«وثائق من حياة ساحر الألحان» في احتفال بيت الغناء العربي بمئوية محمد فوزي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:46 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«وثائق من حياة ساحر الألحان» في احتفال بيت الغناء العربي بمئوية محمد فوزي

صالون مقامات يحتفل بمئوية الفنان محمد فوزي - عدسة أحمد عبدالجواد
صالون مقامات يحتفل بمئوية الفنان محمد فوزي - عدسة أحمد عبدالجواد
حاتم جمال الدين:
نشر في: السبت 15 ديسمبر 2018 - 3:35 م | آخر تحديث: السبت 15 ديسمبر 2018 - 3:35 م

احتفل صالون "مقامات" الذي ينظمه بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك في شارع المعز لدين الله الفاطمي بمئوية ساحر الألحان محمد فوزي، وذلك من خلال أمسية فنية خاصة أُقيمت مساء الخميس الماضي، استضافت فيها الإذاعية الدكتورة إيناس جلال الدين مدير ومقدم الصالون، الناقد والمؤرخ الفني أشرف غريب، الذي استعرض في سياق حديثه أهم المحطات في حياة "فوزي" منذ مولده في كفر أبو هندي بمحافظة الغربية، حتى رحيله في عام 1966.

كما تحدث عن تكوينه الفني ونشأته وكيف أثرت على ألحانه واختياراته الفنية بوجه عام، وتوقف غريب عند أهم الأحداث التي مرت في حياة الفنان الراحل، والتي كانت بمثابة تحولات مهمة في مشواره كمطرب وملحن وممثل ومنتج فني.

وأشار إلى الخلاف الدائر على تاريخ ميلاده، والذي استطاع حسمه بالوصول إلى شهادة ميلاد "فوزي" الأصلية، والتي سينشر صورة منها في كتابه الذي يستعد لإصداره تحت عنوان "وثائق في حياة محمد فوزي"، قائلا بشكل قاطع إن محمد فوزي ولد في 19 أغسطس من عام 1918، في محافظة الغربية، ووالده فوزي حبش عبد العال الحو، كان رجلا ميسور الحال إلى حد ما، وكان صاحب صوت جميل في قراءة القرآن، وكان يجتمع مع أصدقائه في المناسبات ليتلو القرآن والتواشيح والابتهالات، ولم يرتزق منه كما زعم البعض.

وذكر "غريب" أن محمد فوزي كان يغني الأناشيد في المدرسة، ويحول المناهج إلى أناشيد؛ ما لفت نظر أستاذه عباس الخراجلي، الذي وجهه لضرورة تعلم أصول الموسيقى، وأرسله إلى صول بالمطافي يدعى محمد الخربطلي، وكان أحد عناصر موسيقى الشرطة، مردفا: "على يد الخربطلي تعلم فوزي العزف على العود وأصول المقامات والقوالب الموسيقية، ومن خلال مشاركاته في حفلات المدارس سمعه مصطفى العقاد، وكان صاحب منصب في معهد فؤاد الأول، وذلك أثناء إحدى الحفلات في شبين الكوم، وجاء به للدراسة في المعهد ما بين عامي 1935 و1936".

وذكر أن حياة "فوزي" العملية بدأت من خلال العمل في مسارح بديعة مصابني وفاطمة رشدي، بعدها دخل مجال السينما، الذي مثل فيه أحد فرسان الكوميديا الموسيقية والتي كانت شائعة على الشاشة الكبيرة بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن "فوزي" جاب المدن والقرى، وغنى في الموالد كغيره من المطربين القادمين من الريف؛ ما أكسبه قدرة على التلون والتنوع.

وأكد "غريب" أن الاتهامات التي طالت محمد فوزي لم تكن موضوعية، وكانت لأسباب أخرى غير الفن، فهو لم يكن أبدا فنانا محدودا كما ادعى البعض، وأنه لم يأخذ في عصره ما يستحقه لأنه جاء بين عصري محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، ولم يحظ بدعم المؤسسات الرسمية مثلهما، موضحا أنه من بين الفنانين الذين ظلمتهم ثورة بسبب رهانهم على الرئيس محمد نجيب، كما حدث مع ليلى مراد التي أُجبرت على الاعتزال.

وتحدث عن خلافه مع محمد عبد الوهاب، الذي وصفه بالخلاف الشريف، حيث كانا يسهران معا وفي الصباح يختصما أمام المحاكم، وذلك بسبب انحياز فوزي القوي لحقوق المؤلف والملحن، وهي الحقوق التي لم يكن يراعيها عبد الوهاب كثيرا كمنتج فني، حسب تعبير "غريب".

وأوضح أن خلاف عبد الوهاب مع فوزي، بدأ عندما علم عبد الوهاب بأنه يعتزم ترشيح نفسه رئيسا لجمعية المؤلفين والملحنين التي كان عبد الوهاب رئيسها المطلق منذ تأسيسها، ودفع "عبد الوهاب" بمرشح آخر هو الشاعر أحمد رامي، ولكن "فوزي" فاز باكتساح، وحصل على 101 صوت مقابل 11 صوتا لـ"رامي"، مضيفا أنه حصل على أصول تفريع أصوات هذه الانتخابات وسيضمن صورها منها في كتابه عن فوزي.

ورغم اهتمام صالون مقامات، بالموسيقى والغناء في المقام الأول إلا أن أفلام محمد فوزي كانت حاضرة في ليلته بقصر بشتاك، فقد استعرض "غريب" ملامح منها، قائلا إنه أكثر المطربين الرجال تواجدا على الشاشة الكبيرة، فقدم 36 فيلما، 80% منها من إنتاجه، وقدم 34 فيلما بين عامي 44 إلى 56، وخلال الـ10 سنوات الأخيرة من عمره فيلمين فقط، مضيفا أن معظم بطلات أفلامه مطربات وفنانات استعراضيات يجدن الغناء، وقدم معهن دويتوهات غنائية في سياق دراما تلك الأفلام، كما غنى أيضا الترويهات.

وأكد غريب، أن جميع أفلام "فوزي"، تصنف تحت اسم "الكوميديا الغنائية" التي كانت سائدة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو كان واحدا من ألمع نجوم هذه الموجة من الأفلام على الشاشة العربية.

وألمح المؤرخ الفني أشرف غريب، إلى السنوات الـ10 الأخيرة من حياته، والتي وصفها بالسنوات العجاف، وهي بين عامي 56 و66، تلك الفترة التي قدم خلالها فيلمين فقط، بينما تعرضت شركة الإنتاج الخاصة به إلى تأميم جزء كبير منها، بجانب تعرضه لمضايقات مستمرة من قبل أحمد أبو الفتوح شوقي المدير الذي عينته إدارة الحراسات، ووصلت إلى حد أنه لم يقدم أية شروط للخروج من الشركة.

وقال غريب، إن فوزي في تلك السنوات داهمة مرض السرطان، ولم يكن العلم قد اكتشفه بشكل محدد، حتى أن الأطباء أطلقوا عليه مرض محمد فوزي، وسافر إلى أمريكا لتلقي العلاج ولكن تمكن منه المرض ورحل في 12 أكتوبر من عام 66.

شهد الاحتفال بمئوية محمد فوزي حضور جماهيري كبير، فقد امتلأت القاعة عن آخرها، وكان من بين الحضور الإذاعي محمد إسماعيل رئيس إذاعة البرنامج الثقافي، والكاتب الصحفي طلعت إسماعيل مدير تحرير الشروق، والإذاعي الكبير عادل النادي، والفنان التشكيلي مدحت النادي، والخبيرة الاقتصادية ضحى عبد الحميد.

وقدمت الفرقة الموسيقية فاصلا لأغاني محمد فوزي، غناها المطرب أحمد الوزيري، ومنها "وطني أحببتك، والشوق، وداري العيون، وفين قلبي، وتعب الهوى قلبي، وتملي في قلبي، وايو الله، وليا عشم وياك"، كما شارك مع المطربة أنغام مصطفى في تقديم دويتو "شحات الغرام"، فيما قدم الفنان الواعد "مؤمن"، 13 سنة، أغنية "حبيبي وعنيه" وسط إعجاب الجمهور.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك