التنسيق هو من يقود أغلب طلبة كلية الطب البيطري للالتحاق بها، إلا أن عبدالله عصام، الأول على دفعة أولى طب بيطري هذا العام، التحق بالكلية بعد دراسة وقراءة معمقة، حيث يقول إن حاجزا نفسيا تفرضه نظرة المجتمع بوصف طالب الطب البيطري على أنه «دكتور بهايم أو حمير»، لذلك فإنه على الطلبة الملتحقين بالكلية التعامل مع مثل تلك التوصيفات على أنها «تفكير عقيم»، مضيفا أن التواصل مع الدكاترة والإلحاح في طلب المعلومة منهم حتى داخل مكاتبهم وعقب انتهاء المحاضرات، يعد أمرا شديد الأهمية لمن أراد التفوق في الكلية، لأن هناك علاقة مختلفة تنشأ بين الدكتور والطالب، تكون قائمة على احترام الدكتور للطالب الذي يبدو حريصا على مستقبله وعلى مقررات الكلية، موضحا أهمية تنظيم الوقت للخروج بأقصى استفادة ممكنة.
ولا يرى عبدالله أن الحصول على درجات عالية أو تقديرات مرتفعة هو الهدف من وراء الدراسة في الكلية، وإنما الهدف الأساسي هو الحصول على المعلومة، حيث يروي لـ«الشروق» الطريقة التي قادته للحصول على المركز الأول على دفعته، وهو الاهتمام بكل جزئية من جزئيات المقرر وعدم إهمالها مطلقا، فإذا عانى الطالب من عدم فهم جزئية ما فعليه باللجوء للدكتور أو المعيد أو حتى طالب زميل يمكنه شرح تلك الجزئية، مشيرا إلى أن التعامل مع المعيدين يكون في الغالب أحسن من التعامل مع الدكاترة لأن فرق السن ليس كبيرا، وهناك تقارب كبير في مستويات التفكير بين الطلبة والمعيدين.
ونظرا لعدم وجود تخصص في كلية الطب البيطري، حيث يدرس جميع الطلبة 84 مادة طوال الأعوام الخمسة، فإن عبدالله ينصح بأن يهتم الطالب منذ البداية بالمواد التي يرغب في العمل بها بعد التخرج، كمن يهتم أكثر بالعمل في مجال الحيوانات الأليفة عليه أن يهتم بالدراسات المتعلقة بالحيوانات الأليفة في الكلية.
وتتراوح أهمية كتاب الدكتور بين مادة وأخرى، حيث مواد مثل: أناتومي (تشريح)، وهيستولوجي (علم دراسة الأنسجة)، يحتاج فيهما الطالب إلى كتاب الدكتور لأن هناك بعض الأنشطة والتكليفات التي ينفذها الطالب باستخدام الكتاب، بينما هناك مواد أخرى تعتمد على استخدام الدكتور "برزنتيشن" أثناء الشرح، حيث يمكن للطالب الحصول عليه في نهاية المحاضرة.
وتتنوع مجالات العمل بالنسبة لطلبة الطب البيطري بشكل كبير، حيث يمكن للخريج العمل في أقسام مراقبة الجودة في الفنادق وسلاسل السوبر ماركت ومصانع الإنتاج الحيواني وإنتاج الألبان، بالإضافة إلى سلخانات الدواجن وكذلك اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى إمكانية فتح العيادات البيطرية المختصة بالحيوانات الأليفة، أو العيادات البيطرية للحيوانات الأخرى كالجاموس والبقر والجمال والخيل، بالإضافة إلى أنه يمكن للخريج فتح صيدلية بيطرية، أو العمل في معامل التحاليل البشرية نظرا لدراسة الطالب للميكروبيولوجي والكيمياء الحيوية التي يدرسها طلبة كلية العلوم.
كما يمكن لخريجي الطب البيطري، العمل في الطب الشرعي المختص بالحيوانات، كالتعامل مع قضايا حرائق المزارع، وكذلك العمل في شركات الأدوية، أو العمل كمندوبي بيع وترويج للأدوية الجديدة لدى الأطباء (ميديكال ريب).