المؤامرة أكبر من الإخوان - محمد مكى - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المؤامرة أكبر من الإخوان

نشر فى : الأحد 31 مايو 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأحد 31 مايو 2015 - 9:10 ص

نائب مدير وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه» السابق، مايكل موريل فى كتابه «الحرب الكبرى فى زماننا: حرب المخابرات المركزية ضد الإرهاب من القاعدة إلى داعش»، يهدى الدولة المصرية هدية قيمة يعبر فيها بوضوح عن قوة رجال الأعمال ومدى نفوذهم، وما يتمتعوا به من علاقات باجهزة قوية تحسم الملفات الثقيلة مثل ثرواتهم فيقول إبان ثورة يناير اتصل بى وسيط لرجل أعمال دولى (لم يحدد هوية الوسيط أو رجل الأعمال)»، لكنه قال إنه كان صديقا لعمر سليمان وكان يريد توصيل رسالة من مدير المخابرات المصرية إلى الحكومة الأمريكية من خلالى».

ويمضى قائلاً: «كانت مصداقية الوسيط أعلى ما يمكن، وكان يتحدث مباشرة مع عمر سليمان» هنا مربط الفرس فهؤلاء الذين لديهم تلك القوة من السهل جدا أن يلعبوا مع أنظمة الحكم الجديدة، ويحصلوا منها على ما يريدون من أراضٍ وتراخيص ومواد طاقة بأقل الأسعار وتحقيق أرباح باهظة، وفى نفس الوقت يقفون ضد أى إصلاح يخفض تلك الأرباح، ويحد من نفوذهم، وتراجع الدولة أمامهم فى أى ملف يعنى تكريس لتلك الحالة التى أخرجت ثورة المصريين، وما زالت تشعل الغضب فى صدور كثير منهم.

ويعد تراجع الدولة فى وقت سابق عن ضريبة 5% على الأغنياء، ومن بعدها التراجع عن ضريبة الأرباح الرأسمالية فى البورصة بعد قرب صدور اللائحة التنفيذية للقانون، تأكيدا لهذا المعنى وخصم من قوة النظام لصالح رجال الأعمال وخصم من شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث تم تحميل خفض الدعم فى موازنة العام الماضى على الفقراء، وتطبيق حد اقصى للأجور على موظفى الدولة دون تراجع، وهو ما يستوجب توضيح دون جهل بطبيعة الصراع الموجود بين الدولة وعدد من رجال الأعمال مما يرون أنهم أصحاب الفضل فى الإطاحة بنظام الإخوان، وانفراد «الشروق» قبل أيام عن تحركات المرشح الرئاسى الأسبق أحمد شفيق وعدد من رجال الأعمال يعزز تلك الرواية، ويسبقه دليل أكبر يتمثل فى وضعية الاقتصاد المأزوم.

عدد من العاملين فى أجهزة الدولة يعلمون بسطوة رجال الأعمال ومدى اتصالاتهم الخارجية، وتأثيرهم على صانع القرار فى عدد من الدول الكبرى من خلال توكيلات فى شركات متعددة الجنسيات، جعلت مصر سوق لاستيراد تلك الدول، فعدد ممن تربحوا فى عهدا مبارك يقاتلون من أجل استمرار تلك الأموال على حساب اقتصاد يترنح، ولا مانع عندهم من إسقاط النظام الجديد وعلى عهدة مسئول كبير «المؤامرة على مصر أكبر من الإخوان» وخنق اقتصادها من خلال رجال الأعمال أصبح على المشاع.

ليس معنى ذلك أن رجال الأعمال فى مصر كلهم على تلك الحالة، فالأرض التى أنجبت طلعت حرب تستطيع أن تنجب مثله، لكن النظام مطالب بخلق بيئة تحتضن هؤلاء من خلال نسف قوانين، أغلبها فى صالح الحفنة الظالمة لوطنيها كما يجدر به محاسبة عدد غير قليل استفادوا دون حق طوال السنوات الثلاثين الماضية دون أن يقدموا شيئا لهذا الوطن. واسألوا عن تبرعات صندوق تحيا مصر.

التعليقات