لماذا لا نغلق مسارح العتبة؟

الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 8:25 م

اقترح على رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن يفكر جديًا فى إغلاق المسرح القومى بميدان العتبة الخضراء، ومعه مسرحا الطليعة والعرائس بصورة مؤقتة، وذلك إلى أن يأتى من يستطيع حمايتها من جحافل البلطجة التى تحمى الباعة الجائلين فى الميدان، بل ادعوه للتفكير بالفعل فى هدم هذه المبانى أو طرحها للبيع فورًا ما دام أنها صارت بلا قيمة من وجهة نظر الحكومة.
وأضمن للدكتور مدبولى ألا يقاوم المثقفون الأراذل، كما أسماهم الرئيس السادات، هذا الاقتراح رغم أن بعضهم سيزعم أن هذه المبانى لها قيمة تاريخية وأثرية، لكنى أطمئن سيادته وأؤكد له أن أغلب هؤلاء قد صمتوا ولم يتمكنوا من وقف قرارات مماثلة انتهت إلى هدم مبانى أقدم وأكثر عراقة.
يعرف الدكتور مدبولى أن الطريق آمن وممهد فلم يستطع أحد من هؤلاء الوقوف أمام الجرافات التى ابتعلت مقابر الأمام الشافعى فى غمضة عين ودمرت النسيج العمرانى حولها، ولا شك عندى أنه مثلنا شاهد مسلسل (الراية البيضاء) أكثر من مرة وتمنى فى قرارة نفسه، وهو لا يزال معيدًا بكلية الهندسة لو لعب أى دور فى التضامن مع الدكتور مفيد أبوالغار ورفاقه فى رفع (الراية البيضاء)، لكن الأقدار شاءت له بعد أكثر من 35 سنة أن يقف فى الجبهة المضادة على الرصيف المقابل.
أرجوك يا دكتور نفذ اقتراحى فورًا، ولا تهتم بما سيطرح من آراء حول القيمة المعمارية والأثرية.
بناء عليه أطالب كمواطن مصرى بتوفير الميزانيات الهزيلة التى تنفق على العروض التى تقدمها المسارح الكائنة بميدان العتبة، واقترح تأجير الأرض حول حديقة الأزبكية للباعة الجائلين مقابل دفع رسوم محددة تودع فى خزينة الدولة عملًا بمبدأ (نوايا تسند الزير).
لا يستطيع الناس يا سيادة رئيس الوزراء الدخول إلى هذه المسارح لا هم ولا من يعملون فى العروض، وأقسم لك أننى انتظرت فى مسرح الطليعة لأكثر من نصف ساعة أمس الأول، لأن إحدى بطلات العرض الجميل (كارمن) فشلت فى دخول المسرح المحاصر بحقل ألغام يضعه الباعة فى شكل بضائع رخيصة.
خافت الممثلة من عبور الطريق رغم أنها كانت تقف على الرصيف المقابل، واضطر المخرج أن يرسل أحد مساعديه ليضمن لها شيئًا من المرور الآمن.
أعلم قبل غيرى أن المسرح القومى له طراز معمارى نادر تجاوز المائة وخمسين عامًا، لكن اقتراحى بإغلاقه مؤقتًا مع الطليعة والعرائس هو حماية ضرورية لسمعة مصر الثقافية، فلا يجوز القول إن حكومة مصر عاجزة عن إنقاذ مسرحها القومى من الحصار أو أنها غير قادرة على تأمين الدخول إليه.
أعدك يا دكتور مدبولى أن أكون أول من يتصدى لمن يزعم ذلك واسمح لى أن أدلل هنا بالموقف الشجاع الذى اتخذته الحكومة عند ترميم عمارة تيرنج، فقد استطاعت بقدرة قادر إبعاد الباعة الجائلين للخطوط الخلفية، وأخلت الشوارع المحيطة.
والمؤكد أن مثل هذا الإجراء هو دليل حى وناصع على القدرات الخارقة التى تملكها الحكومة.
أعلم أن اقتراح الإغلاق أو الهدم قد يثير الغضب لذلك فضلت استبداله بدعوة أقدمها لرئيس الوزراء لمشاهدة عرض (كارمن) على مسرح الطليعة للمخرج ناصر عبدالمنعم، وهو عرض جميل يصلح لمناسبة عائلية هادئة، لكن أتمنى أن يذهب إلى العرض كما كان يذهب إلى (هايبر ماركت) بدون حرس ودون بدلة كاملة، وأتمنى أن يجرب دخول المسرح أو حتى دخول مترو الأنفاق بالعتبة أو حتى العثور على أثر لسور الأزبكية الذى ينتظر دوره هو الآخر فى الإزالة.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة