x قد يعجبك أيضا

الهلال أمام فلومينينسى.. مباراة مختلفة

الخميس 3 يوليه 2025 - 7:35 م

** فى بطولة كأس العالم 2022 فى قطر التف ملايين العرب حول شاشات التليفزيون لمتابعة مباريات منتخب المغرب وهو يشق طريقه نحو الدور قبل النهائى . كان عشاق كرة القدم من الخليج إلى المحيط يتجمعون ويلتقون بغير موعد فى المقاهى والكافيهات لمؤازرة أسود أطلس . وفى تلك الاثناء تجلت روح القومية العربية، وتجلت وحدة أمة لها تاريخ واحد، ولغة واحدة، وجغرافيا واحدة، وحدودها ليست جبالا ولا أنهارا، هكذا حققت كرة القدم ما لم تحققه السياسة والاقتصاد والسينما والدراما، والثقافة والأداب .. فلا يوجد حدث إنسانى يجمع الملايين فى لحظة واحدة وحدث واحد، وفيلم واحد، للمتابعة المباشرة مثل كرة القدم ..

** لقد أدركت أهمية كرة القدم مبكرا وأدركت تأثيرها ، وأدركت مدى قوتها كقوة ناعمة، وكيف أن انتصاراتها تمس كبرياء الأمم . ويوم لعب الأهلى مع بورتو البرتغالى مباراته الرائعة التف ملايين العرب احتفاء بالفريق المصرى . ودعكم من نظريات المركز الأخير فى المجموعة، والترتيب، فهنا أتحدث تحديدا عن نظرية أهم ألف مرة، وهى: هل نستطيع مجاراة الفرق الأوروبية ؟ وكنا جميعا نشك فى قدرة الأهلى على مواجهة بورتو البرتغالى بطل أوروبا مرتين..

** نعم يكون الالتفاف العربى التفافا حول القوة المشهودة، وحول الأداء الذى يجارى الفرق الاوروبية. وقد حدث ذلك مع مباراتى الهلال السعودى مع ريال مدريد ، ومع مانشستر سيتى . حدث نفس الالتفاف العربى ، وربما لم يتكرر فى مباراتى الهلال مع سالزبورج وباتشوكا..

** اليوم يواصل الهلال شق الطريق الصعب فى كأس العام للأندية ، وسوف يتكرر مشهد متابعته عربيا، وسوف يتمنى انتصار منافسيه فى ساحة الكرة السعودية. سيتمنى انتصاره على فلومينينسى البرازيلى أغلبية جمهور النصر والاتحاد والأهلى. ولا يمكن إنكار إعجابنا بأداء الهلال ونديته أمام ريال مدريد ومانشستر سيتى وهما من أقوى فرق العالم، ولا أظن أن أحدا توقع هذا الأداء للهلال أمام الفريقين، وأضع الأداء دائما قبل النتيجة، لأن الأداء هو الذى يأتى بالنتائج فى معظم الأحوال، وليس صحيحا أبدا مقولة: «النقطة أهم من الأداء» إلا فى حالات استثنائية.

** مواجهة فلومينينسى تختلف عن اللعب مع الريال ومع السيتى . فالفريق البرازيلى مثل الفرق البرازيلية التى خاضت هذه البطولة، رفعت راية كرامة الكرة البرازيلية فى هذا المحفل العالمى . رفعوا راية خفتت، وانهزمت، وتوارت، وغابت عن ساحة الكرة العالمية على مستوى المنتخب وعلى مستوى الأندية. وحين يكون اللعب من أجل الكرامة ، يكون الأداء شيئا من الحرب ، وأعنى الحماس والنضال والعنف، فلا توجد حرب لطيفة بالطبع.. الفارق إذن واضح؟

** فلومينينسى تأهل لدور الثمانية بالفوز إنتر ميلان الإيطالى 2/صفر ، ولعب بروح جماعية وبنضال وحماس واندفاع . بينما تأهل الهلال بفوز غير متوقع على السيتى، بتكتيك إيطالى يعبر عن فلسفة كروية إيطالية ضاربة فى الجذور عند مواجهة «فرق أو منتخبات بارعة فى السيطرة وامتلاك الكرة، والسيطرة عليها. وعبر أداء الهلال عن ذكاء إنزاجى مدرب الفريق الذى ترك السيتى يمتلك الكرة ولم يصارعه عليها بالضغط العالى لإيقاف بناء الهجمة، وإنما تركه يلعب بها، ويلهو بها ، ويجرى بها، حتى صدمه فى كل مرة بعشرة لاعبين يدافعون بتنظيم رائع، وبروح قتالية، ثم يشنون غارات هجومية مرتدة فى المساحات الخالية ، خاصة أن السيتى ظل معظم المباراة فى حاجة إلى العودة من الخسارة.

** فى عام 1980 حضرت مباراة بين فلومينينسى وبوتافوجو باستاد ماراكانا العظيم فى ريو دى جانيرو، وتعنى بالبرتغالية نهر يناير، حين كانت سعة الاستاد 205 آلاف متفرج . كانت المباراة على أنغام الطبول الضخمة، كأنها طبول حرب. وكان الحماس شديدا واللعب عنيفا، وبعيدا كليا عن أداء منتخب البرازيل فى تلك الفترة تحت قيادة تيلى سانتانا، وهو الأداء الواثق والهادئ والمغرور، والساحر . واليوم سيواجه الهلال نهرا برازيليا، وهو فلومينينسى، نهر سكان ريودى جانيرو.. فهل يكون ذا تيار جارف يروضه الموج الأزرق؟!

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة