يسرى الجندى يكشف أسباب غيابه عن الدراما: حبس أعمالى فى الأدراج أفضل من إهانة اسم وتاريخ صنعتهما فى نصف قرن - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يسرى الجندى يكشف أسباب غيابه عن الدراما: حبس أعمالى فى الأدراج أفضل من إهانة اسم وتاريخ صنعتهما فى نصف قرن

حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الخميس 21 فبراير 2019 - 10:19 م | آخر تحديث: الخميس 21 فبراير 2019 - 10:19 م

* المناخ الحالى طارد للإبداع.. ومستعد للتنازل عن أجرى بشرط خروج «شجرة الدر» للنور بشكل لائق ومحترم
* غادة عبدالرازق ممثلة مجتهدة لكن سلاف فواخرجى الأنسب لتقديم «شجرة الدر»
* جهات عربية ومصرية أبدت حماسها لإنتاج المسلسل بميزانية لا ترقى لحجمه.. وبعض المنتجين العرب استغلوا الأزمة فبخسوا حقوقنا
* حال الدراما «لا يسر عدو ولا حبيب».. ولن ينصلح حالها إلا بعودة الروح لماسبيرو


«أستعد لاستقبال الموت، ولست متلهفا على شىء، وما لم يتوافر لورقى الظروف الملائمة، فلتسكن الأدراج أبد الدهر».. بهذه الكلمات التى تحمل بداخلها مشاعر غاضبة، وناقمة، تحدث الكاتب الكبير يسرى الجندى عن مسلسل «شجرة الدر»، المعطل تنفيذه منذ سنوات، ويتردد أن هناك محاولات لخروجه للنور خلال الفترة المقبلة، وأن الفنانة السورية سلاف فواخرجى تستعد للحضور للقاهرة لبدء تصوير المشاهد الأولى لهذا المسلسل التاريخى، ونظرا لغياب الكاتب يسرى الجندى عن الدراما أكثر من 6 سنوات متتالية، كان معه هذا الحوار للحديث عن تفاصيل المشروع.
يقول يسرى الجندى لـ«الشروق»: هناك رغبة حقيقة لدى أطراف كثيرة وجهات إنتاج عربية ومصرية لخروج مسلسل «شجرة الدر» للنور، لكنى رفضت، فالمناخ العام مقلق، وطارد للإبداع، وهناك أزمة شديدة فى الإنتاج والتسويق، وأشياء كثيرة لم تحمسنى على الموافقة.

* إذا كانت هناك جهات متحمسة.. فلماذا ترفض خروجه للنور؟
ــ المشكلة أن العمل مكلف للغاية، فهو مسلسل تاريخى ضخم، بحاجه لملابس وديكورات، وعدد كبير من الممثلين، ولكن نظرا للأزمة التى تمر بها الدراما المصرية، فقيمتنا فى السوق انحطت، وشعرت بعض جهات الإنتاج العربية بأزمتنا فبدأوا يبخسوا بحقوق الناس، وبدأوا يشترون ويبيعون فينا كما يشاءون، حتى الجهات الإنتاجية المحترمة، فلديها تخوفات مما يحدث فى سوق الدراما، فإذا كانت الأم الكبيرة، مصر، تعانى فما بال المنطقة العربية كلها.

* هل حاول البعض تقليل أجرك فأثار غضبك؟
ــ بالعكس تماما، فقد أعلنت أننى مستعد للتنازل عن أجرى كاملا، وانا صادق فيما أقوله تماما، المهم أن يخرج العمل بشكل يليق به وبحجمه، كما حدث مع أعمالى التاريخية الأخرى، مثل «سقوط الخلافة»، و«خيبر».

* ألا ترى أنه من الأفضل أن يخرج المسلسل للنور حتى لو بميزانية متوسطة خير من البقاء فى الأدراج؟
ــبالعكس، فإذا خُيرت بين هذا وذاك، لاخترت أن تبقى أعمالى بالأدراج، أبد الدهر، ولا تهان، ولا يهان معها اسمى وتاريخى الذى صنعته على مدى نصف قرن من الزمان، فالحمد لله فأنا وصلت لمرحلة لا تجعلنى متلهفا ولا متكالبا، على أى شىء، فأنا رجل على مشارف الموت، وانظر لتاريخى وأعمالى بكل فخر وتقدير، واذا أراد أحد أن ينتج عملا لى، فيجب ان يدرك اننى لن أقبل بمسك العصا من منتصفها، فإما يتم توفير كل الظروف والامكانيات المطلوبة، وإما لا.

* لكن ما تفسيرك حول انتشار أخبار عن قرب خروج المسلسل للنور وحضور سلاف فواخرجى للقاهرة والصراع بينها وبين غادة عبدالرازق حول الدور؟
ــ لا أعلم، فأنا أقرأ كغيرى هذه الأخبار، وحاليا لا يوجد تواصل بينى وبين أى أحد بخصوص أى عمل من أعمالى فانا لدى مسلسلان هما «شجرة الدر» و«همس الجذور»، يسكنان الأدراج بعد أن أعلنت موقفى صراحة، وبدون أى مواربة، عن رؤيتى فى شكل انتاج المسلسلين، والحديث حول حماس سلاف فواخرجى للعمل، فهذا أمر ليس بجديد، خاصة أننى أراها الأنسب للدور، فمع احترامى وتقديرى للفنانة غادة عبدالرازق فهى ممثلة مجتهدة ومطيعة وتذاكر دورها جيدا، لكنى لا أرها مكسبا كبيرا فى العمل، فشكل الشخصية مناسب اكثر لسلاف رغم انها اكتسبت وزنا اضافيا فى الفترة الأخيرة، لكن اذا تمت الاستجابة لشروطى فأعتقد انها ستبذل قصارى جهدها لتعود لصورتها الاولى.

* ما رأيك فيما يردده البعض أن سلاف فواخرجى لم يعد لها سوق بدليل فشل منتج آخر مسلسلاتها المصرية «خط ساخن» فى تسويقه؟
ــ سلاف تعرضت لظلم بيِن بسبب رأيها فى الصراع السياسى الذى يحدث فى سوريا وإعلان تأييدها للنظام السورى، فهذا الرأى جعلها تدفع ثمنا كبيرا بسببه، بطريقة غبية ومبالغ فيها، لكن الأيام تتغير والأحوال تتبدل، وهى لم تتوقف عن التمثيل، وأمر رائع أن تخوض سوريا كل هذه الحروب، ونجد انتاجا فنيا رائعا وكبيرا من قبل مؤسسة السينما السورية وهى جهة حكومية، فى دلالة كبيرة على أهمية الفن ودوره فى المجتمع.

* ماذا لو كان هذا العمل فى بداية مشوارك هل كنت تتمسك بنفس شروطك، أم كنت ستتنازل كما يحدث الآن مع كثير من جيل المؤلفين؟
ــ لا يمكن المقارنة بين بدايتى أنا وزملائى أمثال الراحلين أسامة انور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن، أو الباقون على الحياة أمثال محمد جلال عبدالقوى وعاطف بشاى وغيرهم، مع الجيل الحالى، الذى يقدم كل التنازلات واحيانا طواعية، فنحن كان لدينا حدود، وأهداف واحلام كبيرة نسعى لتحقيقها، ومشوارنا لم يكن هينا ولا بسيطا، ودفعنا ثمنا كبيرا، وخضنا حروبا كثيرة، ولكن للأسف هذا الجيل معظمه متخاذل، وطيع فى يد من يحركه، وقليل منهم صاحب رأى ورسالة، وانا عن نفسى كتبت مقالة عن 3 مؤلفين ومخرجين رأيتهم مبشرين جدا، لكن سرعان ما انطفأ نجمهم، لأن المناخ طواهم تحت جناحه، وهكذا يحدث مع كل مبدع حقيقى، بدليل اقصاء جيل كامل من المشهد واجباره على الجلوس فى بيته رغم تاريخهم الطويل والمشرف بحجة اتاحة الفرصة للشباب.

* ما رأيك فيما يردده البعض أن جيلك من المؤلفين يتعالون على الجيل الحالي؟
ــ إذا كنا نلوم بعض أبناء الجيل الحالى من تقديمهم تنازلات كبيرة، فهذا لا يعنى أبدا اننا نتعالى عليهم، بالعكس، فيصعب علينا ان ما حققناه من نجاح كبير، وما قدمناه من اعمال كثيرة وقيمة لا يتم الاستفادة منها، وكنا نتمنى ان يواصل الجيل الحالى تحقيق نجاح آخر كبير، برؤية وأفكار تحمل بصمتهم الخاصة، وفى كلامى أشرت إلى أن هناك نماذج جيدة ومبشرة، فمصر بخير ولدينا عدد كبير من المبدعين، لكن الذى حدث أن الدراما المصرية تم ضربها عمدا، بتسطيحها، وإتاحة المجال والفرصة للأعمال الرديئة على حساب الأعمال القيمة، والمناخ أصبح خانقا أمام أى مبدع.

* أخيرا.. كيف ترى التحولات التى تشهدها سوق الدراما المصرية؟
ــ لن يتم تصحيح الأوضاع الا بعودة الروح لماسبيرو، وعودة الحياة لقطاع الإنتاج، هذا القطاع الذى كان بمثابة رمانة الميزان لسوق الدراما التليفزيونية، وكان يصدر اعمالا كبيرة وهامة لكل الدول العربية وغيرها، وكان لا يقبل إلا الأعمال الجيدة، وكانت هناك تنافس حقيقى وصراع حول تقديم الأفضل، فالمتوسط لا مكان له، أما ما يحدث حاليا فالدراما تتحول لتجارة، والسيطرة على الانتاج بهذا الشكل بغرض تحقيق مكاسب مالية كبيرة، على حساب قيمة العمل، بدليل غياب انتاج اعمال درامية كبيرة سواء دينية أو تاريخية أو حتى اجتماعية بحجم «بوابة الحلوانى» و«ليالى الحلمية» وعليه لن يحل أحد محل ماسبيرو وليس مطلوبا، وعلى الدولة أن تعى أهمية الدراما المصرية المادية والادبية والمعنوية، فالدراما الجيدة قادرة على تحقيق دخل كبير لمصر، مثلما فعلت السينما فى يوم من الأيام وكانت ثانى مصدر للدخل القومى بعد القطن، ولذا فالدراما المصرية بحاجة لقرار سياسى لحل مشاكل ماسبيرو وخروجه من الازمة، لأن حالة الصمت التى نشهدها طالت والازمة تشتد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك