أن تكون سعيدًا فى كبرك

الأحد 19 أكتوبر 2025 - 8:00 م

نشرت جريدة القبس الكويتية مقالا للكاتب أحمد الصراف، يوضح فيه أهمية الاستعداد المبكر للشيخوخة لضمان سنوات مريحة وسعيدة، ويتحقق هذا الاستعداد بتبنى عادات حياتية مسئولة، وتغيير النظرة إلى الذات والآخرين، والتركيز على العلاقات الاجتماعية (مع الشباب والجماعات) والرعاية الذاتية والذهنية.. نعرض من المقال ما يلى:

 

ليس هناك أكثر صعوبة من قضاء السنوات الأخيرة من العمر بحالة نفسية سيئة وجسد عليل وفكر متعب، ولكن كل هذا يمكن الاستعداد له مبكرا، وقضاء شيخوخة سعيدة، أو على الأقل مريحة، نسبيا. أولى القواعد وأهمها، تقليل أهمية مقولة: «إن الحياة فانية وقصيرة، ويجب أن نستمتع بكل ثانية منها»! لا أجادل فى صحة المقولة، لكن أرفض الإيمان «اللامسئول» بها، فهذا سيدفع البعض غالبا إلى عدم الاهتمام بتبعات «التمتع»، ويطلقون العنان لرغباتهم، وينغمسون فى «الملذات»، من أكل وشرب وتدخين وسهر.. وكسل، وغالبا ما يدفعون الثمن غاليا فى سنوات الشيخوخة، مع دخول وخروج الأنابيب البلاستيكية، وهم على فراش المرض، من مختلف أنحاء أجسامهم!
قام روجر روزنبلات، الدكتور والمؤلف المتعدد المواهب، عام 2000 بوضع كتاب بعنوان «قواعد الشيخوخة»، كان بمنزلة دليل إرشادى للتعامل مع السنوات الأخيرة من الحياة. كان حينها فى الستين، لكن بعد ربع قرن، اكتشف أمورا غيّرت نظرته، فقام بتأليف الجزء الثانى، بعد أن بلغ الـ85 من العمر، ضمنه خلاصة نصائحه، التى استغرق تعلمها الكثير من الوقت والجهد منه، وهى صالحة وقابلة للتطبيق فى أى عمر.
1ــ لا أحد يفكر فيك، فالكل، بلا استثناء يفكر فى نفسه! وهذه قد تكون فكرة مزعجة، لكنها أيضًا مُحررة. فالانشغال بقضايا ومآسى الآخرين عملية قاتلة، والشعور بالحزن بأن الآخرين لا يهتمون بنا، قاتل أيضاً، لكن كلما تقدم بنا العمر زادت حاجتنا لمعرفة ذلك.
2 ـ كوّن صداقات مع الشباب، فهم مبعث النشاط، ومتحمسون، مُلِمّون، ومفعمون بالحياة.
3 ـ تجنّب زيارة أقل عدد من الأطباء، علماً بأنه لا مفر من ذلك، وهذه نصيحة طبيب.
4 ـ اقتنِ حيوانا أليفا، للكلاب والقطط مشاكلها، وتأخذ قيلولات أكثر من الذى يقتنيها، لكن من الاستحالة تقريباً أن يجدك، أى مخلوق على الأرض، أكثر جاذبية من كلبك.
5 ـ لا تصدق الأشياء العظيمة التى تُقال عنك، حتى لو كانت صحيحة، وخاصةً إذا كانت صحيحة، فهذا سيحميك من حب الذات، والغرور، وهو أمر جيد دائما.
6 ـ الجميع يتألم، لا استثناء هنا. وإن كنت بحاجة إلى عذر لتكون لطيفا، فابدأ من الآن بتخفيف آلام غيرك.
7 ـ استمع إلى بوب مارلى، أو أم كلثوم أو عبدالوهاب. لا تتردد فى الغناء منفردا، أو مع آخرين.
8 ـ كن عضوا فى جماعة ما، أو مجموعة من الرفاق، الرجال بالذات، لأن النساء دائمًا جزء من مجموعة أو أخرى. قيمة الاختلاط تأتى للنساء بالفطرة، ولهذا السبب سيكون العالم أفضل لو أدارت النساء شئونه. فهن يعرفن كيف يتعايشن فى مجموعات. أما الرجال، فهم كائنات منعزلة وثابتة، جنرالات بلا حروب، يمتطون خيولًا حديدية، لا يتجمعون معًا بشكل طبيعى، لكن يجب عليهم ذلك، خاصةً عندما تؤدى العزلة المفرطة إلى الكآبة، الانضمام لمجموعة ما، ممن يمتلكون اهتمامًا واحدًا، يبقينا بعيدًا عن التسكع والوحدة.
9 ـ لا تندم، بالرغم من أن الندم جزءٌ من الحياة، تعلّم كيف تتعايش معه.
10 ـ ابدأ يومك واختمه بالاستماع للموسيقى أو الأغانى المفضلة لديك، ولا تكترث لآراء من يعترض على ذلك.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة