حوارية الشعارات الأمريكية
الأحد 17 نوفمبر 2024 - 7:40 م
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، أورد فيه أن ابن خلدون قال منذ قرون إن المغلوب يقلد الغالب، لكن الأمة العربية فشلت فى تقليد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فى مجالات التنمية والبحث العلمى. تساءل الكاتب: لماذا لا يجرب الوطن العربى تقليد الغرب فى شعاراته على الأقل؛ مثلا تبنى شعار أوباما (إننا نستطيع)، أو مارتن لوثر كينج (لدىّ حلم)، أو شعار ترامب (فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) ليصبح (فلنجعل الأمّة العربية عظيمةً مرّة أخرى)، فلا يعقل أن أمة عربية قوامها 400 مليون تكون عاجزة حتى عن ترديد الشعارات.. نعرض من المقال ما يلى:
قال القلم: هل أستطيع أن أتكلم، شريطة أن تطيق علىّ صبرا؟ قلت: وما منعك؟ قال: بصراحة، فلا تحسبنّها وقاحة، حيّرتْنى طرائق التفكير والسلوك عندكم يا بنى يعرب. قلت: فسر، حتى لا أحزّر.
قال: تذكر أنك وعدتَ بألا تحنق أو تحمق. هل نسيتَ أن ابن خلدون قال: «إن المغلوب يقلد الغالب»، وقد أوقع الناس فى الوهم واللبس طوال ستة قرون. فى أحسن الحالات وأهونها يكون قد أصاب وأخطأ فى آن. نفوس العالم العربى حاليًا أربعمائة مليون، أى عشرات أضعافهم فى عصره، الرابع عشر الميلادى. هل قلدوا الإمبراطوريات الثلاث التى أرتهم نجوم الظهر فى أغسطس، فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة؟ هل ساروا على نهجها فى المناهج والبحث العلمى والاقتصاد والتنمية وبناء قوة، كتلك التى كانت لقدمائنا، تستجيب لصرخة امرأة بجيش جرّار؟ لكن وجهة نظر تكون مصيبة، إذا كان المقصود بالتقليد الهمبرجر والجينز الممزق من خلف ومن قدام.
قلت: دعنا من الهوامش والحواشى، اذهب إلى المتون، هل من جديد مقترح، فالوضع مقروح؟ قال: إذا كان المغلوب يصر على أن يظل ما اختلف الليل والنهار مغلوبًا مسلوبًا منكوبًا منهوبًا، فليجرّب ولو مرة تقليد الغالب فى شعاراته. إذا كانت الأمة قد زهدت فى روائع الدوافع إلى استئناف حضارتها واستعادة عنفوانها، وعطاءاتها فى كل الميادين، وعظمة مركزيتها وقوة جاذبيتها، فلم لا تقلد دونالد ترامب فى شعاره: «فلنجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى»؟ وليضحك من شاء، إذا سمع العرب يهتفون «فلنجعل الأمة العربية عظيمة مرة أخرى». إذا تعذر ذلك، لأنهم يصعب عليهم التصديق، فليقلّدوا باراك أوباما فى شعاره: «إننا نستطيع». لكن عبارته لا تخلو من الدعابة. إذا قال العرب: «وى كان» We Can، فسوف يرد المغرضون: «فى خبر كان». دعنا من ذلك، فالشاعر يقول: «إذا لم تستطع شيئًا فدعهُ.. وجاوزه إلى ما تستطيع». حسنا: هل ستقول إننا لا نقدر حتى على تقليد لوثر كينج فى شعاره: «لدى حلم». هل يعقل أن تكون أمّة بها أربعمائة مليون طاقة عاجزة حتى عن الحلم، حلم السيادة، حلم العزّة والكرامة والإباء؟
لزوم ما يلزم: النتيجة التجميعية: لدينا حلم بأننا نستطيع جعل الأمة عظيمة مرة أخرى.
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا