** فى تحليل نشرته الجارديان لمحلل موقع أوبتا «Opta» ديفيد سيجارجاء أن محمد صلاح مازال على القمة، وأن أرقامه تشهد له، وأن ليفربول عليه أن يجدد تعاقده مع النجم المصرى . وقال ديفيد سيجار: «صلاح يتحسن، وعلى ليفربول الاحتفاظ به». التحليل طويل ومشبع بالأرقام، وهو يرد ضمنيا على تقرير آخر يقول إن لاعب سلتيك الإسكتلندى بن دوك (19 سنة) الذى يلعب فى مركز الجناح هو خليفة صلاح فى ليفربول الذى اشتراه عام 2022 بمبلغ 600 ألف جنيه إسترلينى، حيث يتمتع بمهارات عالية وسرعة فائقة. وكذلك يرد تحليل أوبتا على تروى دينى لاعب واتفورد السابق الذى قال قبل أيام: «محمد صلاح ليس لاعبا عالميا، وإنما فينيسوس جونيور نجم ريال مدريد هو الأفضل». ** قد يكون ذلك خلافا فى وجهات النظر كما حدث بشأن منح جائزة الكرة الذهبية إلى رودرى بدلا من فينيسوس، إلا أن عالمية صلاح لا يمكن الاختلاف عليها ليس فقط بأرقامه، وإنما بالدور الذى يلعبه مع ليفربول، وتنوع إبداعه، وأهدافه. ولا شك أن فينيسوس جونيور لاعب ساحر من سحرة البرازيل ومن سحرها الكروى، وأعاد لنا ظواهر برازيلية سابقة، مثل رونالدو، ورنالدينيو، وسقراط، وجايير زينيو والأخير هو الأقرب لنجم ريال مدريد، ومن نجوم منتخب البرازيل فى مونديال 1970.. لكن صلاح يمتلك نجومية فى الملعب وخارج الملعب. وصنعها بالثقافة، والتأمل، وبالكفاح وباختياره قيمة النجاح على قيمة المال. ** هذا ليس تحيزا لمحمد صلاح كونه مصريا، ولا موقفا من الموهوب فينيسوس جونيور . إلا أن جزءا مهما من نجومية أى إنسان يرتبط بثقافته، ومن أجمل تعريفات الثقافة، التعريف الفرنسى: «الثقافة أسلوب حياة». فماذا تقرأ؟ وماذا تعمل؟ وكيف تأكل، وماذا تلعب؟ وكيف تختلف؟ وماذا تقول؟ وكيف تخاطب الناس؟ وماذا تسمع من ألوان الموسيقى؟ وكيف ترى الفنون؟ والواقع أن صلاح كلما حل ضيفا فى مناسبة كبيرة فإنه يخطف الاضواء بتفكيره وثقافته، وهو ما فعله فى معرض الشارقة الأخير للكتاب . هل رأيتم لاعبا لكرة القدم نجما فى معرض كتاب من قبل؟!** «فن اللامبالاة» كتاب للأمريكى مارك مامنسون صدر قبل أربع سنوات . وهذا الكتاب قرأه صلاح . وهو واحد من عشرات الكتب التى حرص على قراءتها، مما أضاف إلى عقله الكثير من الثقافة ومن التجارب التى علمته وطورت تفكيره الاحترافى أيضا . وقد شق محمد صلاح طريقا شاقا وطويلا من الكفاح . وبدأ رحلة احتراف وخاضها بإصرار وشجاعة، وراهن على النجاح. ولذلك كلما وجد فرصة للتدريب فإنه يفعل هذا. حين يكون فى رحلة سفر بطائرة فقد خلالها وقتا تجده يبحث عن صالة تدريب فور وصوله إلى محطته. لقد تعلم أهمية العمل منذ بداية مشوار الاحتراف فى بازل . تعلم أن دائرة التدريب لا تقتصر فقط على حدود الملعب . فهناك الجيم، وهناك أسلوب الحياة، والحفاظ على الصحة البدنية والعقلية. ** صلاح الذى يمارس اليوجا لمساعدته على التأمل يهتف له جمهور ليفربول، ويغنى له: «الملك المصرى». ولا يوجد لاعب عربى أو إفريقى صيغت من أجله أغنية، ثم كيف يتوج لاعبا مصريا ملكا فى بريطانيا الملكية؟ عندما طرحت فكرة انتقال صلاح إلى ريال مدريد قبل سنوات، كان رأيى أن يبقى فى ليفربول. فهذا الحب الذى يحظى به فى تلك المدينة الإنجليزية هو أكسير الحياة والقوة له . وربما لن يجد مثله فى مدريد. واليوم لعل صلاح ينظر إلى كيليان مبابى، فهل لمع مثلما كان لامعا فى باريس سان جيرمان؟ هل تأقلم أم أن الوقت سوف يسعفه على التأقلم ويعود مبابى ليصبح مطرقة الريال كما كان رونالدو؟ ** هل يستمر صلاح فى ليفربول؟ كتب الصحفى الإنجليزى بول جويس فى نيويورك تايمز أن بقاء صلاح فى المدينة الإنجليزية هو الاحتمال الأقرب لأنه يحبها، ويشعر بالراحة فى الحياة بمدينة ليفربول مع عائلته، ولعل ذلك يكون أفضل اختيارات صلاح ليستمر فى كتابة أسطورته التى لم يصل إليها أى لاعب عربى من قبل، لاعب كان نجما فى معرض للكتاب! ** شعب ليفربول وأنصار النادى ومواطنو المدينة يطالبون باستمرار حكم الملك المصرى.
مقالات اليوم يوسف الحسن تغيير الخرائط.. وصندوق «باندورا» سامح مرقص تواصل الحضارات.. والعصر المحورى من الصحافة الإسرائيلية الخبث المطلق.. هكذا تتقدم إسرائيل نحو حُكم عسكرى فى غزة مواقع عربية هل ستوقف «إسرائيل» حربها على لبنان؟
قد يعجبك أيضا