لم يشهد المجتمع المصرى نظاما حزبيا مستقرا منذ مطلع القرن العشرين، وبالتالى ما نشهده الآن من خلافات داخلية واستقالات ليس غريبا، ولا مستغربا.
تاريخيا، حزب الوفد الذى رفع راية الديمقراطية والاستقلال فى الفترة التى يطلق عليها العهد شبه الليبرالى، مزقته الخلافات الداخلية، وزاد فى إضعافه حصار الملك والإنجليز له إلى حد أن حزب الوفد لم يتولى الحكم طيلة ٢٩ عاما تقريبا، منذ ١٩٢٣ حتى ١٩٥٢، سوى سبع سنوات متفرقة. ومنذ عودة التعددية الحزبية فى أعقاب انتخابات عام ١٩٧٦، شهدت الأحزاب صراعات داخلية عنيفة، لم يسلم منها حزب. مثال على ذلك الانقسامات والانسحابات التى طالت أحزاب العمل والأحرار والعربى الناصرى والتجمع، واستمرت مع الأحزاب حديثة النشأة. هناك أسباب عديدة وراء ذلك، تختلف من حالة لأخرى يمكن أن نوجزها فى الشخصنة وغياب الديمقراطية داخل الأحزاب، والنظر إلى الحزب من جانب بعض الشخصيات بوصفه محطة للوصول إلى كرسى البرلمان دون الإيمان بالتجربة الحزبية، فضلا عن ضعف الالتزام بالخط الأيديولوجى وغلبة المصالح، وتزداد هذه الظاهرة وضوحا نظرا لأن الفروق الأيديولوجية بين الأحزاب باتت محدودة، إن وجدت، وبالتالى يغلب التأثير الشخصى على العمل الحزبى. ومما يلاحظ أن الأحزاب فى مجملها لا تنشط إلا فى فترات الانتخابات، بينما يتراجع نشاطها فى أغلب الفترات، خاصة فى مجالات التثقيف والتواصل مع الجماهير، والتوعية السياسية بوجه عام. وأظن أن صدور قانون المحليات فى العام الأول من عمر مجلس النواب الجديد، يستتبعه تنظيم انتخابات محلية سوف يجبر الأحزاب على النشاط والحركة، وتجهيز القيادات المحلية، ولاسيما الشباب والمرأة لخوض انتخابات سيفوز فيها أكثر من خمسين ألف شخص..وإن كنت أتفهم أن بعض الشخصيات كانت راغبة بشدة فى خوض الانتخابات الراهنة من خلال أحزابها لكنها لم تحظ بفرصة، مما دفعها إلى الترشح مستقلين أو الانسحاب من تلك الأحزاب تعبيرا عن غضبها، وهى حالة ليست غريبة ولا مستغربة كما ذكرت قبلا، لكنها تعبر عن ضعف الممارسة الحزبية، والحاجة إلى تقويتها، خاصة بعد تخطى عدد الأحزاب حاجز المائة، الغالبية العظمى منهما غير مؤثر، وهناك أحزاب لم نسمع لها صوتا فى الانتخابات، لم ترشح أحدا أو بالكاد رشحت عددا محدودا للغاية. هل نحن بحاجة إلى هذا الكم من الأحزاب، أم يمكن أن تندمج الأحزاب طواعية فى كيانات أكبر؟، بحيث يكون لدينا عشرة أحزاب أو أكثر قليلا تمتلك تواصلا أفضل مع الشارع، وتستثمر إمكاناتها فى تشجيع الجمهور العام على الانخراط فى عضويتها، والمشاركة فى صفوفها.
مقالات اليوم جميل مطر ماضى رجل مسن وحاضره ومستقبله حسن المستكاوي قرار الإيقاف أولًا.. ثم التحقيق! خالد أبو بكر الروس يغازلون الرئيس الأمريكى بنفق «ترامب ــ بوتين» عاطف معتمد أشهر الزاهدين وأول الشيوعيين! سيد محمود (مصر تغنى).. درّة من الجمال يحيى عبد الله آراء متضاربة بشأن خطة ترامب حول غزة صحافة عربية فى النمو والتنمية قضايا إسرائيلية واقع إسرائيل الداخلى ما بعد الحرب على غزة
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك