أمانى 25 يناير.. لم تمت - محمد مكى - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 7:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمانى 25 يناير.. لم تمت

نشر فى : السبت 28 يناير 2017 - 11:05 م | آخر تحديث : السبت 28 يناير 2017 - 11:05 م
عيش ـ حرية ـ كرامة انسانية،هل يختلف عاقل على انها مطالب مشروعة.. ،هى اهداف عامة للاسوياء، وقل عندها ما شئت من بعد ،مؤامرة ،خيانة ،براجماتية من البعض،لكن اسال نفسك هل كل الملايين التى خرجت فى 25يناير ،وما تلاها من أيام كانت خائنة،وأجهزة الدولة التى نثق فى وطنية السواد الاعظم من ابنائها متامرين،سمحوا بنجاح المخطط ، لو كان بالفعل حقيقي، ... الافكار لا تموت ،تتعطل ،تتقهر ،لكن محطة الوصول سوف تاتى لا محالة.

ميدان التحرير وباقى ميادين الحرية فى مصر قيمتها لم تعد فى حيزها الجغرافى، لكنها أصبحت لا تقدر بثمن ،فقد ارتوت باغلى الدماء ،وصارت ملهمة للأفكار والأهداف النبيلة التى تظل مشروعة طالما ان الهدف الحفاظ على الدولة المصرية، لا حسابات الاقلية التى كانت تحكم ،وتحاول الان ما استطاعت ان تلصق كل نقصية بملايين المصريين ، ومن قبلها أجهزة دولة دعمت ولولاها ما نجحت الثورة التى أقعدت الكثيرين على كراسى ما كانت تدور حتى فى احلامهم فى وقت كان يحاسب من يحلم على رؤيته المنامية.

بها عوار لا جدال فهى عمل بشري، كما ان الدولة العميقة عملت من أول يوم على اجهادها ومازالت، حملة المباخر يواصلوا الليل بالنهار للنيل منها،من يعترض على مشروعيتها ،عليه انكار ما ترتب عليها من دستور وبرلمان ورئيس ومن قبلهم محاسبة أجهزة لم تحمى مصر من المتامرين، كبيرهم عند بعض اجهزة الاعلام ،ووصل الى منصب نائب الرئيس.

التركيز على من بحث عن مكاسب من احزاب وجماعات وحتى افراد ،وتجاهل حق الناس فى الحلم والاهداف المشروعة ، هو الخيانة بعينها،أليس من الاجدى لمصر وابنائها جمعيا بعد ست اعوام ،العمل على تلك الاهداف ،أليست الطاعة العمياء والتاييد المطلق والاتجاه الواحد نكسة عان منها المصريين فى السابق،ونأمل الا تتكرر فى المستقبل “ زمن أهل الثقة التى طال سجودهم” لا يبنى وطن.

من ذاق عرف ،الايام من 25وحتى 11فبراير وقت تنحى مبارك،اخرجت انبل ما فى المصريين ،ليس فى ميدان التحرير فقط ،بل فى الشوارع ، وعند الجيران ، لا عصبية دينية ولا حزبية،حتى لو كان من يعمل فى الظلام،بساط نور التحرير كان يغطى على العيوب والشر .. سنة من سنن الله فى الارض.

التخوين لا يبنى .. يزيد الكارهين واحيانا يكون فرصة تستغل ضدك،خاصة وان الشرعية ممتددة من وهج ايام يناير وتظل حاكمة مدة طويلة بحكم التاريخ ،والتسربيات حتى لو ارتفع شانها لا تنسى الناس ما يحدث على الارض ،النتائج هى من تتكلم.

لايجب محاكمة الناس على الحلم .. والنيل والتربص لكل ما يمت بصلة الى يناير ،ووعى الادارة السياسة فى خطابها الاخير بان ثورة يناير نقطة تحول فى تاريخينا ودماء الشهداء تبقى فى وجدان مصر والمصريين،يجب ان تكون بداية لوقف مهازال الصغار من حملة المباخر ،معظمهم يعتمد على “الترافيك الحرام»

فى كثير من الادبيات المنشورة عن 25من يناير تؤكد انها حتى لوكانت حركة او انتفاضة ولم تكن ثورة،لكنها بحثت عن التغيير،ليس باقالة شخص،وانما تغير نظام، كان يعتبر المعارضة حبة مغرضيين، ،والشباب شلة مأجورين،ناسيا ان الخلاف فطرة ولا أمل لامة بدون شبابها.

25من يناير هدفها الاول التغيير الاجتماعى قبل السياسى ، ونجاح اى نظام يتمثل فى الموازنة بين التحركات الشعبية ذات الطابع الإجتماعى ،وبين المطالب السياسية التى حتما تاتى بفعل الضغوط الاجتماعية،فكراهية افعال بعض ابناء الشرطة كانت سابقة لتزوير الانتخابات البرلمانية التى جعلت المعارضة تتسلى بتعبير مبارك قبل يناير بعدة اسابيع.

255من ينايرحدثا شديد التكثيف مترامى الأطراف , تحتاج التركيبات النفسية التى صنعت أحداثها إلى دراسات كبيرة حتى يظهر المعنى النفسى الكامن وراءها, فان كنا نحتاج الى التوثيق الحى ،فايضا رصد العوامل النفسية التى حركت الأحداث, وصنعت التفاصيل جديرة بالدراسة “ فعودة الروح والوعى للشعب” كانت معانى قد اوشكت على الانتهاء واستردها الناس حتى اليوم ،بفضل نفحات يناير وان كانت تصعب على النظام طريقه.

حاجز الخوف انكسر،فرعون يسقط،البحث عن منقذ، اغانى نجم والابنودى وصوت محمد حمام فى ”يا بيوت السويس” معانى تظل حاضرة فى قلوب أجيال لن تنسى تلك اللحظات ما جاهدت وسائل اعلام فى طمسها.

من دروس ينايرأن المنهج الثورى كان أبعد نظرا من نظيره الإصلاحى فى الرهان على إسقاط مبارك بضربة واحدة, بينما كان الإصلاحيون على حق عندما نبهوا إلى أن تنحى مبارك أو استقالته أو رحيله لا يكفى لبناء مصر الحرة العادلة, وأن الثورة لا تحقق أهدافها بمجرد غيابه عن المشهد, وأن الإصرار على خريطة طريق محددة للمرحلة الانتقالية وما بعدها لا يقل أهمية عن الفعل نفسه.

رحمة الله على جميع شهداء الوطن ،وكان الله فى عون من يريد الخير لها.
التعليقات