قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن مصر شهدت تطورًا كبيرًا، خلال الفترة الحالية، ومن أبرز تلك التطورات، حدوث نمو في الوعي المجتمعي ووعي وإدراك الناس لدورهم تجاه الوطن.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، خلال ندوة بعنوان «الشباب وبناء الدولة.. نحو تفعيل دور الشباب في إطار استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030»، اليوم الأحد، بمشاركة علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، ومحمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية وعضو مجلس النواب، والدكتورة جهاد عامر نائب رئيس الاتحاد العربي؛ لإعداد القيادات الشبابية وعضو مجلس النواب، وبحضور نواب رئيس جامعة القاهرة والأساتذة والطلاب، اليوم الأحد، أن دور الشباب هو الأبرز والأهم في التغيير ومساندة الدولة واستقرارها وصنع مستقبل الوطن، مؤكدًا على دور الشباب في مشاركة الحكومة في صنع المستقبل.
وأوضح «الخشت»، أن الدولة ليست هي الحكومة فقط، فالدولة تشمل الشعب والأقليم والحكومة، والشعب هو الركن الأول في تركيبة الدولة، والأقليم يتمثل في التقسيم الجغرافي والحدود وموارد الدولة، والحكومة بالمعنى العام، هي السلطة التنفيذية التي تتمثل في مجلس الوزراء، وهناك السلطة التشريعية التي تتمثل في البرلمان، كما أن هناك السلطة القضائية.
وقال «الخشت»، إن الجامعة لها دور كبير وطويل في توعية الشباب وكل فئات المجتمع فيما يتعلق بمتطلبات الدولة الوطنية، وتابع، «بعد ثورة 25 يناير 2011 غابت الدولة، وغاب النظام والأمان، ولم تكن هناك الضوابط التي تحكم النظام».
وأشار «الخشت» إلى، أنه نتيجة لذلك خرج الشباب والشعب المصري إلى الشوارع من أجل تقليل غياب الدولة وعمل لجان شعبية ليعوض دور الدولة في تحقيق الأمن، مضيفًا أن الجامعة قامت بعمل سلسلة ندوات تحت عنوان «الطريق إلى الدولة المصرية».
وأوضح «الخشت» قائلًا: «قمت بتأليف كتاب فلسفة المواطن وأسس بناء الدولة الحديثة، لبيان المقومات التي تقوم بها الدولة الحديثة»، متابعًا، أن الجامعة الآن لها رؤية مجردة في هذا الإطار، حيث عملت على تكوين مجلس الثقافة والتنوير الذي يضم نخبة من قادة الرأي والمفكرين الذين يضعون السياسات والطرق العامة التي تسير عليها الجامعة في خطواتها التنويرية المقبلة، فهي ليست فقط لتنوير العقول لمواجهة الإرهاب، بل هي أسس تنص على عدم التمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون.
واستطرد «الخشت»، «وثيقة التنوير والثقافة نصت على الحرية الأكاديمية وحرية الرأي، ومن ثم دشنت الجامعة الصالون الثقافي الذي يستضيف أجيال مختلفة من الشباب والشيوخ، لعمل حوارات مع الطلاب للتوعية لمفهوم الدولة والمجتمع ودور الفرد في الدولة، فالدولة تتكون من مجموعة من الأفراد، فإذا لم يتغير الأفراد لن تتغير الدولة».
وأردف «الخشت»، أن الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية منصوص بها في أي دستور، مشيرًا إلى أن أي دولة لابد من الحديث عن حقوق الناس وواجباتهم، حيث أنه على سبيل المثال حق الناس في التأمين وفي المقابل واجبهم في دفع الضرائب وأكد أن أول وظيفة للدولة، هي صيانة السلام والاستقرار، وللدولة الحق في استخدام القوة لتطبيق القانون لضبط حركة المجتمع وتنظيم عملية الموارد الطبيعية لخدمة مصالح المجتمع وإدارة العلاقات الدولية.