x قد يعجبك أيضا

استثمارات مصرية في إفريقيا.. من الحلل إلى البتروكيماويات

الأحد 3 أغسطس 2025 - 8:10 م

هناك قصص نجاح مصرية متنوعة فى العديد من الدول الإفريقية، ولو أننا تمكنا من دعم المستثمرين المصريين هناك، فربما أمكننا حل الكثير من الأزمات والمشاكل والتحديات الاقتصادية.

فى دار سكن سفراء مصر فى بعض دول غرب إفريقيا قابلت الأسبوع قبل الماضى مصريين بسطاء لكنهم مغامرون تركوا أهاليهم وبيوتهم بحثا عن الرزق الحلال والاستثمار المفيد.

وخلال زيارة وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى لكل من نيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر ومالى والسنغال، كان أحد البنود الثابتة لقاء الوزير مع أبناء الجالية المصرية فى دار سكن السفراء فى هذه الدول.

ما لفت نظرى أن هناك شبابا صغير السن جاء من بعض المحافظات المصرية للعمل فى تجارة الأدوات المنزلية خصوصا الحلل والمنتجات البلاستيكية.

قابلت هؤلاء وسألتهم أسئلة كثيرة عن قراهم وتجارتهم وكيف جاءوا، وهل يحققون عائدا يساوى حجم ما قاموا به من مغامرات؟

إجاباتهم تعكس نمطا جيدا ومبشرا من الشباب الذين لم يندبوا حظهم وينشروا إحباطهم ويتحدثوا عن المشاكل والعراقيل، هم قرروا أن يخوضوا مغامرة العمل والتجارة والاستثمار. يأتون بالأدوات يتعرضون لمآزق صعبة تتمثل فى أنهم يبيعون بضاعتهم بالآجل، وبالتالى يقوم بعض المشترين بعدم سداد أثمان السلع والبضائع، كما يعانون أحيانا من مشاكل تتعلق بالرسوم المرتفعة للتأشيرات وكل ما يتعلق بالجوانب القانونية، إضافة لمشاكل نقل السلع من الموانئ إلى دول حبيسة عبر النقل البرى.

فى اليوم الأخير للجولة مع وزير الخارجية المصرى فى السنغال ذهبنا لافتتاح مصنع سيلتال فى إحدى ضواحى العاصمة داكار، المصنع أقامه المستثمر المصرى حاتم سعد رسلان على مساحة واسعة وهو متخصص فى إنتاج الأجهزة الكهربائية المنزلية من ثلاجات وبوتاجازات وغسالات ومراوح، وطبقا لرسلان فإن كل الأدوات مصرية، وكذلك بعض العمال والمهندسين، مع الاستعانة بعمال ومهندسين من السنغال لتدريبهم.

 هذه الشركة تمتلك ٦٠ فرعا حول العالم ومنها السنغال وجامبيا وسيراليون وغينيا بيساو وموريتانيا إضافة للإمارات والصين والسعودية. وهى توظف نحو ١٥٠٠ شخص كما يقول صاحبها.

نموذج رسلان وغيره هو ما تحتاج إليه مصر فى المرحلة المقبلة.. وقد سمعت من وزير خارجيتنا أن حجم الاستثمارات المصرية فى إفريقيا قفز إلى ١٧ مليار دولار مؤخرا.

وقد اصطحب عبدالعاطى فى جولته نحو ٣٠ من رجال الأعمال يمثلون نوعيات مختلفة من الأعمال، وخلال المحطة الأخيرة من الجولة فى السنغال وقع اللواء حازم يحيى ممثلا لشركة «مستقبل مصر» مذكرة تفاهم لزراعة ٤٠ ألف هكتار، وهناك اتفاقات مشابهة مع نيجيريا.

فى الطائرة خلال رحلة العودة للقاهرة وقف الدكتور مهندس شريف الجبلى رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب وقال إن هذه الرحلة أكثر من ممتازة ستحقق نتائج جيدة جدا للاقتصاد المصرى.

شركة بولى سيرف للأسمدة والكيماويات التى يرأس مجلس إدارتها الجبلى تدرس الاستثمار فى مشاريع فوسفاتية فى موريتانيا، وزيمبابوى، والسنغال وتقوم الشركة حاليا بدراسة ثلاث مشاريع استثمارية استراتيجية فى مجال استخراج وتصنيع الفوسفات وتحويله إلى أسمدة فوسفاتية فى موريتانيا، زيمبابوى والسنغال.

وهذه الخطوة تأتى فى سياق استراتيجية الشركة للتوسع فى الأسواق الإفريقية والعالمية وتعزيز إمكانياتها الإنتاجية فى قطاع الأسمدة الفوسفاتية لتلبية التزايد على هذا النوع من السماد لدعم القطاع الزراعى فى القارة الإفريقية وخارجها.

وتتوقع الشركة الانتهاء من الدراسات التفصيلية المتعلقة بهذه المشاريع قبل نهاية عام ٢٠٢٥، وتأتى هذه الدراسات فى إطار رؤية الشركة الراهنة إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية فى الدول الإفريقية وتعزيز التعاون الاقتصادى الإقليمى بما يحقق التنمية المستدامة.

العديد من الدول الإفريقية تشترط على الشركات المصرية والأجنبية أن تكون هناك نسبة ٩٠٪ من العمالة من أهل البلد، وأن تقوم الشركات بتدريبهم وتوطيد الصناعة، وهو ما سمعته من مدير شركة المقاولين العرب فى نيجيريا محمد عيداروس الذى قال إنه من بين ٢٠٠٠٠ موظف وعامل فى الشركة فكلهم من نيجيريا ما عدا ٥٠ مصريا.

هذه نماذج سريعة من قصص النجاح المصرية فى إفريقيا، من الحلل إلى الأجهزة الكهربائية والأسمدة والبتروكيماويات.

فى مقال قادم إن شاء الله نتحدث عن قصص نجاح جديدة.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة