الجهود البرازيلية - الأوروبية وخلافات «كوب 30»

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 9:50 م

نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالًا للكاتب العراقى وليد خدورى، ناقش فيه الخلافات والتحديات المعقدة التى واجهت مؤتمر «كوب-30» فى البرازيل، خاصة فيما يتعلق بمسألة التحول عن الوقود الأحفورى، وضرورة تقديم الدعم المالى والتقنى للدول النامية المتأثرة بتغير المناخ.. نعرض من المقال ما يلى:

 


واجه مؤتمر «كوب-30» نقاشات وخلافات عدة حتى اليوم الأخير للاجتماعات التى شارك فيها فى مدينة بيليم فى الغابات الاستوائية فى البرازيل نحو خمسين ألفًا من غالبية دول العالم- باستثناء الولايات المتحدة التى قاطعت أعمال المؤتمر، وأعلنت موقفًا سلبيًا نحوه- والعشرات من صناديق التنمية وجمعيات البيئة والمناخ.
شكّل موضوع إعادة ذكر التعهد بـ«خريطة طريق» إمكانية وقف استعمال الوقود الأحفورى بحلول عام 2050، البند الأكثر إثارة للجدل والخلاف. وكانت الموافقة على هذا المطلب بالذات قد بدأت فى «كوب-28» فى دبى، حيث حصل المطلب على تعهد 200 دولة بالانتقال من الوقود الأحفورى بحلول عام 2050.
رغم الخلاف الحيوى فى «كوب-30» فى البرازيل استمرت المفاوضات ما بين الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى أورسولا فون دير لاين، فى جوهانسبرج على جانب قمة «مجموعة العشرين» فى جنوب إفريقيا، خلال الأيام المتبقية من مؤتمر «كوب-30»، محاولة منهما لتغيير المواقف وإنجاح «اتفاق جوهانسبرج».

وصرح رئيس مؤتمر «كوب-30» السفير البرازيلى كوريس دى لاجو، عند تلاوة القرارات النهائية للمؤتمر، بأنه نظرًا لاستمرار وجود خلافات حول دور الوقود الأحفورى فى التغيير المناخى، ستصدر رئاسة المؤتمر بيانًا حول الوقود الأحفورى، وبيانًا آخر حول حماية الغابات «نظرًا لعدم وجود إجماع حول الموضوع.
وأشار دى لاغو أيضًا إلى أن هناك خلافات حول اتفاقية علاقة التجارة الدولية بالوضع المناخى؛ إذ أبدت بعض الدول مخاوف من أن المعوقات التجارية تؤدى إلى تقليص إمكانية الحصول على التكنولوجيا النظيفة.
من جانبها، طالبت بعض الدول النامية المنتجة للفحم الحجرى، بالذات الهند، بتعويضات مالية أكثر لمساعدتها فى التحول الطاقوى من إنتاج الفحم الحجرى إلى الطاقات المستدامة. وقد تكرر هذا المطلب فى مؤتمرات سابقة عدة. وقد تكرر أيضًا فى هذا المؤتمر موضوع المساعدات للدول المنتجة للفحم.
كما طالبت بعض الدول المنكوبة بالكوارث الجوية والبيئية بزيادة ثلاثة أضعاف المبالغ السابقة الموعودة للمساعدة فى تخفيف الأعباء من الكوارث الجوية والبيئية فى الدول النامية.
والحدث الأهم فى مؤتمر «كوب-30» هو مفاوضات الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى. ويتضح أيضًا أن الثمن مقابل هذه المطالب هو زيادة ثمن المساعدات أو المعونات المطلوبة. كما يتضح كذلك أن المطلوب فى «اتفاق جوهانسبرج» من جميع الدول ذات العلاقة زيادة نشاطهم وأعمالهم لتحقيق 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) كما اتُّفق عليه فى «اتفاقية باريس».
من الواضح أن «اتفاق جوهانسبرج» مهم لمسيرة الطاقة المستقبلية. لكن الأهمية الكبرى تكمن فى عدم وضوح الاتفاق وآلية عمل إمكانية التنفيذ. هنا، تلاقت مصالح الأقطار الأوروبية (ذات الشح فى مواردها الطاقوية) مع البرازيل (حماية غاباتها الاستوائية).
طرح «اتفاق جوهانسبرج» أسئلة كثيرة حول آلياته وعدد الدول المساندة له؛ إذ طرحت العديد من الدول تساؤلات عدة حوله أثناء الجلسة الختامية. كما يُطرح هنا سؤال مهم جدًا: هل أوروبا مستعدة لتحمل مسئولية الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فى الدور الكبير لتزويد المساعدات للدول النامية، بالذات خلال الحرب الأوكرانية، وما تضيفه من أعباء مالية على الأقطار الأوروبية لزيادة موازناتها العسكرية؟

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة