سيناريو.. مناحم بيجن - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 2:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيناريو.. مناحم بيجن

نشر فى : السبت 31 أكتوبر 2009 - 9:36 ص | آخر تحديث : السبت 31 أكتوبر 2009 - 9:36 ص

 فيما يشبه السيناريو، كتب الإرهابى العتيد، مناحم بيجن، وصفة عنف خبيثة، يؤكد أنها مجربة ومجدية وناجعة المفعول، لذا فإنه يوصى باتباعها، لمن سيأتى بعده.

يتكون السيناريو المختزل من مشهد واحد، طويل ومفعم بالحركة، متنوع اللقطات، الهدف منه معرفة كيفية انتزاع حقوق الآخرين، يقول: إذا كنت تسكن فى الدور الخامس من بناية، وأردت طرد جارك الكريه من هذا الطابق، وإنزاله إلى الدور الرابع، فعليك أن تنغص حياته بكل السبل، وأن تستعد جيدا للتشاجر معه، وعندما يبدأ الاشتباك، وجه له كلمات موجعة متوالية، وادفعه نحو السلم، ثم اركله بقدميك ركلات متواصلة، واحذر التوقف عن الدور الرابع. استمر فى كركبته حتى الطابق الأول، ويستحسن أن ترميه خارج البناية، واجعله يلهث بأنفاس متقطعة، وإذا جلست للتفاوض معه، اعلم أن سقف آماله لا يتجاوز الدور الثانى أو الثالث على أقصى تقدير.

سلالة مناحم بيجن، الذين استوعبوا الدرس جيدا، الوارد فى كتابه «التمرد»، طبقوه جيلا بعد جيل، وهاهم، حكام إسرائيل الآن، المتغطرس الفج نتنياهو، وفتوة المواخير ليبرمان، وغيرهما، ينفذون سيناريو ملهمهم، بإتقان، على كل الجبهات، فعلى جبهة «التنغيص»، تقيم إسرائيل مئات الحواجز المذلة، على كل الطرقات، لا تسمح بالمرور للفلسطينيين، بما فى ذلك المرضى وكبار السن، إلا بعد ساعات من الوقوف تحت الشمس الحارقة. والأدهى، أنها استولت على ينابيع ومحابس المياه، وعلى الشاشة الصغيرة، يطالعنا الأطفال والنساء، يحملون أوعية الماء، للعودة بها إلى بيوتهم. أما على جبهة الاشتباك فإن العتاة، ينفذون سيناريو بيجن، بإضافات لها وزنها الثقيل، جرافات وكراكات، لا لضرب السكان وحسب، بل لإبعادهم تماما، عقب نزع الأشجار وقلب الأرض وتدمير البيوت والاستيلاء على أراضى الفلسطينيين فى القدس وغيرها.

والآن، بعد نجاح تنفيذ السيناريو، يتمنع أحفاد بيجن عن التفاوض.

فى السيناريو الذى كتبه مناحم منذ أكثر من نصف القرن، لم يذكر كلمة عن موقف بقية الجيران، الذين بالضرورة، على علم بما جرى ويجرى لجارهم، فهل كان يدرك أن يوما سيأتى، بغلق أكبر وأهم الجيران بابه على نفسه، ويغمض عينيه ويسد أذنيه؟

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات