التدريب الإسبانية واضحة، وأسلوبها واضح.. تتحرك الكرة ويتبادلها اللاعبون. وهذا الأسلوب سمح للإسبان بالسيطرة على مراكز اللعب وعلى الخصم.. وفى الكرة الشاملة كان ميتشلز يرى أن أى لاعب يستطيع أن يقوم بدور أى لاعب آخر.. وهذا الأسلوب الذى يلعب به منتخب إسبانيا وفريق برشلونة، يقضى بكثرة تبادل الكرة، وابتدعته مدرسة برشلونة خصيصا لصغر حجم لاعبى الفريق فى مواجهة القوة والطول فى الفرق الأوروبية الأخرى.. فاللاعب القوى يمر من خصم قوى، ومجموعة لاعبين قصار القامة يمكنهم هزيمة لاعب يملك القوة البدنية وطويل القامة بالتمرير والسرعات والمهارات الفردية الرفيعة.
** وتأكيدًا.. هذا ليس حكما مسبقا على مدرب الأهلى، ولكنه اجتهاد يستند على تصريحاته بشأن الأسلوب الذى يفضله.. ولا يمكن أن نعتبر بطولة كأس العالم للأندية اختبارا، فهو كما قال: كى أطبق أسلوبى أحتاج للوقت.
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا