عصام شيحة يكتب لـ«الشروق»: «الوفد».. آمال وآلام - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عصام شيحة يكتب لـ«الشروق»: «الوفد».. آمال وآلام


نشر في: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 10:42 م | آخر تحديث: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 10:42 م

كثيرون يعلقون آمالا كبيرة على حزب الوفد؛ إذ يرون فيه فرصة لبث الحيوية فى الحياة السياسية عامة، والحياة الحزبية خاصة. لا ينفى ذلك أن عددا لا بأس به، لعلهم أغلبية الشعب، لا يتوقعون تقدما للوطن عن طريق الأحزاب عموما. فيما يعكس الانطباعات السلبية التى حازتها الأحزاب لأسباب وفيرة، وعلى مدى سنوات طويلة، سوف أُفرد لها مقالا لاحقا لما فيها من دروس ينبغى إدراك مضامينها على نحو دقيق.

والواقع أن كثيرا من الوفديين يجدون تشريفا وفخرا فى اختصاص حزبهم بتلك الآمال الشعبية. وكثيرون أيضا من أبناء الوفد، يتدبرون الأمر بعين فاحصة خبيرة؛ فيتوجسون خيفة من تلك الآمال، وما يمكن أن ينتج عنها من إحباطات خارج بيت الأمة قد تطرح الوفد أرضا، مقابل ما سوف تنتجه من صدامات داخل بيت الأمة باعتباره بات على شفا أرباح سياسية هائلة لا يمكن لأحد التفريط فى نيل نصيبه منها.

والبعض الآخر من أبناء الوفد، سمعتهم يذهبون إلى ما هو أبعد؛ إذ يرون فى الآمال المعلقة بحزبهم عبئا ضخما، لا ينبغى استيعابه باستخفاف أو فرح، دون النظر فى الظروف الراهنة للحزب، وطبيعة المرحلة الدقيقة التى يمر بها الوطن.

أصارحك القول، عزيزى القارئ؛ فأقول لك إن كل هؤلاء على قدر ما من الصواب، فليس إلا الوفد أجدر بسحب الحياة السياسية نحو مسارها الطبيعى. إلا أن قدرات الوفد الحالية لا تتيح له فرصا مُحققة للنجاح فى هذه المهمة الوطنية الثقيلة. كذلك فإن تصاعد الطموحات التى تحملها الآمال فى الوفد، يحتوى على قدر من المبالغة، قطعا لها آثار ضارة بالوفد، وربما بمنزلة الأحزاب داخل قناعات الرأى العام، المتدهورة أصلا.

ما هى الحكاية إذن؟ الحكاية أن حزب الوفد فى حاجة إلى مجموعة من العوامل، يمكن حصرها بإيجاز فى الآتى:
< بلورة خطاب سياسى جديد، مستقبلى لا تاريخى، يتبنى طموحات الشعب نحو حياة كريمة، لا مواصلة التغنى بتاريخ الوفد، وما يحفل به من رموز وطنية، ما كان لها أن تعيش إلى الآن فى ضمير الأمة، لو أنها تغنت بماض طويل يذخر به التراث الوطنى.

< صياغة استراتيجية وفدية جديدة، يمكنها التعامل بجدية مع المتغيرات الجذرية التى طالت المجتمع المصرى منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، وما تبعها من تفاعلات شتى، أنتجت مجموعة من الحقائق على الأرض. لعل أهمها دستور 2014، ووجود ائتلاف برلمانى غالب، فى ظل حالة استقطاب شديد داخل البرلمان.

< الاستعداد بجدية للانتخابات المحلية المقبلة، بالنظر إلى الدور الكبير الذى وفره دستور 2014 للمحليات، وما سيطرحه ذلك من إعادة توازنات القوى السياسية على الأرض.

< الترتيب للانتخابات البرلمانية المقبلة، وفق رؤى جديدة تبطل معها دعاوى شراء المرشح الجاهز فى دائرته، والاعتماد على أبناء الوفد الحقيقيين حملة الثوابت الوفدية.

▪ قبول الآخر داخل بيت الأمة أمر مهم جدا. وأعنى بالآخر هنا كل صاحب فكر وطنى مُغاير، وليس كل وارد إلى بيت الأمة من باب المساهمة فى «حل أزمات الوفد». وفى ذلك سأتحدث بالتفصيل، فى وقت أراه مناسبا، وبصراحة أرجو أن يستوعبها كل وفدى غيور على حزبه.

وغير ذلك كثير، لكننى رفقا بإخوتى الوفديين من ثقل المسئولية، وصعوبة المرحلة، سأكتفى بهذا القدر مؤقتا، وأتمنى ألا أعود، عسى خطوات جادة يقطعها الوفد سريعا نحو التخلص من آلامه، وملاقاة الآمال المُعلقة عليه، فتكفينى مرارة الخوض فى تفاصيل قد تزيد الأمور تعقيدا داخل بيت الأمة، وإن كانت ستزيد الأمور وضوحا أمام الرأى العام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك