في ذكرى رحيل ابن سينا.. أمير الأطباء وأرسطو الإسلام - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل ابن سينا.. أمير الأطباء وأرسطو الإسلام

شيماء شناوي
نشر في: الخميس 21 يونيو 2018 - 10:41 م | آخر تحديث: الخميس 21 يونيو 2018 - 10:41 م

لم يصرفه اشتغاله بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة، فقد تعايش العالم والفيلسوف والطبيب والشاعر ابن سينا، مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل مع ما يموج به من اتجاهات فكرية، كما شارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.

ولقب ابن سينا، باسم الشيخ الرئيس والمعلم الثالث، بعد أرسطو والفارابي، وأطلق عليه الغربيون أمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان سابقا لعصره في مجالات فكرية عديدة.

ولد أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، في قرية أفشنة الفارسية سنة 370هـ 980م، وتلقى العلم في سنوات تشكله الأولى على يد أبيه، أحد مشايخ الطائفة الإسماعيلية، كما استفاد الكثير من العارفين الذين كانوا يجتمعون في منزلهم للحديث والمناظرة حول شتى القضايا.

وفي العاشرة من عمره، حفظ ابن سينا، القرآن الكريم، كما حفظ الكثير من القصائد العربية وغيرها من الأعمال الأدبية، على يد أساتذة المنطق والغيبيات البارزين، وحين بلغ الثامنة عشرة من العمر واصل دراسته بنفسه، وهكذا حصَّل معرفة معمقة في علوم الطب والشريعة والغيبيات، جعلته يتمكن من علاج الأمير نوح بن منصور السمندي، من مرض عجز أطباء عصره عن علاجه.

وعندما بلغ العشرين من عمره ألف كتابه «القانون في الطب»، الذي وصف فيما بعد بأنه «الإنجيل الطبي» وحقق ابن سيناء بعد ذلك شهرة كبيرة، حتى صار وزيرا للأمير شمس الدين البويهي، لكن مقامه في همدآنإلا أنه لم يطل به المقام بها بعد وفاة شمس الدولة، حيث واجه العديد من المصاعب بلغت ذروتها بسجنه، لولا استطاعته الهرب إلى مدينة أصفهان، التي استقر بها مدة 14 عاما في طمأنينة نسبية، وحظي برعاية أميرها علاء الدولة، أنهى خلالهما كتابيه «القانون في الطب» وكتاب «الشفاء».

ألف ابن سينا 276 كتاب،لم يتبقى منها سوى 68 مؤلفًا، كما حارب ابن سينا التنجيم وبعض الأفكار السائدة في عصره في بعض نواحي الكيمياء، وخالف معاصريه، وأثبت خطأ إمكانية تحويل بعض الفلزات الخسيسة إلى الذهب والفضة وكان يقول: إن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ والزلل.

وتعمق ابن سينا، في علم الفلك، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها أحد، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، بالإضافة إلى أبحاثه الهامة في طبقات الأرض «الجيولوجيا»، ودراساته العلمية الجادة بمجال النباتات الطبية، وقد صنف الأدوية في 6 مجموعات، كان لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه «القانون في الطب»، نحو 760 عقَّارًا التي رتبها أبجديًا.

أثارت شهرة ابن سينا ومكانته العلمية حسد بعض معاصريه وغيرتهم، ووجدوا في نزعته العقلية وآرائه الجديدة في الطب والعلوم والفلسفة مدخلا للطعن عليه واتهامه بالإلحاد والزندقة، ولكنه كان يرد عليهم بقوله: «إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافرا فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على ظهر الأرض».

توفى ابن سيناء في أصفهان، بعدما أصاب المرض جسده، واشتدّ عليه، حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعاً ويشفى أسبوعاً، وأكثر من تناول الأدوية، قبل أن يتوقف عن تناولها نهائيًا فأهمل نفسه وقال: «إن المدبر الذي في بدىء عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعنّ المعالجة»، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلبا للمغفرة، وغادر عالمنا في 21 يونيو 1037م، وهو في عمر الثامنة والخمسين ودفن في «همدان» بإيران.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك