x قد يعجبك أيضا

‎مغزى وجود ترامب والعالم في سيناء..

الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 11:06 م

ماذا يعنى حضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونحو ٣٠ رئيسا ومسئولا من كبرى دول العالم والمنطقة إلى شرم الشيخ أمس للإعلان عن إنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة؟!

‎وماذا يعنى عدم حضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لهذا المؤتمر على أرض سيناء بعد الإعلان عن حضوره؟

‎ السؤال يحتمل إجابات كثيرة طبقا لمن سيتولى الإجابة.

‎وبالنسبة لنا فى مصر فهى لحظة انتصار سياسى ودبلوماسى كبير تؤكد أن دور وتأثير مصر فى المنطقة لم يتراجع كثيرا كما ظن كثيرون أو حاولوا ذلك. ويعنى أن هناك قدرات مصرية مؤثرة لدى الوزارات والأجهزة المختلفة ورئاسة الجمهورية.

‎يعنى أيضا أن مؤتمر الأمس العالمى قولا وفعلا هو تجسيد للجهد المصرى الكبير المستمر منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ولمدة عامين كاملين.

‎ترامب لم يزر دولا كثيرة منذ عودته للبيت الأبيض فى ٢٠ يناير الماضى، وبعد دخوله للبيت الأبيض بتسعة أيام فقط أعلن عن اقتراحه العجيب بتهجير أهل غزة خارجها والاستيلاء والسيطرة عليها لبناء ريفيرا باعتبار غزة قيمة عقارية متميزة كما قال ديفيد كوشنر زوج ابنة ترامب وعراب صفقة القرن فى الولاية الأولى، وشريك تونى بلير فى مخطط إدارة غزة. لكن الذى تم على أرض الواقع أن مصر رفضت خطة ترامب علنا، وتصدت لها، وأخيرا جاء ترامب إلى شرم الشيخ وسيناء ليعلن أن الحرب انتهت وأن الفلسطينيين باقون فى أرضهم وأنهم يستحقون حياة كريمة.

النقطة الجوهرية هنا هى سقوط مخطط التهجير الذى كان يراد منه تصفية القضية الفلسطينية للأبد وتكرار مسلسل الهنود الحمر. 

‎بنفس المنطق ولكن بصورة معكوسة يمكن فهم عدم حضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى شرم الشيخ بعد أن تم الإعلان عن حضوره خلال لقائه مع ترامب وإجراء اتصال هاتفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.

‎تبجح نتنياهو ومعه ائتلافه وحكومته المتطرفة طوال عامى العدوان بأنهم سيهجرون الفلسطينيين من القطاع طوعا أو قسرا، بل سمعنا بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير يتحدثان عن خطط تفصيلية وأسماء المطارات والمنافذ التى سيخرج منها الفلسطينيون بلا عودة لبلدهم مرة أخرى. وسمعنا عن اتصالات أمريكية إسرائيلية مع بعض الدول لاستقبال هؤلاء المهجرين.

‎لكن مرة أخرى جاء قادة العالم إلى سيناء وتحدثوا منها عن حق الفلسطينين فى دولة مستقلة وبقى الفلسطينيون فى أرضهم وبلدهم.

‎ تبجح نتنياهو أكثر من مرة بأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، لكنه اكتشف أن معظم قادة العالم والمنطقة اعترفوا بالدولة الفلسطينية وأن كيانه صار معزولا ومنبوذا فى كل مكان بالعالم من أول ملاعب ومدرجات كرة القدم مرورا بحفلات مهرجانات السينما والموسيقى وانتهاء بمقاطعة خطابه فى الأمم المتحدة من غالبية بلدان العالم.

‎غاب نتنياهو لأنه اكتشف أن حضوره سوف ينسف كل ما تصوره أو توهمه وأن حضور محمود عباس أبو مازن يعنى أن السلطة موجودة وفلسطين موجودة وأن حضوره سوف يسقطه أمام جمهوره المتطرف خصوصا بعد أن سقط مشروعه الذى بشر به بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وإقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.

هل معنى كلامى السابق أن الخطر زال وانتهى وإسرائيل صارت حمامة سلام وأمريكا صارت وسيطا نزيها شريفا؟!

‎الإجابة هى لا قاطعة، أوهام نتنياهو لاتزال تعشعش فى رأسه ورأس كبار المتطرفين، وترامب لا يؤتمن جانبه، لكن العدوان انكسر ولو بصورة مؤقتة والأمر يتوقف على صمود الفلسطينيين وتوحدهم واستمرار التنسيق العربى واستخدام أوراقهم بمهارة مع إسرائيل وأمريكا.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة