جامعة كولومبيا.. تاريخ طويل من الحراك الطلابي الداعم لفلسطين - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 1:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جامعة كولومبيا.. تاريخ طويل من الحراك الطلابي الداعم لفلسطين

هدير عادل
نشر في: الجمعة 26 أبريل 2024 - 3:51 م | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2024 - 3:51 م

تتصدر جامعة كولومبيا في نيويورك حاليا الحراك الطلابي الداعم لفلسطين الذي تشهده الجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، فمن حرم تلك الجامعة العريقة انطلقت الشرارة التي أشعلت احتجاجات امتد صداها خارجيا ليلحق طلاب في جامعات بفرنسا وأستراليا بهذا الحراك المندد بالعدوان على غزة.

وفي حين تعيد الاعتقالات التي شهدتها ساحة جامعة كولومبيا ذكريات المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام في الحرم الجامعي ذاته قبل أكثر من 50 عاما، إلا أن لتلك الجامعة تاريخ طويل مرتبط بدعم فلسطين، نستعرضه من خلال التقرير التالي.

* تاريخ احتجاجي طويل

وفقاً لموقع "فوكس" الأمريكي، تتماشى الحملات القمعية التي شهدها الحرم الجامعي مع التاريخ الطويل للحركة الطلابية المناصرة لفلسطين والتي بدأت قبل نكبة عام 1948.

وخلال تقرير منشور عبر موقعه الإلكتروني، أوضح "فوكس" أن الطلاب والجماعات الموالية لإسرائيل راقبت النشطاء من الطلاب وعملت على استقاء معلوماتهم الشخصية، وأساءت وسائل الإعلام في بعض الأحيان عرض مظاهراتهم، كما عاقب المسئولون الإداريون وسلطات إنفاذ القانون الطلاب بالمراقبة أو تعليق دراستهم أو المعارك القانونية طويلة المدى والتهديدات بسجنهم.

وقال ديلان سابا، المحامي في منظمة فلسطين القانونية، التي تدافع عن الطلاب المؤيدين لفلسطين أمام المحاكم،: "في الوقت الحالي، نشهد تفاقماً لاستراتيجية طويلة الأمد لقمع المنظمات المؤيدة لفلسطين في حرم الجامعات".

وأضاف: "بدلاً من السماح بالنقاش في حرم الجامعات – والسماح للمنظمات الطلابية بتسليط الضوء على ما يحدث للفلسطينيين – اتخذ قادة الكليات نهج محاولة سحق المنظمات والتعبير تماماً".

وبحسب "فوكس"، لطالما كانت الحركة الاحتجاجية الطلابية المؤيدة لفلسطين – وقمعها – محل جدال بشأن حدود انتقاد إسرائيل والصهيونية في الجامعات، وتعريف معاداة السامية، ومن الذي يُسمح له ولا يُسمح له بممارسة حرية التعبير والتجمع بشكل كامل.

* جذور مبكرة للحراك الطلابي من أجل فلسطين

وأشار موقع "فوكس" إلى أن الحراك الطلابي من أجل فلسطين يسبق "النكبة الفلسطينية" عام 1948 ، حيث شكل طلاب الطب والأطباء العرب في الولايات المتحدة "جمعية فلسطين المناهضة للصهيونية" (التي أطلق عليها لاحقاً الجامعة الوطنية العربية" عام 1917 للاحتجاج على "وعد بلفور"، وهو بيان للحكومة البريطانية دعا لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين.

ونشرت المجموعة كتاباً ضد الصهيونية عام 1921، كما أدلت بشهادتها أمام الكونجرس ضد إنشاء دولة صهيونية. وقد صارع الطلاب كل من الحركة الصهيونية والصور السلبية للعرب التي كانت تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وقبل مائة عام، قال اثنان من أعضاء المجموعة للكونجرس ما يقوله الطلاب المؤيدين لفلسطين في شتى أنحاء أمريكا اليوم: "الفلسطينيون ليسوا متخلفين كما يصورهم الصهاينة. يحق لهم الحصول على فرصة لبناء وطنهم".

وقد تنامى الحراك الطلاب من أجل فلسطين مع نشاط الحركة الطلابية ضد حرب فيتنام.

وبحسب "فوكس"، عرضت صور اعتقالات الأسبوع الماضي في كولومبيا جنباً إلى جنب مع تلك التي ترجع لعام 1968، عندما اقتحم نحو ألف من ضباط الشرطة، بعضهم يمتطون الخيول ويحملون الهراوات، حرم كولومبيا الجامعي لاعتقال الطلاب الذين يحتجون على الحرب والسياسة الخارجية الأمريكية.

وشهدت العقود القليلة التالية تشكيل مجموعات مختلفة موالية لفلسطين، من بينها تنظيم الطلاب العرب، ورابطة خريجي الجامعة العربية الأمريكية، والاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين. واختفت العديد من المنظمات بعد اتفاقيات أوسلو، وهي الجهود التي قادتها أمريكا للتوسط في سلام بين إسرائيل وفلسطين مطلع التسعينيات.

* الوجه الحديث للحراك الطلابي

تعتبر منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" أحد منظمات رئيسية تقود الاحتجاجات من أجل فلسطين في حرم الجامعات الأمريكية. وقد نظمت بعض المعسكرات التي ظهرت في حرم جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر، حظر المسئولون بعض من الجماعات التابعة للمنظمة أو علقوا نشاطها، بزعم أن مظاهراتهم وشعاراتهم وهتافاتهم الاحتجاجية انتهكت سياسات الكليات.

وقد أعادت المنظمة تنشيط جهود دعم ومناصرة فلسطين عندما جرى إطلاقها في جامعة كاليفورنيا بيركلي مطلع التسعينيات، حيث كانت تجرى محادثات بشان تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ورسم الطلاب أوجه تشابه مع فلسطين.

لكن ما حدد معالم المنظمة اليوم كانت تصرفاتها في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 والتي قاوم فيها الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة الاحتلال الإسرائيلي.

* سحب الاستثمارات

في سياق متصل، أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية أنه في ظل انتشار الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في شتى أنحاء الجامعات الأمريكية، ظهر مطلب وحيد للطلاب: سحب الاستثمارات من إسرائيل.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الجامعات تعتمد على الهبات لتمويل أشياء مثل الأبحاث والمنح، وتستثمر تلك الهبات عادة في شركات وفئات الأصول البديلة، مثل الأسهم الخاصة وصناديق التحوط.
وتعتبر الدعوات لسحب الاستثمارات مطالب لبيع الاستثمارات في الشركات المتورطة في الحرب.

وفي كولومبيا، يطالب الطلاب الجامعة بإسقاط استثماراتها المباشرة في الشركات التي تجري أعمالاً تجارية في إسرائيل أو معها، بما في ذلك أمازون وجوجل، اللتان تعتبران جزءاً من عقد حوسبة سحابية بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية.

ومايكروسوفت، التي تستخدم وزارة الدفاع والإدارة المدنية الإسرائيليتين خدماتهما، ويستفيد متعاقدو الدفاع من الحرب مثل "لوكهيد مارتن"، التي أفادت، يوم الثلاثاء، بزيادة أرباحها بنسبة 14%.
كما خرجت دعوات مشابهة من جامعتي كاليفورنيا وييل، حيث يدعو الطلاب المسئولين عن الجامعتين إلى سحب الاستثمارات من شركات تصنيع الأسلحة تحديداً.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك