استكمالا للتظاهرة الحاشدة التي جرت الأسبوع الماضي، تستمر التظاهرات في صربيا، بعد أن احتشد آلاف الصربيين للتجمهر تحت الثلوج، في شوارع العاصمة بلجراد، مطلع الأسبوع الجاري، مطالبين بتنحي الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، وحكومته، وإنهاء الحكم الديكتاتوري، تحت شعار "أوقفوا القمصان الملطخة بالدماء"، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وسار المتظاهرون في وسط المدينة، وتجمهروا أمام مكاتب الرئاسة ومبنى الإذاعة الحكومية "أر.تي.إس"، وفقا لما ذكره موقع "داناس دوت أر إس" الإخباري.
التظاهرة التي تعتبر الثانية من نوعها في أسبوع واحد، والأكبرحجما للمعارضة منذ عام احتجاجات 2017، التي نشبت نتيجة فوز فوتشيتش بالرئاسة، جاءت ردا على موجه العنف التي تشنها الحكومة ضد منتقديها ومعارضيها، بعدما تعرض زعيم حزب اليسار، والمعارضة الصربية، بوركو ستيفانوفيتش، للهجوم بقطب معدني من قبل رجال مجهولين يرتدون قمصانا سوداء الشهر الماضي، ما أدى لإصابته بجروح بالغة، بالإضافة لاتهامات المعارضة لفوتشيتش، بموالاته للإتحاد الأوروبي بسعيه لأن تدخل صربيا الاتحاد، والاستبداد والتحكم في الإعلام واستخدامه لشن حملات ضد خصومه.
بعد التظاهرة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي، أعلن فوتشيتش عن رفضه تلبية مطالب المعارضة بضمان حرية الإعلام، وانتخابات نزيهة، معلقا: "حتى وإن تظاهر 5 ملايين شخص في الشارع"؛ الأمر الذي دفع معارضيه لوضع لافته كتب عليها "واحد ضد 5 ملايين"، ما ساهم في تأجيج الشارع الصربي.
يذكر أن صربيا تعيش في أجواء دولية متوترة مع جارتها كوسوفو، بعد انفصال الأخير عنها منذ ما يقرب الـ 10 سنوات، وتصاعد حدة التوتر بينهما بعدما أعلنت كوسوفو، بالأمس، عن تكوين جيش كوسوفي مستقل يتكون من 5000 جندي، وسط رفض تام من الحكومة الصربية، وتحذيرات أعقبها تهديد باحتمال تدخل صربيا عسكريا في حالة تكوين إقليم كوسوفو جيشا مستقلا.