حضرت، يوم الخميس الماضى، احتفالية عيد العمال الذى ننتظره من العام للعام لأنه عيد كل الشعب المصرى، بدعوة كريمة من دار الخدمات العمالية التى يرأسها الأستاذ كمال عباس والذى يلعب دورا كبيرا فى الحركة العمالية، وكذلك كُرم فى هذا الاحتفال الدكتور أحمد البرعى بإعطائه درع العمال لنضاله من أجل حرية العمال وحقوقهم طوال سنوات عمله.
وفى هذا الإطار ينص الدستور المصرى فى المادة رقم 12 على أن «العمل حق، وواجب، وشرف تكفله الدولة، ولا يجوز إلزام أى مواطن بالعمل جبرا، إلا بمقتضى القانون، ولأداء خدمة عامة لمدة محددة وبمقابل عادل، ودون إخلال بالحقوق الأساسية للمكلفين بالعمل». وفى المادة 15 تم النص على أن «الإضراب السلمى حق ينظمه القانون».
فى مداخلة قوية للدكتور أحمد البرعى بعد تقلده الدرع الذى يستحقه قال إننا ملزمون بقوانين العمل الدولية، ونحن موقعون على هذا القانون، ومن يقول إننا نريد نقابات مستقلة فالقانون الدولى يُقر على أن كل الحقوق مكفولة بموجب الاتفاقية الدولية، بما فيها استقلال هذه النقابات. وهذا كلام مهم جدا بالنسبة لإصدار قانون العمل الذى يفترض أن يحل محل القانون رقم 12 لسنة 2003، فى ظل محاولة الدولة تقليل نزاعات العمل أمام المنظمة الدولية فى «جنيف» لزيادة الاستثمارات الأجنبية.
وقانون العمل الجديد المطروح للنقاش فيه ثغرات كثيرة، ونأمل نظرا للحالة الاقتصادية المتردية فى مصر أن يصدر قانون يمنع الاستغناء عن العمال وتعويضهم عن أموال لا تساوى قيمة العمل الذى يؤدونه، إذن العمال، إذا كنا نفكر بصدق فى تنمية حقيقية لهم، هم عماد التنمية وهم الذين سوف يقومون بإنشاء قاعدة اقتصادية تنموية حقيقية للخروج من الأزمة التى تمر بها مصر، فنحن فى هذه الفترة نحتاج إلى المزيد من ضمانات العمل، والذين يدعون أن العمال غير راغبين فى العمل أدعوهم للنزول فى طرقات مصر وسيجدون العمال بأدواتهم منتظرين أى فرصة عمل.
استثمار العمال وقيمتهم فى هذا الوقت بالذات يعطى مزايا كثيرة للعمال ورجال الأعمال، ويجب أن يتفهم رجال الأعمال أن العمال هم رأس الزاوية فيما يريدون أن يحققوه. نحن نريد أن نرى رؤية جديدة لمشاريع جديدة للخروج من المأزق الذى تمر به مصر، والمطلوب للعمال الآن أجور عادلة، وإجازات مدفوعة الأجر، وعدم التخلص من أى فئة عمالية، نريد أن نسمع فيما يفكر وزير القوى العاملة.
هناك أيضا أمر شديد الخطورة وهو القبض على العمال بدون تهم واضحة، واستمعت قبل أيام قليلة إلى نماذج منهم، وكل الشكر لمن تضامن معهم ضياء داوود، عضو مجلس النواب، فهذه نماذج لبعض العمال الذين نريد أن يعملوا فى هدوء وفى تقبل لأوضاعهم الجديدة التى تؤثر فى حياتهم وحياة كل الشعب المصرى.
• • •
حقوق العمال جزء أصيل من حقوق الشعب المصرى، ونحن فى المجلس القومى لحقوق الإنسان نتتبع بعناية كل ما يخص العمال فى مصر حتى لا تضيع حقوقهم. أنا أدعو إلى تشكيل لجنة من عمال مصر لطرح أفكارهم ومشاكلهم. وسوف أتواصل طوال الوقت مع العزيز كمال عباس والدكتور أحمد البرعى لخروج العمال من المحظور إلى المأمول ثم إلى المتحقق، وسوف نستمر جميعا فى حماية عمالنا من أى ظلم أو تقصير.
للأسف الشديد كان هناك أعضاء فى مجلس النواب فى هذه الجلسة الذين اشتكوا من لجنة القوى العاملة فى المجلس لأن أعضاءها يأخذون وقتا طويلا فى الحساب والتعامل مع القضايا، نرجو من لجنة القوى العاملة إعطاء الوقت لهذه القضايا.
نريد مزيدا من الجدية، مزيدا من الحرص على العمال ونحن فى الانتظار، وفى عيد العمال هناك قيادات عُمالية على أكبر قدر من الوعى وتتبنى قضايا زملائهم بكل حرفية ومصداقية وشفافية فتحية لهم، أما من لم يهتم فليحتكم إلى ضميره لتحقيق قضايا مهمة بالنسبة للعمال، أو ينسحب من أى قيادة ويتيح الفرصة للآخرين أن يقوموا بعملهم بحيادية والدفاع عن مصالح العمال حتى يُحترموا فى وسط العمال الذين يشتكون من بعض القادة لعدم تحقيق ما يُطلب منهم.
تحية لعمال مصر وكل الأمنيات لتحقيق آمالهم وأفكارهم، وتحسين أجورهم، وحمايتهم حتى نحافظ على هذه الثروة التى لا تقدر بثمن.
كل عام وعمال مصر طيبون وبخير دائما.