التحالف الروسى ــ السعودى النفطى يُنقذ اجتماع «أوبك» - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحالف الروسى ــ السعودى النفطى يُنقذ اجتماع «أوبك»

نشر فى : الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 11:30 م | آخر تحديث : الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 11:30 م

نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى ــ المتخصص فى شئون الطاقة ــ عن التحالف الروسى السعودى فى مجال النفط.
اتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وحلفاؤها من الدول المنتجة غير الأعضاء على تقليص إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا ابتداء من عام 2019. وسيبدأ التخفيض تدريجيا لمدة ستة أشهر على أساس اعتماد معدل إنتاج أكتوبر الماضى خط الأساس للتخفيض. ويُفترض أن يخفض أعضاء المنظمة فى البداية الإنتاج 500 ألف برميل يوميا والحلفاء 400 ألف، ليصل التخفيض إلى المستوى المتفق عليه فى يونيو المقبل. ثم ستخفض أقطار المنظمة الـ14 معدل 800 ألف برميل يوميا والحلفاء 400 ألفا. وستتم مراجعة القرار فى إبريل المقبل.
ويشكل خفض 1.2 مليون برميل يوميا نحو 1 فى من إجمالى الإنتاج العالمى البالغ نحو 99 مليون برميل يوميا، والهدف وضع حد لانخفاض الأسعار التى تدهورت من 86 دولارا منتصف أكتوبر الماضى إلى أقل من 60 دولارا. وتهدف السعودية وروسيا من خلال الاتفاق إلى تحقيق الاستقرار فى الأسواق.
وواجهت المنظمة وحلفاؤها صعوبات للتوصل إلى الاتفاق، إذ كانت هناك تساؤلات حول مدى استعداد روسيا لخفض الإنتاج بما يلزم، خصوصا فى ظل طلب الشركات الروسية عدم الخفض الكبير فورا، بل تأجيله وجعله تدريجيا. واتفق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وولى العهد السعودى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان فى اجتماع ثنائى على هامش قمة العشرين فى الأرجنتين قبل اجتماع «أوبك».
وأثيرت الشكوك حول موافقة إيران على خفض الإنتاج فى ظل الحصار الأمريكى الذى أدى إلى انخفاض صادراتها، وتم التوصل إلى حل وسط بإعفاء 3 دول من الخفض، وهى إيران وليبيا وفنزويلا.
وترددت بعض الدول التى هى بصدد زيادة طاقتها الإنتاجية والانتهاء من تطوير حقول جديدة، منها العراق، فى خفض إنتاجها أو تبنى سياسة الحفاظ على طاقة إنتاجية فائضة فى ظل الظروف الاقتصادية والسياسية السائدة. وتأخر العراق فى تطوير طاقته الإنتاجية الكامنة، لكن المحادثات خلال الأسابيع الماضية مع بغداد نجحت فى تليين موقفها لكى تولى اهتماما أكبر للحصول على ريع نفطى أعلى من خلال اتفاق تخفيض الإنتاج، ما سيؤدى إلى وقف انهيار الأسعار.
وقال وزير النفط العراقى ثامر الغضبان، ثانى أكبر منتج فى «أوبك»، إن «الحلول لأسعار النفط المنخفضة ينبغى ألا تقتصر على خفض الإنتاج». وأضاف: «أى اتفاق خلال الاجتماع ينبغى تفادى الأضرار بمصالح أوبك والمنتجين غير الأعضاء فيها». وبلغ اجمالى صادرات العراق النفطية 3.372 مليون برميل يوميا فى نوفمبر، 3.363 مليون منها من الجنوب.
والارتفاع السريع فى الأسعار كان مرده التهديد الأمريكى بحصار النفط الإيرانى، وأدى إلى زيادة الإنتاج وحصول تخمة فى الأسواق، فارتفع الإنتاج الأمريكى فى نوفمبر إلى مستوى قياسى بلغ 11.5 مليون برميل يوميا. وسجلت مخزونات النفط الأمريكى أعلى مستوياتها فى سنة، وتخوفت الأسواق على ضوء الاستثناءات من مسلسل مشابه لما حصل عام 2014 عند انهيار الأسعار إلى أقل من 30 دولارا. ثم استنفرت «أوبك» جهودها لخفض الإنتاج على رغم المصاعب المتوقعة لهذا القرار، فبدأت مساعى الرياض بالتعاون مع موسكو لتأمين هذا الهدف قبل اجتماع «أوبك».
وأدى قرار انسحاب قطر من «أوبك» إلى زيادة التكهنات حول الصعوبات التى ستواجهها المنظمة فى اجتماعها، على رغم أن الاكوادور والجابون، وهما دولتان ذات طاقة إنتاجية أقل من مليون برميل يوميا، كانا انسحبا سابقا من المنظمة ثم انضما لاحقا. ولكن الفارق مع الدوحة أن لديها أحد أكبر الطاقات الإنتاجية فى العالم لتصنيع الغاز المسال، كما أنها اول دولة عربية وخليجية تنسحب من المنظمة. ولكن فى خضم نزاع مع الرياض وأبوظبى والمنامة والقاهرة، دفعت هذه العوامل المراقبين إلى إضافة الانسحاب القطرى إلى الخلافات داخل المنظمة. ولكن الدوحة تبنت موقفا رسميا مغايرا، إذ عزت الانسحاب إلى محاولتها التركيز على صناعة الغاز المسال، بما أن الطاقة الإنتاجية للنفط الخام القطرى لا تتجاوز مليون برميل يوميا، ما يعنى أن دورها فى المنظمة محدودا.
ويكمن سبب نجاح «أوبك» خلال هذه المرحلة إلى تغير طريقة عملها، فالاتفاق النفطى الاستراتيجى الذى وقعته السعودية وروسيا على هامش قمة العشرين فى الصين فى سبتمبر 2006، والذى نجح حتى الآن وبشكل غير مسبوق فى خلق جو من المحادثات والتعاون المستمر بين السلطات البترولية الروسية والسعودية، وخلق أسس وثيقة ما بين القيادات العليا فى الدولتين فى المجال النفطى، إضافة إلى ثقة الدولتين بالتزام الدولة الأخرى بتنفيذ الاتفاقات بينهما. وغيرت هذه العلاقة الجيوسياسة الصناعة النفطية العالمية، ولكن لا يزال ينقصها تأطير علاقة روسيا مع «أوبك». كان من المتوقع التوصل إلى تفاهم حول هذا الأمر خلال الاجتماع الوزارى الأخير، لكن تأجيل الموضوع يعكس وجود بعض الأمور العالقة التى يجب معالجتها قبل التوصل إلى اتفاق لتأطير العلاقات. وذلك سيعطى «أوبك» زخما جديدا عالميا، ليس فقط للدعم والنفوذ الذى ستحصل عليه من دولة كبرى، بل أيضا للتعاون بين دولتين نفطيتين عملاقتين.

الحياة ــ لندن

التعليقات