جنود مجهولون وراء انتعاش السياحة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 11:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جنود مجهولون وراء انتعاش السياحة

نشر فى : الخميس 21 نوفمبر 2019 - 1:45 ص | آخر تحديث : الخميس 21 نوفمبر 2019 - 1:45 ص

إيرادات السياحة بلغت العام الماضى ١٢٫٥ مليار دولار طبقا لما أعلنته وزارة المالية قبل أيام قليلة.

وخلال المائدة المستديرة لمناقشة الكتاب السنوى الخاص بتوقعات العام المقبل، قالت عالية ممدوح، كبير الاقتصاديين ببنك الاستثمار بلتون إنها تتوقع زيادة هذه الإيرادات ٢ مليار دولار العام المقبل، ستنتج عن مشروعات مثل المتحف المصرى الكبير فى منطقة الأهرامات، والبرامج السياحية المختلفة للحكومة.

قبل أيام كتبت عن انتعاش السياحة وعودتها لمستويات ٢٠١٠، الذى يضرب به الجميع المثل. يومها أشدت بالجهد الذى تبذله الحكومة والوزيرة الدكتورة رانيا المشاط.

واليوم اعرض لجهود أخرى، ينبغى تسليط الضوء عليها، حتى نرسخ لقيمة الموضوعية، طالما أننا ننتقد ليل نهار العديد من السلبيات.

من بين الذين لعبوا دورا مهما فى استعادة السياحة لمستواها السفير المصرى فى لندن طارق عادل، الذى بذل جهودا جبارة، وتكلل مجهوده بإعادة الطيران البريطانى للمقاصد السياحية خصوصا فى شرم الشيخ والبحر الأحمر قبل اسابيع. هذا النجاح ليس للسفير وحده لكنه محصلة جهة قومى شامل طوال 4 سنوات طوال سنوات، حسم بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون قبل أسابيع على هامش انعقاد قمة السبع الكبار.

موضوع استئناف الرحلات الجوية البريطانية لشرم الشيخ، كان الشغل الشاغل، لطارق عادل منذ تولى منصبه قبل حوالى عام، لدرجة أن بعض الدبلوماسيين البريطانيين كانوا ينادونه «مستر شرم الشيخ» من كثرة تكرار الطلب!!

ولا يمكن أيضا إنكار دور السفير البريطانى بالقاهرة جيفرى آدامز، الذى بذل جهدا كبيرا من وراء الستار، ورغم الحظر البريطانى، فقد وصل عدد السائحين البريطانيين لمصر لأكثر من نصف مليون سائح بنهاية العام الماضى.

وقد التقيت السفير فى مكتبه بالقاهرة فى الصيف الماضى، وسمعت منه ما يشبه التأكيدات على قرب استئناف الرحلات، وكان شديد التفاؤل، ولكنه كان واضحا أنه من مدرسة العمل الدبلوماسى التقليدية، ولم يكن يؤمن بمدرسة التصريحات العنترية أو التغريدات التويترية، ولا دبلوماسية «السوشيال ميديا» كما كان يفعل سلفه جون كاسون. وتمكن آدامز من إصلاح خطأ، ساهمت فيه سياسة حكومته واستمر لأربع سنوات كاملة.

ومن لندن إلى برلين فإن السفير المصرى السابق فى ألمانيا بدر عبدالعاطى ومساعد وزير الخارجية الحالى للشئون الأوروبية، كان له دور بارز أيضا فى زيادة عدد السائحين الألمان. رأيت هذا الرجل يتنقل لمئات الكيلومترات بصفة دائمة بين الولايات الألمانية، من أجل إقناع هذه الشركة أو تلك بزيادة رحلاتها لمصر، بل تمكن من إقناعهم بالاستمرار فى عز أوقات حرجة وأزمات صعبة مثل مقتل بعض السائحين فى الغردقة.

السفير عبدالعاطى استخدم كل مهاراته، خصوصا فى التواصل الاجتماعى، ونسج علاقات جيدة مع غالبية المجتمع الألمانى وكبار مسؤليه وشركاته، عادت بالفائدة على العلاقات بين البلدين، خصوصا فى مجال السياحة، وكل التمنيات بالتوفيق لخلفه السفير خالد جلال.

أيضا فان أحد الأبطال الرئيسيين فى مشهد النجاح الحالى، هم غالبية أصحاب الفنادق، خصوصا فى شرم الشيخ. الذين دفعوا فواتير ضخمة جدا، فى سنوات الجفاف السياحى الأربع السابقة، منذ سقوط الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ آخر اكتوبر 2015. وتعرضوا لخسائر ضخمة، لكنهم واصلوا فتح فنادقهم بالحد الأدنى، وينبغى أن نحيى كل من صبر وجاهد طوال الفترة الماضية خصوصا العمال والموظفين والمرشدين.

هناك أيضا دور لغرف السياحة والمستثمرين وبعض رجال الأعمال، التى لعبت أدوارا مختلفة من أجل إعادة السياحة لمستواها المعروف، بل وحققت مصر رابع أعلى نمو فى الأداء عالميا على مؤشر تنافسية السفر والسياحة.

طبعا هناك جهود الدولة فى حفظ الأمن والاستقرار، عبر وزارتى الداخلية والدفاع. وبجانب هاتين الوزارتين هناك بالطبع جهود وزارة الطيران المدنى، التى تمكنت من تطبيق أكبر قدر ممكن من معايير الأمن والتأمين والسلامة فى المطارات والمنافذ المختلفة.

هل معنى ما سبق أن الأمور مثالية؟!

الإجابة هى لا، مقارنة بما ينبغى أن يكون، لكن الحال صارت أفضل كثيرا مقارنة بالسنوات الأربع الماضية. نحتاج إلى بذل جهد إضافى لاستعادة ٣ ملايين روسى او معظمهم، كانوا يزورون مصر عام ٢٠١٠ وفتح أسواق جديدة، حتى لا نعتمد على جنسية واحدة، وأن نبذل جهدا أكبر لإقناع غالبية الشعب المصرى، خصوصا فى المطارات والفنادق والأماكن السياحية، بأن السائح يفترض أن نحترمه وندلله بكل الطرق، بدلا من التفنن فى تطفيشه!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي