بالأمس تحدثت عن أهم ما جاء فى كلمات القادة فى القمة العربية الإسلامية المشتركة التى انعقدت فى العاصمة السعودية الرياض يوم الإثنين الماضى. واليوم نسأل ما هو الجديد الذى حواه البيان الختامى للقمة غير العادية؟
البيان جاء فى مقدمة أو ديباجة، ثم 38 بندا، لن أتوقف عند البنود التقليدية التى تمثل المواقف العربية الثابتة وهى بالطبع مهمة جدا؛ لأنها رسالة إلى إسرائيل والإدارة الأمريكية الجديدة بعد فوز دونالد ترامب.
القمة أكدت مركزية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى الحرية والدولة المستقلة على حدود 4 يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين فى العودة ورفض أى إجراءات إسرائيلية غير قانونية، والتأكيد أيضا على أن القدس خط أحمر للعرب والمسلمين، لكن سوف أتوقف عند بعض البنود والنقاط أراها مهمة وجديدة وغير متكررة فى البيانات الختامية للقمم العربية والإسلامية العادية والاستثنائية.
فى البند رقم ٢ تحذير من خطورة التصعيد وتوسيع رقعة العدوان ضد لبنان وسوريا. وقد يكون هذا الكلام مكررًا لكن الجديد فى هذه المرة أنه شمل أيضا إيران ونعلم جميعا الخلافات الموجودة بين إيران وبعض الدول العربية وبالتالى فهذا تطور سياسى مهم.
فى البند الخامس دعت القمة المجتمع الدولى إلى تنفيذ جميع مضامين الرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية فى 19 يوليو الماضى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإزالة آثاره ودفع التعويضات عن أضراره فى أسرع وقت ممكن.
فى البند السابع الإدانة بأشد العبارات الممكنة لجرائم الإبادة الجماعية خصوصا فى شمال القطاع.
وفى البند الثامن الإدانة الشديدة للعدوان المتواصل على لبنان. وأهمية هذا البند أن هناك دولاً عربية كثيرة تختلف تماما مع حزب الله ورغم ذلك كان التضامن واضحا مع لبنان.
فى البند العاشر رفض لتهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم باعتبارها جريمة حرب.
وفى البند رقم ١١ إدانة لسياسة التجويع الإسرائيلية وضرورة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وفتح جميع المعابر مع القطاع والمطالبة بالانسحاب الفورى من محور صلاح الدين وعودة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح.
وظنى أن البند رقم ١٨ هو أهم مخرجات القمة حيث يتحدث عن بدء العمل على حشد الدعم الدولى لتجميد مشاركة إسرائيل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها.
وفى البند رقم ١٩ مطالبة لجميع الدول بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وحض دول العالم على الانضمام للمبادرة التركية التى وقعت عليها 52 دولة بوقف تقديم الأسلحة لإسرائيل.
وفى البند رقم 20 حثت القمة غير العادية المحكمة الجنائية الدولية على إصدار مذكرات اعتقال بحق المسئولين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة ضد الشعب الفلسطينى.
وفى البند رقم 22 دعوة إلى محاسبة المستوطنين الإسرائيليين على الجرائم التى ارتكبوها بحق الشعب الفلسطينى وممتلكاته، وتصنيفهم ومعهم الحركات اليهودية الصهيونية كمجموعات إرهابية، ومقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وأن تمنع دول العالم دخول المستعمرين فى الضفة والقدس إليها.
وفى البند رقم 31 والذى أراه مهما جدًا دعم لجهود مصر لتحقيق وحدة الشعب الفلسطينى. وأهمية هذا البند أن الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية صارت تحظى بدعم كل الدول العربية والإسلامية خصوصا فيما يتعلق بتشكيل الآليات والأجهزة المختلفة والتوافق على لجنة الإسناد المجتمعية فى قطاع غزة، وإنها سوف تتشكل بمرسوم صادر من رئيس دولة فلسطين فى إطار الوحدة الجغرافية والسياسية للأرض الفلسطينية على حدود 4 يونيو 67.
أيضا ما جاء فى البند 36 بضرورة حماية الملاحة فى الممرات البحرية اتساقا مع قواعد القانون الدولى والملاحظة هنا أن صياغة هذا البند جاءت عامة ومفتوحة بالنظر إلى أن عددا من الدول العربية تضررت تماما من هجمات الحوثيين ضد إسرائيل، لكن فى نفس الوقت هناك صعوبة فى إدانة عمليات تهدف إلى إسناد المقاومة فى غزة ولبنان.
ما سبق هو ما أراه مهما فى البيان الختامى.
لكن عددا كبيرا من المواطنين العرب والمسلمين الأبرياء قد يتساءلون إذا كان العرب والمسلمون يدينون إسرائيل ويدعون العالم لوقف التجارة معها خصوصا تصدير السلاح إليها.. ألا ينبغى فى هذه الحالة أن يبدأ العرب والمسلمون بأنفسهم حتى يكونوا قدوة للآخرين؟!.
عموما نتمنى أن تنجح القمة فى تحقيق أهدافها وتنفيذ بيانها الختامى، وأن تتمكن اللجنة الوزارية من وقف العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان.