دقيقتان و36 ثانية من مشهد سقوط شوقى
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 7:55 م
** من خلال شريط فيديو قرأت ما يلى: دقيقتان و36 ثانية، مرت ومحمد شوقى لاعب كفر الشيخ ملقى على أرض الملعب، ويحيط به زحام من اللاعبين، أثناء محاولات الأطباء أو المعالجين إنقاذه بعد سقوطه أثناء مباراة فريقه مع فريق القزازين. بالتحديد لا أعرف متى سقط محمد شوقى بالضبط، ومتى توقف اللعب بقرار الحكم، ولماذا لم «تظهر الروح الرياضية فورا»، وهى تظهر أحيانا، ولا تظهر فى أحيان أخرى، كأن تلك الروح الرياضية لها موعد أو ظرف للظهور جانب اللاعبين. وعموما كيف لم يلحظ أحد السقوط المفاجئ لمحمد شوقى مما يشير إلى حالة عاجلة تستوجب سرعة التصرف؟
** لم نتعلم شيئا مما جرى لأحمد رفعت، ولا مما يجرى حولنا فى العالم وفى ميادين الرياضة وملاعب كرة القدم. وظل قائما وساكنا فى ملاعبنا الجهل فى التصرف، والجهل فى تقدير الخطر، والجهل فى التعامل مع هذه الحالات. وقبل أيام، وتحديدا يوم السبت الماضى 16 نوفمبر، توقفت مباراة هولندا والمجر على ملعب يوهان كرويف فى بطولة دورى الأمم. ففى الدقيقة السابعة سقط أدم سالاى، مساعد مدرب المجر 36 عاما، على الأرض، وأصيب بتشجنات، وبدت قدماه وهما تنتفضان أثناء استلقائه على الأرض، وسرعان ما أحاط به الجهاز الفنى والبدلاء. وبسرعة تدخل الأطباء وتوقف اللعب 13 دقيقة، وخلال تلك الفترة أحاط الأطباء المدرب بقطعة من القماش أو المشمع بعيدا عن أنظار الجماهير التى كتمت أنفاسها وهى تتابع الموقف. ونجح الأطباء فى إفاقة مساعد مدرب المجر بعد علاجه والتعامل معه طبيب داخل الملعب أولا، ثم نقل بسيارة إسعاف إلى المستشفى، وسط تصفيق من الجماهير، ربما فرحا باحتمال مسبق بنجاته، وفرحا بأنه فى طريقه للعلاج، وربما تشجيعا له وتشجيعا للفريق الطبى. وقد تحسنت حالة المدرب فيما بعد.
** هذا حادث قريب.. والإجراءات الطبية كانت واضحة. ومرتبه، لكن دعونا ننتقل إلى حادث محمد شوقى لاعب كفر الشيخ:
سقط شوقى أرضا ولم يتوقف اللعب مباشرة. وبعد فترة وجيزة أطلق الحكم صفارته موقفا المباراة. وكان المشهد الثانى زحاما فوضويا من لاعبى الفريقين حول شوقى. ثم هرولة من معالجين للتدخل بعد صياح وصراخ من جانب لاعبى كفر الشيخ والقزازين. ويختفى جسد شوقى المسجى على الأرض وسط هذا الزحام، وبعد دقيقتين و36 ثانية، يعلو صوت الصياح والصراخ، وسط حركات جسدية مرتبكة ومتوترة من جانب اللاعبين، ولم أعرف تحديدا متى استجابت سيارة الإسعاف لنقل اللاعب بسرعة إلى المستشفى؟
** رحم الله محمد شوقى لاعب كفر الشيخ. ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته أو يلهم أسرته وزملائه الصبر والسلوان. وقدرت مديرية صحة دمياط وفاة محمد شوقى فى الربعة فجر أمس، وقالت إن الوفاة بسبب توقف عضلة القلب. وكان اللاعب بالعناية المركزة بمستشفى الزرقا المركزى وجرت محاولات لإنعاش عضلة القلب ولكنها لم تستجب.
** الآن سوف تتوالى مطالبات التحقيق، وضرورة إجراء فحوصات طبية دقيقة على الرياضيين بجميع المراحل السنية. وأهمية سرعة القرار، والتفرقة بين سقوط لاعب دون اشتباك على كرة، وبين سقوط لاعب مدعيا الإصابة. وكيف يتعامل الجميع من مدربين ولاعبين وحكام مع مثل تلك الحالات الطارئة وأهمية إخلاء الموقع لتسهيل عمل الأطباء، وكيف أن العلاج وإنقاذ الحياة يبدأ من الملعب وبتدخل طبى سريع جدا، وبأجهزة مساعدة. كما أهمية تحرك سيارات الأسعاف التى يجب بدورها أن تكون مجهزة طبيا بالكامل لمثل تلك الحالات الطارئة.
** ليست تلك هى المرة الأولى التى نشير فيها إلى أهمية تلك الإجراءات، وأظن أنه لا توجد حاجة إلى مقال مثل هذا كى نلفت النظر إلى الإجراءات وتعليم وتثقيف اللاعبين بكيفية التصرف وعدم الإحاطة بالمصاب بينما يتم إسعافه. فمن أسف هو سلوك عام أن تقف السيارات على طريق سريع لمشاهدة حادث مؤلم وفظيع وتعيق سيارات الإسعاف ومحاولات إنقاذ الحياة؟!
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا