حكومة السيليكون فالي
الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 6:35 م
نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا للكاتب زياد بن عبدالعزيز آل الشيخ، يقول فيه إن وجود نخبة من وادى السيليكون فى الإدارة الأمريكية الجديدة، أمثال إيلون ماسك، سيجعل الولايات المتحدة رائدة فى الثورة التقنية، ومع ذلك، عاد الكاتب وأكد أن الأمر لا يخلو من المخاطر مثل تضارب المصالح نتيجة سعى الشركات التقنية لتحقيق الربح، ما قد يؤدى لتدنى مستوى الثقة فى الإدارة الأمريكية، كما أن هذه الشركات ستسعى للحد من نفوذ الصين تقنيا، الأمر الذى سيزيد من التوترات العالمية.. نعرض من المقال ما يلى:
ابتداء بـإيلون ماسك يبدو أن دونالد ترامب سيرصع إدارته بنخبة من وادى السيليكون. كان اختيار ترامب لجى دى فينيس نائبا للرئيس إشارة مبكرة للتحالف المتوقع بين الرئيس الشعبوى المحافظ مع أكثر صناع التقنية تقدما. مع الإعلان عن أسماء أعضاء الحكومة، حيث يتكشف سيناريو الشراكة المتوقع، فإن من غير المستبعد أن يعاد تشكيل الحكومة الأمريكية على أسس جديدة تعزز بها قيم الابتكار والمنافسة العالمية، وهو ما يدعونا لنتساءل عن مستقبل العالم بعد هذا التحالف.
من المرجح أن تركز شراكة ترامب ووادى السيليكون على الاستفادة من الخبرة التقنية فى الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والبنية التحتية الرقمية. فى عالم يعيد فيه الذكاء الاصطناعى والحوسبة الكمومية تشكيل الاقتصادات، يمكن للتعيينات المتوقعة أن تضع الولايات المتحدة كرائدة فى الثورة التقنية التى تتفرع غصونها فى حديقتها الخلفية، قد يجذب تركيز ترامب على إلغاء الضوابط التنظيمية قادة التقنية المحبطين من القيود الفيدرالية، مما قد يعزز الابتكار السريع فى القطاعات الرئيسة.
ومع ذلك، فإن مثل هذا التعاون لن يأتى دون مخاطر. أثار التأثير المتزايد لوادى السيليكون فى مجالات مثل خصوصية البيانات والمحتوى العادل واتخاذ القرارات الخوارزمية نقاشا واسع النطاق. يحتج الناقدون أن الاستعانة بالمديرين التنفيذيين للتقنية بكثافة فى الحكومة سيؤدى إلى تضارب المصالح، وتركيز السلطة، وتدنى مستوى الثقة فى الإدارة الأمريكية. فى إدارة من هذا النوع، هل ستنفذ سياسات تغلب مصلحة الشركات فى زيادة الأرباح على رعاية المجتمع والنفع العام؟
مع ما لهذا التحالف من آثار محلية، فإن له جانبا سياسيا تجب مراعاته أيضا، يتماشى خطاب ترامب أمريكا أولا» مع مخاوف وادى السيليكون بشأن صعود الصين تقنيا، فقد يؤدى التشكيل الجديد إلى قيادة تحالف من القادة السياسيين والتقنيين للحد من نفوذ بكين، مما يضمن تفوق الولايات المتحدة فى مجالات مثل إنتاج أشباه الموصلات والروبوتات المتقدمة، لكن يمكن أن يزيد هذا النهج من التوترات العالمية، مما يجبر على اتخاذ خيارات صعبة بشأن التوازن بين المنافسة والتعاون.
بينما تقف الولايات المتحدة على مفترق الطرق، فإن وجود إدارة ذات عمق تقنى كبير يلفت نظرنا إلى الفرص والمخاطر. قد نشهد اختراقات غير مسبوقة فى الابتكار، ولكن علينا أن نتذكر أن عالم التقنية بحاجة ماسة للمساءلة حول التزامه بقيم العدل والإنصاف والأخلاق.
إذا انضم وادى السيليكون وترامب فى فريق واحد، فعلى أمريكا وبقية العالم أن يظلوا يقظين، لا ينبغى أن تسخر التقنية لتحقيق التقدم المستمر على حساب القيم المشتركة بين المجتمعات، مع حفظ حقوق الأقل حظا من التعليم والتقنية، متى دفع هذا التحالف بالعالم إلى الأمام فى جوانب، يخشى أن يجره إلى الخلف فى جوانب أخرى، ستكون الإجابة معتمدة على مدى الحرص الذى نوليه لإدارة المخاطر وحساب العوائد المرجوة، مع تجنب ما يمكن أن يتحول إلى سباق عالمى جديد للتسلح.
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا