«وحدة الساحات» فى الرياضة
الأحد 17 نوفمبر 2024 - 8:00 م
** «نشاهد عنصريتكم.. نشاهد حرب الإبادة التى تمارسونها.. أوقفوا حرب الإبادة.. التاريخ سوف يلعنكم.. الحرية لفلسطين».. هكذا كانت هتافات ولافتات جمهور فريق باناثينايكوس اليونانى، وهو يواجه فريق مكابى حيفا الإسرائيلى فى الدورى الأوروبى قبل عام. وكما حدث من جماهيرأيرلندا وفريق سلتيك، التى اشعلت مظاهرة فى الملعب ضد إسرائيل. وهو موقف مستمر من جماهير كرة القدم الأوروبية، وهناك رفض شعبى وجماهيرى لما يفعله جيش الاحتلال فى غزة وفى لبنان. فهذه الهتافات اليونانية تكررت فى صورة اشتباكات فى مباراة فرنسا وإسرائيل قبل أيام، ووقعت اشتباكات فى أمستردام، مزق خلالها الأسود مشجعى المحتل.. وإذا كانت حكومات الغرب تحركها عقدة الذنب التاريخية التى يسوقها الاحتلال الإسرائيلى نتيجة ما فعله هتلر فى الحرب العالمية الثانية، يفعله نتنياهو ويمارسه بسلاح طائرات إف 16 وإف؟
** الشعوب ليست الحكومات، فالمشاعر الإنسانية تحكمها، ولا تحكمها المصالح أو الخوف من اتهام معاداة السامية، والشعوب تدرك أن عقدة الذنب لا تعنيها، كما تعانى منها الدول الأوروبية الرسمية. لذلك مضت المظاهرات المناصرة للشعب الفلسطينى فى كثير من الدول الأوروبية وحتى فى بعض الولايات والجامعات الأمريكية. لكن لأن كرة القدم ساحة فريدة للتعبير عن الرأى وعن الموقف أمام ملايين المشاهدين، فقد انتشرت تلك المواقف فى المباريات. فلا يوجد حدث واحد يساوى أو يُضاهى كرة القدم فى المشاهدة الحية على الهواء مباشرة مثل الرياضة ومثل كرة القدم، فلا فيلم، ولا موسيقى، ولا مطرب، ولا كتاب، ولا معرض ولا حفل، ولا لوحة فنية، ولا محاضرة، ولا شىء يمكن أن يشاهدة فى لحظة واحدة 400 مليون متفرج، كما يحدث فى مباريات ريال مدريد وبرشلونة أو مليار نسمة، كما يحدث فى كأس العالم لكرة القدم.
** هنا يتجلى تأثير مباريات كرة القدم. وهنا أيضًا تنفجر المشاعر بالحناجر واللافتات. وهنا تتحد الشعوب ضد العنصرية وحرب الإبادة حتى لو كانت بين بعض الشعوب حروب أو خلافات ضاربة فى جذور التاريخ. وهو ما حدث على سبيل المثال من ردود الفعل على الكثير من منصات التواصل الاجتماعى يوم مباراة باناثينايكوس ومكابى حيفا. فهذا مواطن تركى يقول: «نحن على خلاف مع اليونانيين، لكننى اليوم أفخر بأننا جيران». وقال مواطن آخر ناقدًا ازدواجية معايير الهيئات الرياضية الدولية والمؤسسات: «إن المنتخبات الإسرائيلية والرياضيين الإسرائيليين يجب حرمانهم من المشاركة فى البطولات والمنافسات الرياضية حتى تتوقف حرب الإبادة فى فلسطين».. ومن المعروف أن اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية حرمت المنتخبات والرياضيين الروس من المشاركة فى الألعاب، بسبب الحرب على أوكرانيا. بينما لم يحدث ذلك مع جيش الاحتلال، بدعوى كاذب ومضلل وفاجر بأنهم يدافعون عن النفس. فأى دفاع هذا عن النفس يساوى قتل المدنيين والأطفال، واغتيال العشرات فى استهداف مقاوم، ثم فى التاريخ كانت هناك دولة تسمى فلسطين، وقبل أن تولد إسرائيل التى ولدت بالحرب باعتراف رئيس الوزراء نفسه، وهو يرد على الرئيس الفرنسى ماكرون، حين قال إن الأمم المتحدة وراء تأسيس إسرائيل.
** كرة القدم والرياضة تتجلى فى ساحتها «وحدة الساحات» فعلًا وعمليًا وتلقائيًا، وبالغريزة الإنسانية الفطرية الطيبة.
مقالات اليوم
قد يعجبك أيضا