اكتشفت دراسة جديدة منشورة في المجلة الطبية البريطانية، أن الدهون الموجودة في الأسماك بأنواعها تساعد على تمتع الإنسان بصحة جيدة بعد تقدمه في العمر، ووصوله إلى مرحلة الشيخوخة.
ووفقاً لمجلة التايم الأمريكية، فقد قالت الدراسة إن الدهون الصحية وأحماض أوميغا 3 الموجودة في الأطعمة مثل الأسماك والمكسرات والخضراوات الورقية، تساعد الجسم على أن يحارب الأمراض المختلفة في سنوات الشيخوخة، ويحميه من أن يكون عرضة لأمراض تقدم العمر.
واهتمت الدراسة بتأثير تناول تلك المأكولات والأسماك بصفة خاصة على تمتع الشخص بما وصفته بـ"شيخوخة صحية"، أي الحياة دون الأمراض المزمنة التي تصيب الأشخاص بكثرة في مثل هذا السن، مثل أمراض القلب والخرف، ومدى ارتباطها بوصول الأشخاص إلى سن الخامسة والستين وهم يتمتعون بصحة جيدة.
وفحص الباحثون أكثر من 2600 شخص من كبار السن الذين يبلغ متوسط أعمارهم 74 عاماً، وحصلوا على عينات دم منهم لقياس مستويات أحماض أوميغا 3، في الوقت نفسه، ملأ هؤلاء الأشخاص استبيانات غذائية مفصلة، وفي النهاية وجدت الدراسة أن الأشخاص الذي ترتفع مستويات هذه الأحماض في دمائهم هم أقل عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة بنسبة أقل بحوالي 18% تقريبا مقارنة بنظرائهم.
واهتمت الدراسة بتناول الأسماك البحرية بشكل خاص لأنها أثبتت قدرتها على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ووظائف الإدراك، كما اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين قالوا إنهم يتناولون حصتين من الأسماك أسبوعياً لديهم مستويات أعلى من أوميغا3 مقارنة بغيرهم.
في الوقت نفسه، لم تقلّل الدراسة من فضل تناول النباتات التي تحتوي على الأوميغا 3 مثل الجوز وبذور الكتان في تعزيز صحة الإنسان، ولكن قالت إنها تتم معالجتها داخل جسم الإنسان بطريقة مختلفة عن معالجة الدهون الموجودة في الأسماك، وبالتالي فإن تناول كلاً منهما يؤدي إلى نتائج مختلفة.
لم تتمكن الدراسة من إثبات أن تناول الأسماك سيكون سبباً مباشراً في تمتع الإنسان بشيخوخة صحية، ولكنها اتفقت مع العديد من الأبحاث والدراسات الأخرى التي تؤكد على ضرورة وجود الأسماك ضمن النظام الغذائي الصحي للإنسان وخاصة كبار السن، لما لها من فوائد عظيمة.