«الجيش المصرى».. الواقع الذى حطم الأسطورة - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 2:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الجيش المصرى».. الواقع الذى حطم الأسطورة

غرفة عمليات حرب 6 أكتوبر
غرفة عمليات حرب 6 أكتوبر
إعداد ــ محمد حامد:
نشر في: الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 10:27 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 1:26 م

• «الأبحاث الإسرائيلية» تفشل مجددا فى تفسير لغز إخفاء ساعة الصفر.. مفاجأة الهجوم المصرى تبطل خرافة «الوسائل الخاصة» بالخداع الاستراتيجى

كان عامل المفاجأة فى حرب أكتوبر ــ ولا يزال ــ موضوعا للعديد من الدراسات والأبحاث العسكرية والاستراتيجية التى صدرت فى إسرائيل منذ نهاية الحرب وحتى اليوم، فى محاولة منها لتبرير الهزيمة فى الحرب، وإلقاء المسئولية فى التقصير على المخابرات العسكرية الإسرائيلية ورئيسها إيلى زعيرا.

لكن كل الدراسات الإسرائيلية المنشورة فى هذا السياق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن خطط الخداع الاستراتيجى التى نفذتها القيادة المصرية بأعلى درجات الاحتراف حالت دون تمكنهم من معرفة موعد ساعة الصفر للحرب، بوقت يسمح لهم بتوجيه ضربة إجهاض لتشكيلاتنا التعبوية التى كانت تستعد لعبور قناة السويس وتحرير الأرض.

وخلال السنوات الأخيرة صدرت كتب وأبحاث عن الأيام السابقة على اندلاع الحرب، تطرح نظرية جديدة مفادها أن رئيس المخابرات العسكرية إيلى زعيرا رفض تشغيل ما يعرف فى أوساط المخابرات بـ«الوسائل الخاصة» على الرغم من طلب رئيس الأركان الجنرال دافيد إليعازر وهى الوسائل التى كانت ستمكن إسرائيل من معرفة نوايا مصر الحقيقية من مناورة «تحرير 41»، فى مقابل آراء أخرى تؤكد تشغيل الوسائل الخاصة، وأنها لم تقدم دليلا على وجود نوايا للحرب.

فما هى ماهية تلك الوسائل الخاصة التى ظلت ماهيتها مسألة سرية لم يكشف عنها أى مسئول رسمى إسرائيلى حتى الآن؟ يقول آدام راز الباحث فى «معهد أبحاث الأمن القومى» الإسرائيلى إن الوسائل الخاصة هى أجهزة تنصت متطورة تم تركيبها على مسارات الهواتف والتلغراف فى القاهرة وأطرافها. وكانت هذه الأجهزة متطورة إلى حد أنها كانت قادرة على التنصت على المكالمات الهاتفية والتلكس. لكن العيب الأساسى لأجهزة التنصت أن تشغيلها كان يحتاج إلى استبدال البطاريات داخل الأراضى المصرية، ما يعنى احتمال اكتشاف المصريين لها وحرقها.

فى كتابه الشهير «أسطورة فى مواجهة الواقع» الذى صدر عام 1993 دافع إيلى زعيرا عن نفسه فى مواجهة الاتهامات بأنه لم يقم بتشغيل الوسائل الخاصة، وقال إنه أمر بتشغيلها قبل الحرب بأربعين ساعة، وأن المعلومات التى قدمتها لا تتناقض مع تقدير الموقف الذى قدمته للمخابرات الإسرائيلية بأن مصر لا تنوى الحرب.

وتكشف وثائق لجنة أجرانات التى رفع أرشيف الجيش الإسرائيلى السرية عنها أن القيادة العسكرية والسياسية كانت تعلق أهمية كبيرة على الوسائل الخاصة ودورها فى تحديد موعد الهجوم المصرى حتى أنه أطلق عليها شهادة ضمان لإسرائيل. فقد سأل الجنرال يجآل يادين أحد أعضاء اللجنة الجنرال يسرائيل جاليلى عن الثقة الكبيرة التى اعتمد عليها رئيس الأركان ورئيس المخابرات العسكرية بأن إسرائيل ستحصل على تحذير من نشوب الحرب. فأجاب جاليلى: عرفت بالإنجازات الكبيرة فى المجال الإلكترونى.. وقد زادت من ثقتنا بأنفسنا. وبواسطة هذه الوسائل التى أثبتت نفسها فى الماضى. حصلنا على معلومات لها أهمية كبيرة. لكن إيلى زعيرا لفت فى المقابل إلى أن هذه الوسائل الخاصة عديمة القيمة.

كان موشيه ديان أيضا يعلق آمالا كبيرة على الوسائل الخاصة؛ فخلال الجلسة التى عقدها فى مكتبه مع إيلى زعيرا سأل الأخير: هل هناك أمر خاص على خطوط المصريين؟ فأجاب زعيرا صمت مطبق.

ووفقا لأصحاب هذه النظرية فإن تأكيد زعيرا على تشغيل الوسائل الخاصة وعدم تلقى أى إشارات على نوايا المصريين للحرب دفع رئيس الأركان إلى عدم استدعاء قوات الاحتياط. فخلال جلسة الحكومة الطارئة فى ظهيرة يوم الخامس من أكتوبر قال دافيد إليعازر: «لن أستدعى قوات الاحتياط، وستنفذ الاستعدادات كلها عبر الجيش النظامى. أعتقد أننا سنتلقى معلومات أخرى عن نية المصريين شن هجوم مفاجئ. حتى لو عرفنا قبل الهجوم بـ 12 ساعة أو حتى 24 ساعة ستكون تلك مفاجأة كبرى، وأعتقد أننا لو اقتربنا من هذه المرحلة فستكون لدينا إشارات ومعلومات أخرى وسنعرف أكثر مما نعرف الآن إذا كانت لدى المصريين نية جادة للهجوم، نحن نحتفظ بقوات الاحتياط والوسائل الأخرى عندما نتلقى إشارات إضافية.

المؤرخ الإسرائيلى البارز «أورى بار يوسف» ألقى بالفشل على القيادتين السياسية والعسكرية باعتمادهما اللامحدود على الوسائل الخاصة وإهمال الوسائل الأخرى مثل مراقبة الخطوط المصرية التى أشارت إلى استعدادات غير طبيعية فى صفوف القوات المصرية، وعلى الصور التى التقطها الطيران الإسرائيلى قبل الحرب بيومين. وعبر باريوسف عن دهشته من قرار لجنة أجرانات التى اكتفت بعزل إيلى زعيرا من منصبه ولم تقدمه إلى المحاكمة بتهمة التقصير.

إقرأ أيضاً:

اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: مجموعتى نقلت سيناء إلى مركز القيادة فى القاهرة

و«لسه السلاح صاحى»

اللواء محمد الغبارى: «أكتوبر» مرجعا تاريخيا فى الفكر الاستراتيجى

اللواء كمال حسن على مدير سلاح المدرعات: ديان يستنجد: المصريون حشدوا الجيش الرابع

محمد عبدالغنى الجمسى يكشف سر اختيار يوم 6 أكتوبر لبدء الحرب

الرئيس السادات: نصر أكتوبر أنهى إلى الأبد خرافة إسرائيل التى لا تهزم

المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة: حققنا انتصارا مضاعفا فى حرب أكتوبر

الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات لمسلحة: نفذنا أعظم عملية عبور فى تاريخ البشرية

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك