السادات ودرس الروس - محمد مكى - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 4:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السادات ودرس الروس

نشر فى : السبت 24 ديسمبر 2016 - 9:25 م | آخر تحديث : السبت 24 ديسمبر 2016 - 9:25 م
من يقرأ ويستمع إلى الشهادات المعاصرة لقرار الرئيس الراحل صاحب النصر على إسرائيل أنور السادات، يعرف أن قرار طرد الخبراء الروس كانت من الأشياء الملهمة لتحقيق النصر، فحسب تلك الشهادات، كان خبراء الدولة الشيوعية ينقلون كل المعلومات عن الجيش المصرى وتسليحه وحتى مواقف الدولة المصرية السياسية إلى الخارج، بالإضافة إلى أنها كان تضن على مصر بالأسلحة، وكانت تبخل بقطع الغيار الخاصة بتطوير صواريخ سام الروسية، لكن خبراء العسكرية المصرية العظماء فى تلك الفترة، قاموا بتصنيع تلك القطع بأيدى مصرية، كما لا يخفى على أحد الاتفاق الروسى الأمريكى فى تلك الفترة لإبقاء حالة اللاسلم وللاحرب، من يسال عن مناسبة تلك المقدمة، أقول هى إجابة عن موقف الروس فيما يتعلق بمصر، بمقارنة بما يحدث مع تركيا.

فقد رأت قيادة ما بعد 30 يونيو فى مصر أن الروس يمثلون إعادة توزان للقوة مقابل تعنت وصلف الإدارة الأمريكية، لكن هل الواقع يؤكد ما جنح إليه الموقف المصرى، زيارات متبادلة وعد بالمساعدات وخبراء روس فى قطاعات مختلفة، والمحصلة صفر لو تمت المقارنة بتطور العلاقة مع تركيا رغم الصعوبات والأزمات الأكبر مع الأخيرة.

أول المواقف الجلية فى العلاقة وقف السياحة الروسية إلى مصر بعد سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ أكتوبر قبل الماضى، رغم ما قدمته مصر من تعاون فى التحقيقات واشراك الروس فى مراحله المختلفة، والموافقة على إشراكها فى تأمين المطارات، ورغم هذا لا سائح روسيا واحدا حضر، بخلاف ما حدث فى تركيا فهناك استهداف لطائرة حربية روسية وقع بالفعل وعمدا، مواقف عنف وحوادث إرهابية متكررة فى مطار أسطنبول والسياحة الروسية لم تتوقف، بالمناسبة خبراء السياحة فى مصر يؤكدون أنها أرخص انواع السياحة، لكنها كثيرة العدد مع بخلها. وسمعنا نغمة استئناف الرحلات أكثر من مائة مرة أخرى الأسبوع الماضى وسلامنا (لكلام الليل المدهون بالزبدة).

الأمر الثانى مشروع الضبعة رغم المكاسب غير المنكرة للجانبين لكن الروس يمطلون فى الإنجاز، ووعد 25 مليار دولار قرض ذهب مع الريح، أضف إليك من الحب الروسى شعرا «الروبل الروسى» المباحثات حول التبادل التجارى بالعملة الروسية «حكاية العمر» سنوات طويلة لم تحقق بالمقارنة بالإنجاز مع الصين، فلدينا اتفاقية أبرمت بالفعل قبل نحو 3 أسابيع، محافظ المركزى طارق عامر أنجزها فى أقل من ثلاث زيارات، وأصبحت واقعا وعملا. وأعتقد أنها ترجمة لعلاقة صداقة قائمة على مصالح اقتصادية مشروعة، ومكسب الجانب المصرى فيه ليس بالقليل، تخفيف الضغط على العملة الصعبة نموذجا.

السادات عندما سال بعد انتصار أكتوبر: هل ندمت على طرد الخبراء الروس قال «لا» والعلاقة «صديق معه خلاف» أعتقد هو أنه الدرس، فالتقارب وإن كان مطلوبا، لكنه لا بد من استحضار العبر، فالروس لن ينسوا لمصر إنها حاربت بعقول مصرية، وخطة خالصة من لبنات الجندية المصرية، مع هزيمة للسلاح الروسى، كما أنهم لن ينسوا للمسلمين السنة هزيمتهم فى أفغانستان والتحالف مع عدوهم الأمريكى، ووقوفهم مع الحلف الشيعى حاليا أصبح أكثر وضوحا من أى وقت مضى ردا على تلك المواقف وأطماع مستقبلية فى المنطقة، ولعل رفض مصر إقامة وحدة عسكرية لروسيا من الأشياء القليلة المبهجة فى تلك العلاقة.

أرى مؤيدا للعلاقة مع الروس على طول الخط والعلة إنها أمدت مصر بصفقات سلاح كبرى فى وقت التقارب فيما بعد 30 يونيو، والإجابة قيمة تلك الصفقات أموال أنعشت الخزينة الروسية بعد تراجع النفط، والعلاقات القائمة على الندية وأن تكون صانعا وليس متلقيا هو مقام مصر والأقزام يمتنعون.
أخيرا التعاطف مع قتل السفير الروسى فى تركيا، يجب ألا ينسى اصحاب الضمائر أطفال حلب.

●●●

العلاقة بين مصر ودول الخليج أبدية بحكم الدم والدين والعرض والشرف الواحد، والمكايدة وشغل الحارة أفعال صغار لابد من تجاوزها سريعا «مسافة السكة» هى الأبقى فعلا وليس قولا رغم كيد أولاد الأفاعى، الذين يكرهون أبوبكر وعمر وعائشة وأزهر مصر وكعبتنا المشرفة.
التعليقات