في جزر هاواي الشمالية الغربية النائية، في أمريكا، اكتشف العلماء ظاهرة عجيبة لم يجدوا لها تفسير حتى الآن، فقد لاحظوا عددا من كلاب البحر يتدلى من أنوفها تعابين، تسمي ثعابين السمك، في مناطق متفرقة من الجزر.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يقول كلير سيميوني، الخبير البيطري في جزر هاواي، بعد مشاهدته مؤخرا ثعبان سمك طويل أبيض وأسود يتدلى من فتحة الأنف اليمنى لكلب بحر " هذا أمر مروع للغا ية أن يصبح حيوان عالقا في أنف حيوان آخر".

وكان برنامج أبحاث كلب البحر في هاواي، التابع لجامعة المحيطات والغلاف الجوي، قد نشر هذا الأسبوع، صورا عن الظاهرة النادرة، تم التقاطها هذا العام في جزر هاواي النائية، ولم تزل تحير العلماء حتى الآن.

تقول الصحيفة إن الظاهرة بدات منذ حوالي عامين، عندما استيقتظ، العالم البارز في برنامج حيوانات كلاب البحر، ليتان، على رسالة إلكترونية غريبة من الباحثين في هذا المجال، يخبروه بالظاهرة الغريبة، حيث قال آنذاك إن الأمر لم يستغرق وقتا طويلا، ولم يكن هناك سوى بوصتين فقط من ثعبان السمك، لا يزالان يخرجان من الأنف؛ ليخرج بعد دقيقتين ثعبان سمك ميت وثلاثة أقدام ونصف القدم من فتحة أنف كلب البحر.

يقول ليتان، إنه منذ ذلك الوقت، تم الإبلاغ عن 3 أو 4 حالات على الأقل، موضحا أنه في كل حالة كانت تتم إزالة الثعابين بنجاح، وأضاف أن العلماء لايزالون لا يعرفون سبب حدوث ذلك فجأة معبرا "سترى بعض الأشياء الغريبة جدًا إذا كنت تشاهد الطبيعة لفترة طويلة وقد ينتهي الأمر بتقاعدنا وعدم تمكننا من إيجاد تفسير لها بعد مرور 40 عامًا من الآن، ونظل نتساءل كيف حدث ذلك".

يقول الباحثون إن تلك الظاهرة التي تلحق بكلاب البحر المهددة بالإنقراض، ليست بفعل الإنسان، لأن جميع الحالات تم الإبلاغ عنها في جزر بعيدة لا يذهب إليها سوى العلماء، لذا فإن العالم ليتان يفترض بعض النظريات التفسيرية للظاهرة، عن كيفية ثني ثعبان السمك الطبيعي بشكل طبيعي في فتحة أنف كلب البحر.

تفترض النظرية الأولى أن الطعام المفضل لكلب البحر هو الأسماك، الإخطابوط، والثعابين، وقد تختبئ الفريسة في الشعاب المرجانية خوفا من أكلها؛ فيضطر كلب البحر لصيدها بوجهه لعدم امتلاكه يدين، ويقول ليتان أن الدليل على ذلك إن كلاب البحر يحبون تحسس ثقوب الشعاب المرجانية، وبصق الماء من أفواههم عليها لإخراج الأشياء.

النظرية الثانية، تعتمد على إمكانية تعلق الثعبان في أنف كلب البحر لتحقيق الهرب، أو للدفاع عن نفسه، عن طريق السباحة في فتحة الأنف، لكنه لم يلبث حتى قال لنفسه "ولكن هذه النظرية ليست منطقية" !!؛ ذلك لإن كلاب البحر تمتلك خياشيم عضلية قوية تغلق بشكل انعكاسي عند الغوص في الماء للغذاء؛ ما يعيق أي حيوان من الإندفاع خلالها.

بينما يقول في النظرية الثالثة، إنه غالبا ما تجتر كلاب البحر وجباتها، فمثلا يبصق الناس أحيانًا بطريق الخطأ الطعام أو المشروبات من أنوفهم، ولكن عاد ليتان يتساءل، "كيفية تمكن الثعبان من المرور عبر الأنف بدلاً من خروجه عن طريق الفم؟!".

النظرية الرابعة، الأكثر قبولا، في رأي ليتان، هي أن الأمر ناتج عن كلاب البحر المراهقين، الذين غالبا ما ينجذبون للأشياء الشاذة، معبرا "قد يكون أحدهم قام بفعل هذا الشيئ الغبي والآن يحاول الآخرون تقليده" !!.

وأنهى حديثه قائلا "أنا أجد صعوبة في التفكير في ثعبان السمك الذي يريد شق طريقه في أنف كلب البحر".